بيان المجلس المصري للشئون الخارجية بمناسبة “إحياء ذكرى النكبة”
مايو 15, 2023زيارة السفير/ عزت سعد لروسيا الاتحادية (15 – 21 مايو 2023)
مايو 17, 2023
بتاريخ 16 مايو 2023، شارك السيد السفير/ محمد العرابى رئيس المجلس فى الفعالية التى نظمها مركز تحليل العلاقات الدولية الأذرى “(Center of Analysis of International Relations (AIR Center”، والتى عُقِدَت تحت شعار “الأمن العالمى والتحديات الاقتصادية: دور حركة عدم الانحياز”، بالعاصمة الأذرية باكو. وفى هذا الصدد، تقدَّم السيد رئيس المجلس، بالنيابة عن المجلس المصرى للشئون الخارجية، بخالص الشكر والتقدير لمركز تحليل العلاقات الدولية، ورئيسه الدكتور/ Farid Shafiyev، على تنظيم هذه الفعالية المهمة، وعلى الدعوة الكريمة للمشاركة فيها، وعلى الحفاوة وحسن الاستقبال. كما أعرب عن سعادته بالتئام هذا المحفل العظيم، وبانخراط السيدات والسادة الأشقاء من مختلف بلدان حركة عدم الانحياز، معربًا عن ثقته فى أن المؤتمر سيكون حلقة إضافية مهمة على طريق التعاون البنَّاء والروابط المثمرة بين أعضاء الحركة، لاسيَّما فى هذه المرحلة الحرجة التى يعيشها العالم أجمع.
أشار السفير/ العرابى إلى أن عالم اليوم يموج بتحدياتٍ وتهديداتٍ ضخمة غير مسبوقة، على كافة المستويات. ففى غضون سنواتٍ قلائل، شهد العالم صراعًا حادًا بين القوى الكبرى، على الصعيد التجارى كما بين الولايات المتحدة والصين، أو ذلك الجيوسياسى كما بين روسيا والغرب، والذى بلغ أشده باندلاع المواجهة المسلحة الجارية فى الأراضى الأوكرانية منذ فبراير 2022، والتى أدت تداعياتها إلى ازدياد المخاوف القائمة أصلاً ارتباطًا بقضايا نزع السلاح والإرهاب والتطرف وتغير المناخ وندرة الموارد، وأيضًا الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية وازدياد معدلات الفقر والتهميش الاجتماعى، والنزوح القسري وتفاقم اللجوء والهجرة، وزيادة حدة الجريمة المنظمة، والتفاوت في الحصول على المنافع الاقتصادية والاجتماعية الأساسية حول العالم. ولا شك أن أهمية تلك القضايا قد ازدادت في السنوات القليلة الماضية، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات والتحديات الدولية المتلاحقة، لا سيما في ظل جائحة Covid-19. ولقد سعى اجتماع قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز، الذى عُقِد أوائل مارس 2023 فى باكو، للتعاطى معها ومعالجتها قدر الإمكان.
فى ذات السياق، كشفت هذه الأزمات عن شعور العديد من الدول، خاصة النامية منها، عن أن مصلحتها تفرض عليها تبنِّي مواقف غير منحازة لأي من أطراف الصراعات الجارية والابتعاد عن موقف أي منها بشكل مطلق. ومن ثمَّ، يجب على بلدان الحركة تكثيف جهودها لإعادة بناء وتعزيز قدراتها من أجل الدفاع عن نظام دولي متعدد الأطراف عادل وسلمي وتعاوني. بل إن الظروف الراهنة، رغم قتامتها، توفر مساحة لإحياء الحركة كآلية موازنة ناعمة ضد الدول القوية، من خلال محاولة نزع الشرعية عن السلوك التهديدي للقوى العظمى، لا سيما من خلال نشاطها في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية مثل لجنة نزع السلاح والقرارات العديدة الصادرة عن المنظمة الدولية. هذا، ولعلَّ من الواجب الآن التفكير فى تحويل الحركة إلى منظمة دولية، تنشأ على أساس وثيقة دولية، بهيكل دائم وآليات مؤسسية تعزز من قدرة الدول الأعضاء على التكيف مع الظروف المتغيرة في العلاقات الدولية، ومستفيدة فى ذلك بمقدراتها الضخمة، ووزنها السياسى الهائل على الساحة الدولية.