ندوة حول “التطورات في أفغانستان عقب عودة طالبان للحكم والتوجهات الإقليمية والدولية إزائها، والعلاقات مع مصر”
مايو 15, 2022محضر مقابلة مع رئيس قسم رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة
مايو 16, 2022
بتاريخ 16 مايو 2022، استقبل المجلس وفداً من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO)، بناءً على طلب مكتب اتصال المنظمة في القاهرة، ترأسه الجنرال/ Patrick Gauchat رئيس مكتب الهيئة القادم من القدس. هذا فيما ضمَّ وفد المجلس السادة السفراء د./ منير زهران رئيس المجلس، ود./ عزت سعد مدير المجلس، ود./ علاء الحديدي عضو المجلس.
وقد تناول اللقاء ما يلى:
-
افتتح السيد رئيس المجلس اللقاء بالترحيب بالوفد، ثم تساءل عن رأى الوفد إزاء حادث مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام تلك العناصر لمخيم جنين للاجئين فى الضفة الغربية يوم 11 مايو 2022، والتى أفجعت حادثتها العالم أجمع. وعلّق رئيس الوفد بإبداء أسفه الشديد حيال ذلك الحدث المروِّع الذى تسبَّب فى خروج المظاهرات وموجات غضب شديدة، مشيراً إلى أن الإسرائيليين أنفسهم يشعرون ويُقرُّون بأن شيئاً ما خطأ حدث فى هذا الصدد، ومضيفاً أن أعضاء هيئة مراقبة الهدنة فى القدس أو فى أى مكان آخر توجد فيه، كما فى مصر، لا يحملون أسلحة للدفاع، ودورهم رقابى محض، وأن مهمة الوفد هى مراقبة خط الحدود المرسوم من قِبَل الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مهمة المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط (UNSCO) تشمل تغطية مثل تلك الأحداث ورفع التقارير ذات الصلة إلى الأمم المتحدة فى نيويورك.
-
تساءل السفير/ زهران عن التقرير السنوى للهيئة، حيث لم يتم تحميله على موقعها الإلكترونى، للتعرف على أدائها، وما أحرزته من تقدم فى القضايا ذات الصلة، وكذا عن سبب عدم وجود مكتب للمنظمة فى الأردن، كما فى مصر والقدس ولبنان وسوريا، مشيراً إلى أن بيانات المنظمة على شبكة الإنترنت لا تُظهِر أية تقارير سنوية أو أى وجود لها فى الأردن، رغم انخراط الأخيرة المهم فى القضية الفلسطينية واحتوائها على عددٍ كبير من اللاجئين الفلسطينيين. ومن جانبه، أشار رئيس الوفد إلى أن للمنظمة تقارير ولكنها ليست دورية بالضرورة، ويتم تقديمها للجهات المعنية بحفظ السلام، فمثلاً يتم رفع تقارير الوفد الموجود فى لبنان إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (UNIFIL)، وفى سوريا إلى قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك فى منطقة الجولان (UNDOF)، كما يتم التواصل فى ذلك مع الأطراف المعنية، ومن بينها، على سبيل المثال، نائب وزير الخارجية السورى السفير/ بشار الجعفرى، بغية إفساح المجال لعمليات التسوية السياسية وعدم تصعيد التوتر قدر الإمكان، هذا بالإضافة إلى مناقشة تقرير احتياجات الهيئة فى اللجنة الخامسة فى الدورات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس فى مجلس الأمن.
-
فى سياقٍ متصل، أوضح رئيس الوفد أنه يوجد مكتب للهيئة فى عمَّان بالأردن، ولكن مَن يقيم عليه أشخاص مدنيون وليس عسكريون كما هو الحال فى باقى مكاتب الهيئة فى المنطقة.
-
أشار رئيس الوفد إلى أن بعثات الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة تلعب دوراً حيوياً فى محاولة تهدئة الأوضاع فى المناطق ذات الصلة، وأنها تحاول دوماً تحقيق الازدهار والتقدم فى تلك المناطق. وعليه، تساءل عمَّا إذا كان لدى المجلس أية اقتراحات فى هذا الصدد، مع التركيز بصفةٍ خاصة على الاتفاق المصرى – اللبنانى بشأن تصدير الغاز المصرى العربى، والذى يمر عبر سوريا، ودور ذلك فى دعم استقرار المنطقة.
