
ينعى المجلس بمزيد من الحزن والأسى وفاة السيد السفير / سيد ابو زيد عمر عضو مجلس الادارة
نوفمبر 27, 2022
حرب ممتدة ولا حل في الأفق
نوفمبر 30, 2022بتاريخ 28 نوفمبر 2022، شارك السفير د./ عزت سعد فى “China’s New Development and World’s New Opportunities – The First Eyes on China and Ears to the World Forum” الذى نظمه مركز الصين للدراسات العالمية المعاصرة (IDCPC) وأمانة هيئة مراكز دراسات طريق الحرير (SRTA) ، وذلك بورقة بعنوان “نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعى الصينى على الصين والعالم”، والذي اختتم أعماله في 22 أكتوبر 2022. حيث أعرب السفير/ سعد عن عميق شكره وتقديره للجهات المنظمة، على الدعوة للمشاركة في هذا الحدث الهام، باسم المجلس المصري للشئون الخارجية.
وقد أشار السفير/ سعد إلى أنه لا شك أن الصين تلعب دورًا مهمًا في النظام الدولي، بالنظر إلى مكانتها كثاني أكبر قوة اقتصادية عالمية وأكبر دولة تجارية في العالم ، وكان من الطبيعي أن يراقب العالم كله باهتمام كبير ، أعمال المؤتمر الوطني العشرين للحزب ، ونتائجه وتداعياته محلياً وإقليمياً وعالمياً. وفي هذا السياق ، أشار إلى عدد من الرسائل الجيوسياسية والجيو-اقتصادية التي نقلها المؤتمر العشرون إلى العالم ، والمتمثلة في عزم الصين على تعزيز مكانتها العالمية كقوة مسئولة، إلى جانب الأسواق الناشئة الأخرى، بالنظر إلى أن تلك الأسواق ساهمت، وفقًا لصندوق النقد الدولي ، بأكثر من 80٪ من النمو الاقتصادي العالمي الجديد منذ الأزمة المالية فى عام 2008، بما ساهم بقوة في التخفيف من حدة الفقر العالمي. وهو ما يستلزم أن يكون للصين، بجانب تلك الأسواق ، الحق في لعب دور أكبر بكثير في الحوكمة الاقتصادية والسياسية العالمية بشكل شامل ومسئول وفعال.
وفي هذا السياق ، شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ على أن الصين تفي بمسئولياتها كقوة عالمية كبرى في إطار مبادئ الحوكمة ، والتي كثيرًا ما يؤكدها الرئيس الصيني في مناسبات مختلفة. كما شدد شي في تقريره إلى المؤتمر العشرين ، على معارضة الصين الحازمة لجميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة عليها ، ومعارضتها لعقلية الحرب الباردة والتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى ، ورفضها سياسة الكيل بمكيالين ، ودفاعها الراسخ عن التعددية في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية. كما شدد الرئيس شي على أن الصين تتجنب طريق المنافسة غير العادلة ، وتتجنب العداء والصراع ، وتمضي قدما برؤية شاملة وإيجابية للمستقبل تقيس نجاح الصين بإنجازاتها ، بدلا من التقليل من شأن قدراتها ومبادراتها أو إعاقتها. وقد تعهَّد الرئيس شي خلال اجتماع مع الصحافة الأجنبية والمحلية ، عشية المؤتمر، بالعمل مع شعوب جميع الدول الأخرى لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية ؛ لحماية السلام العالمي وتعزيز تنميته.
إلى جانب ذلك، أكدت أعمال المؤتمر موقف الصين الثابت من منطقة تايوان، وبعثت رسالة حازمة إلى الدول التي تأمل في تغيير موقفها من مبدأ “الصين الواحدة” وكذلك السلطات الحاكمة الحالية في منطقة تايوان ، والقوى التي تسعى إلى تمكين ما يسمى بـ “استقلال تايوان”. كما أكدت التعديلات التي أُدخِلت على دستور الحزب الشيوعي الصيني ، للمرة الأولى ، على “معارضة وكبح استقلال تايوان بحزم” ، بما يمنع أي محاولة من جانب إقليم تايوان للانفصال عن الوطن الأم. هذا مع الأخذ فى الاعتبار ما شدَّد عليه شي من أن الصين “ستواصل السعي إلى إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص والجهود القصوى”. ولعلَّ هذا الموقف المتوازن يعزز مصداقية موقف القيادة الصينية المعروف إزاء تايوان ، في ضوء حفاظ الصين على السلام لعقود من الزمن. كما يأتى هذا الموقف أيضًا كرد واضح على الافتراضات المضللة للعديد من المعلقين والكتاب الأمريكيين ، وحتى بعض المسئولين الأمريكيين ، الذين وصفوا الحرب في أوكرانيا على أنها “عملية إحماء” لصراع أكثر أهمية وأطول أجلاً مع الصين. لقد أكدوا أن الحرب مع الصين بشأن تايوان أمرًا لا مفر منه ، بل إن آخرين حددوا موعدًا نهائيًا للصين لاستخدام القوة لاستعادة تايوان في غضون عامين إلى خمسة أعوام مقبلة. والخلاصة هنا أن تحديث الصين لقدراتها العسكرية كقوة عظمى أمر طبيعي ، ولا يعني بأي حال استخدام القوة أو وضع جدول زمني لها. ولقد كان خطاب الرئيس شي أمام المؤتمر العشرين واضحًا وصريحًا بشأن هذه المسألة.
بالإضافة إلى ذلك، أكد المؤتمر انفتاح الصين المستمر على العالم الخارجي، بالنظر إلى أن إصلاح الاقتصاد وانفتاحه من قبل القيادة الصينية كان أمرًا حاسمًا للنجاح الاقتصادي الهائل الذي شهدته العقود الأربعة الماضية ، بما في ذلك العقد الأخير ، الذي شهد رسم مسار جديد للنمو وإنهاء الفقر في الصين ، مما وفر أيضًا مجالًا جديدًا للنجاح ، والذي عُدَّ نموذجًا بنَّاءً للأسواق الناشئة والبلدان النامية للتعلم والبناء ، في إطار سياقها المحلي. وقد أكدت نتائج المؤتمر العشرين عزم بكين على مواصلة الإصلاح والانفتاح ، واستمرار سعيها لتحقيق تنمية عالية الجودة. وقد شدد الرئيس شي على الحاجة إلى “التنفيذ الكامل والشامل للتفكير التنموي الجديد ، والالتزام بالاتجاه الإصلاحي لاقتصاد السوق الاشتراكي ، والانفتاح العالي المستوى على الخارج ، والذي يتسم بالتعزيز المتبادل بين الدورات الاقتصادية المحلية والدولية”، مضيفًا أن بلاده لا يمكن أن تتطور بدون العالم ، والعالم يحتاج أيضًا إلى الصين.
هذا، ولقد أبرزت الرسائل الجيوسياسية والجيو-اقتصادية التي حرص المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني على إرسالها إلى العالم ، العديدَ من الموضوعات التي سيكون لها تأثير مباشر على تشكيل خريطة المرحلة المقبلة سياسياً واقتصادياً على الساحة الدولية. ولقد عكس المشهد الرئيسي للمؤتمر الوطني العشرين حقيقة أنه لا يمكن تجاوز الصين الجديدة عند إعادة قراءة الحسابات الجيوستراتيجية في ضوء ما حققته جمهورية الصين الشعبية كنموذج اقتصادي واجتماعي وسياسي وعسكري ملهم للعديد من البلدان.