المجلس المصري للشئون الخارجية يختار السفير/ محمد العرابي رئيساً له
ديسمبر 29, 2022زيارة نائب سفير الهند السيد/ Asheesh Gupta للمجلس
يناير 11, 2023بتاريخ 10 يناير 2023، نظم المجلس ندوة، عرض فيها السيد السفير/ سيد قاسم المصرى لكتابه المعنون “الأقليات المسلمة”، والذي قدَّم له د./ أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأسبق. وافتتح اللقاء السيد السفير/ محمد العرابي رئيس المجلس، وشارك فيها عددٌ من أعضاء المجلس والخبراء والباحثين المعنيين بقضايا الأقليات.
وقد تناول اللقاء ما يلى بصفةٍ خاصة:
-
أشار السفير/ قاسم المصري إلى أن كتاب “الأقليات المسلمة” هو نتيجة معايشة شخصية دامت لمدة عقد من الزمان، لمشاكل الأقليات المسلمة فى العالم، مع التركيز على آسيا، لأن الأقليات المسلمة تشكل ثلث العالم الإسلامي، حيث تعيش أقلية فى دول غير إسلامية. ومعظم الأقليات تنتمي للبلد التى توجد بها، باستثناء غرب أوروبا، حيث معظم الأقليات فى هذا الجزء من العالم وافدين عليها. وفى كثيرٍ من الأحيان، فإن الدول التى تعيش فيها هذه الأقليات الأصلية هى التى وردت عليهم واحتلتهم، ومعظمها كانت لها سلطنات إسلامية ذات علاقات دولية، فيما تقوم دولة مجاورة لهم بغزو أراضيهم واحتلالها.
-
يتبيَّن مع البحث أن المشكلة مع الأقليات المسلمة ليست مشكلة دينية على الإطلاق، وإنما هي مشكلة عِرقية وإثنية، ونابعة من رغبة البلدان التى توجد بها هذه الأقليات فى إذابتهم فى المجتمعات التى يعيشون فيها. ففي تايلاند على سبيل المثال، توجد أغلبية مسلمة فى جنوب البلاد، لكنها لا تنتمي للعرق التايلاندي، بل للماليزي، وتتحدث اللغة المالاوية، التى تكتبها بالحروف العربية. ومن ثمَّ، تظهر مخاطر بشأن الوحدة الإقليمية للدولة، من خلال مطالب الانفصال وغيرها. وذات الأمر فى البلدان الأخرى مثل ميانمار، والفلبين حيث يطلقون على المسلمين لفظ “المورو” الذى أُطلِق منذ زمنٍ بعيد على العرب البدو الذين قاموا بنشر الإسلام هناك.
-
فى سياقٍ متصل، يُشار أيضًا إلى الصين التى توجد بها 58 عرقية، لا يتجاوز عدد أفرادها 300 مليون، من نحو مليار ونصف صينيًا، من بينهم المسلمون الذين يعيشون فى إقليم شينجيانج فى شمال غرب البلاد، والذى عُرِف قديمًا بتركستان الشرقية، ويمثل سدس الأراضى الصينية، حيث لا يمكن لبكين الاستغناء عنها مطلقًا. وجدير بالذكر فى هذا الصدد أن إقليم “ميتشيا” فى وسط الصين، وهو إقليم يقطنه مسلمون أيضًا، لا يُعامَل بذات القدر من الريبة والشك الذى يُعامَل به إقليم شينجيانج؛ حيث يمارس المسلمون فى الإقليم الأول كافة شعائرهم بحرية تامة، بينما يشدد المسلمون فى الإقليم الآخر على أنفسهم، ويحظرون دخول أفراد الحكومة إلى مساجدهم بحجة أنهم يتبعون الحزب الشيوعي الحاكم فى الصين، هذا فضلاً عن أنهم يجاورون مباشرة الدول التركمانية، التى تجمعها لغة مشتركة، حيث تبرز خطورة دعاوى الانفصال والاستقلال.
-
تطرَّق السفير/ قاسم المصري فى حديثه إلى مسألة حقوق الإنسان، وكيف أن الدول قد سعت إلى جعلها شأنًا داخليًا، لا يجوز للبلدان الأخرى التدخل فيه، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة قد دعت إلى إبرام نحو 9 اتفاقات تعاقدية دولية بشأن حقوق الإنسان المختلفة، مثل العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونظيره لخاص بالحقوق السياسية والمدنية، واتفاقية مناهضة التعذيب… إلخ، وذلك لأجل إقامة سند قانونى ملزم لتطبيق ما جاء فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان عام 1948، يمكن تطبيقه فى الدول الأعضاء بموجب القانون الداخلي لها، وبواقع تصديقها عليه.
-
فى هذا السياق، أشار السفير/ قاسم المصري إلى تجربة منظمة التعاون الإسلامي، إبَّان انتخاب د./ أكمل الدين إحسان أوغلو أمينًا عامًا لها عام 2005، فى التحقيق فى أحداث كرو سي وتاك باي فى تايلاند، والتى قتلت فيها شرطة مكافحة الشغب عشرات المسلمين، إلى جانب تدمير العديد من المساجد، بدعوى مكافحة الإرهاب. وكيف أنها حققت نجاحًا متميزًا فيها، رغم صعوبة الإجراء ذاته، بحكم أنه ليس للمنظمة التدخل فى الشأن الداخلي لتايلاند، عكس الفلبين التى تُعد الدولة الوحيدة العضو التى تقر للمنظمة بالولاية المباشرة للتدخل فى مثل تلك الأحداث. فقد تقدم رئيس الوزراء التايلاندى آنذاك سورايود تشولانونت باعتذار عن الأخطاء التى ارتكبتها الحكومات السابقة ضد المسلمين، كما تم إسقاط التهم الموجهة ضد المسلمين المحتجزين، فيما أكَّد الجانب التايلاندي لوفد المنظمة عزمه إجراء تحقيق دقيق وموسَّع فى كل القضايا، وحدد الإجراءات المزمع اتخاذها لمساعدة أسر المتضررين من الأحداث المُشَار إليها أعلاه. كما تم فيما بعد منح المنظمة الولاية المباشرة فى القضايا ذات الصلة فى تايلاند بموجب بيان مشترك، لارتباط ذلك بمحاولة لمعالجة الأسباب الجذرية لاندلاع الخلافات والاشتباكات.
-
استطرد السفير/ قاسم بالإشارة إلى ما انطوى عليه الكتاب من خلفية حول نشأة منظمة التعاون الإسلامي ومهامها، موضحًا أنها بمثابة إطار عالمي يجمع المسلمين الآن، بعد عقود من انتهاء الخلافة الإسلامية عام 1924. وفى هذا الصدد، أشار إلى الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، التى صدرت فى عام 1990 فى العاصمة السنغالية داكار، والتى حملت عنوان “لا شئ مقدس سوى وحي السماء، وكل ما دون ذلك هو من صنع البشر”، والتي طالبت صراحة بنقد التراث الإسلامي.
-
هذا، وقد تفاعل أعضاء المجلس الحاضرين مع مؤلف الكتاب، الذى أجاب باللازم على تساؤلاتهم واستفساراتهم.