-
وقد علَّق السفير/ علاء الحديدى بأن التحرك المصرى يستهدف تعزيز الأمن القومى المصرى، عبر تحقيق الاستقرار فى المنطقة، بما فى ذلك دور مصر التاريخى والأساسى تجاه أشقائها العرب، لدعمهم، والرغبة فى تعزيز التعاون فيما بينهم للتخفيف من الآثار الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التى تشهدها المنطقة منذ سنوات، والتى زادت سوءاً بفعل جائحة Covid-19، وكذا جرَّاء الأزمة الأوكرانية مؤخراً. ومن ثمَّ، تم توقيع الصفقة المشار إليها، بالنظر إلى أزمة الكهرباء الكبرى التى يعانيها لبنان. وقد أضاف السفير/ الحديدى أن هذا مرتبط بتوجه مصر الأكبر فى تعزيز التعاون الثلاثى فيما بين القاهرة وبغداد وعمَّان، لتعزيز الاستقرار فى منطقة المشرق العربى، وأنه يتوقع أن يؤدى الدعم الاقتصادى المصرى إلى استقرار سياسى مطلوب لتحقيق السلام فى المنطقة.
-
حول تساؤل أعضاء المجلس عن العوامل الكامنة وراء تصاعد التوترات فيما بين إسرائيل وسوريا، وتوالى ضربات الأولى ضد الأخيرة مؤخرًا، أفاد رئيس الوفد بأن ذلك يعود بالأساس إلى مخاوف إسرائيل المتراكمة بشأن الوجود الإيرانى فى سوريا، ورغبة طهران فى أن تجعل من الأخيرة جبهة إضافية لها فى المنطقة، وذلك فى سياق العداء المحموم فيما بين إسرائيل وإيران، مضيفاً أن هناك اتصالات مع كلٍ من السوريين والإسرائيليين والروس فى سوريا، فيما لا يُبدِى الإيرانيون تعاونًا فى هذا الصدد.
-
من جهةٍ أخرى، أكَّد أعضاء المجلس أهمية ألا تؤثر الأزمة الأوكرانية فى الدعم الذى يُرجَى إيلاؤه للقضية الفلسطينية. ولقد أشار السفير د./ عزت سعد فى هذا الصدد إلى أنه من الضرورى أن يُدرِك الأمريكيون والأوروبيون الآثار السلبية التى تثيرها معاييرهم المزدوجة، حيث يوجد حماس غربى شديد لدعم أوكرانيا عسكرياً وسياسياً ومادياً، ويجرى استقبال اللاجئين الأوكرانيين بأذرع مفتوحة وترحاب شديد، على خلاف غيرهم من اللاجئين غير الأوروبيين، هذا فيما لم يزل الفلسطينيون يعانون أشد المعاناة منذ سبعة عقود تحت وطأة استعمار استيطانى عنصرى يلقى دعماً غير محدود من الولايات المتحدة والحلفاء، العاجزين عن وقف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. كما أوضح السفير/ سعد أنه قد طفح الكيل بالرأى العام العربى من هذه السياسات الغربية، وأن إسرائيل – من جانبها – قد رأت فى الاتفاقيات الإبراهيمية التطبيعية مع بعض الدول العربية، والتى تمّت بضغوط أمريكية، كامتيازاتٍ لها، متناسيةً فى المقابل حقوق الفلسطينيين.
-
فى سياقٍ متصل، أكَّد السفير/ سعد أن السياسة الغربية تجاه إسرائيل، تعطى إيران والتنظيمات المتطرفة التى تدعمها، مثل حزب الله وحماس، القوة الدافعة والمبرر لتقديم نفسها على أنها المدافعة عن حقوق الفلسطينيين، الأمر الذى يضع المنطقة بأسرها فى حال من الفوضى وعدم الاستقرار، خاصة فى ظل غياب عملية سياسية جدية يستعيد من خلالها الشعب الفلسطينى حقوقه.