نائب رئيس المجلس
مايو 31, 2023زيارة وفد فريق خبراء الأمم المتحدة المعنِى بالسودان
يونيو 5, 2023
بتاريخ 4 يونيو 2023، شارك السفير/ محمد العرابى رئيس المجلس، فى ندوة أعدتها سفارة الصين فى القاهرة، بعنوان “الحوار بين سور الصين العظيم والأهرامات”، وذلك على هامش زيارة وفد الحزب الشيوعي الصيني برئاسة السيد/ تشو تشينغشان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب للجنة المركزية للحزب. هذا، وقد حضر الندوة عدد من السادة أعضاء المجلس وممثلي الأحزاب والمنظمات السياسية ومراكز الفكر ووسائل الإعلام المصرية. وفي هذا السياق، جاءت مساهمة السيد رئيس المجلس بما يلي:
1- قدَّم شكره للسيد/ تشينغشان، والوفد المرافق له، وللسيد السفير/ لياو ليتشيانغ، مؤكدًا أن هذه الزيارة تضفى مزيدًا من الحيوية وتضيف لرصيد العلاقات المتينة القائمة بين مصر والصين منذ آلاف السنين.
2- أعرب عن ارتياحه الشديد لسياسات الحزب الشيوعي الصيني الداخلية والخارجية، ومواقف الحزب حيال العديد من القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي، فضلاً عن مبادراته الثمينة، وبصفة خاصة تلك التي أعلنها فخامة الرئيس شي جينبنج، وذلك على امتداد العقد الأخير، وأيضاً على امتداد عقود سبقت ذلك. مشيرًا إلى أن مصر قد انضمت للعديد من هذه المبادرات وتفاعلت معها، وهو الأمر الذي يعكس مدى تشابه المواقف المصرية / الصينية وتطابقها أحياناً. مضيفًا أن مصر انضمت لمنتدى التعاون الإفريقي / الصيني في عام 2000 ، بل وترأست ذلك المنتدى رئاسة مشتركة بجانب الصين في عام 2006 ولبضعة أعوام. وباركت مصر إنشاء منتدى التعاون العربي / الصيني الذي انطلق من القاهرة، حيث مقر جامعة الدول العربية، في عام 2004. وأصبحت مصر عضواً بمبادرة الحزام والطريق، بعد إطلاقها مباشرة من قِبَل السيد الرئيس شي جينبنج.
3- أن منطلقات مصر في دعم هذه المبادرات وغيرها، والتي تنبع من الحزب الشيوعي الصيني وقياداته البارزة، هي ذاتها منطلقات مصر؛ فالدولتان تسعيان دومًا للحفاظ على وتعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي؛ لأنه ركيزة التنمية، وشرط أساسي لتحقيق مجتمع الرفاهية الذي تصبو إليه الشعوب. ومن بين المبادرات الصينية المهمة: مبادرة الأمن العالمي التي أطلقها الرئيس شي في منتدى بواو الآسيوي في أبريل 2022 والتي ترتكز على مبادئ ستة تدعمها مصر؛ مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي لتعميق التعاون الدولي بشأن التنمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020، والتي حصلت حين ذاك على دعم أكثر من مائة دولة، منها مصر، وأكثر من عشرين منظمة دولية. وأيضًا مبادرة الرئيس شي الخاصة بالحضارات العالمية التي أطلقها خلال الاجتماع رفيع المستوى لحوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأطراف السياسية العالمية في مارس 2023، والتي تعلي قيم السلام والتنمية والعدالة الديموقراطية والحرية والإنصاف لكل شعوب العالم.
4- إلى جانب ذلك، هناك أيضًا مبادرة “التحديث الصيني النمط والعالم” والتي أطلقها مستشار الدولة ووزير الخارجية تشين قانغ في أبريل 2023، وهو التحديث الذي يعد خياراً حتمياً لعملية التنمية في الصين، والتي دامت مائة عام، وتسارعت خطواته منذ المؤتمر الوطني الـــ 18 للحزب الشيوعي الصيني، وخاصة تحت قيادة لجنته المركزية. ولا شك أن هذه المبادرة التي تعكس التجربة الصينية على امتداد القرن العشرين وحتى الآن، لَهِيَ مبادرة ملهمة لكافة الدول النامية واقتصادياتها، بما في ذلك مصر، التي استفادت من تراكم التجارب والخبرات الصينية في رسم ملامح خطط مصر الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
5- من جهةٍ أخرى، حملت كلمة السيد السيد/ تشو تشينغشان ما يلي من إشارات:
· أن هذه هي الزيارة الأولى التي يجريها سيادته لمصر، والتي شعر خلالها – رغم قصرها – بعمق الجاذبية الفريدة والديناميكية الهائلة التي تظهرها الحضارة المصرية العريقة، مضيفًا أن مصر تمثل تاريخًا عريقًا وحضارة وبلدًا ساحرًا وجذابًا في قلوب الصينيين، مؤكدًا أن الصين ومصر تعدان من أصحاب الحضارات المزدهرة فى التاريخ.
· أشاد بالخطوات التنموية التي تشهدها مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسيوالتي تأتي في سياق محاولة مصرية خالصة لاستكشاف طريق التحديث الخاص بها بشكل مستقل، وذلك من خلال خطط مثل رؤية مصر 2030 ومبادرة حياة كريمة والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والحوار الوطنى، وغير ذلك. مؤكدًا دعم بلاده الكامل لمصر في إطار الدعم المتبادل لبناء مجتمع مصرى / صيني قائم على المنفعة المتبادلة والمستقبل المشترك والتنمية المشتركة بما يخدم الشعبين، مشيرًا إلى أن مصر والصين أحوج من أي وقت مضى لتبادل الدعم، وتبنِّي مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول باعتباره سلاحًا لحماية الدول النامية.
· أكد التعاون الجاد في إطار مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمارات الصينية في مصر قد تضاعف ثلاث مرات، فيما زادت المشاريع بين البلدين، في العاصمة الإدارية ومنطقة قناة السويس والقطار السريع في العاشر من رمضان وغيرها من المشاريع الأخرى، معتبرًا أن ذلك يمثل صورة حية لمفهوم المستقبل المشترك. مضيفًا أن بكين تشجع شركاتها للاستثمار في مصر في مختلف المجالات وتنفيذ المزيد من المشاريع بما يخدم الشعبين وتحقيق النهضة.
· من جهةٍ أخرى، أكَّد أن بلاده تعرَّضت للاستعمار، وشهد المجتمع الصيني اضطرابات وتعرَّض الشعب للتنمر والاضطهاد الخارجي، مشيرًا إلى أنه في مواجهة الفقر، بذل الصينيون جهودًا قصوى، وبالفعل تمكن الحزب الشيوعي الصيني من التخلص من هذه الأوضاع وأخذ على عاتقه تحديث الصين بشكل مستقل منذ وصوله إلى السلطة في عام 1949. وأكد أن الشعب الصيني استطاع استكمال عملية البناء خلال سنوات قليلة وتحولت بلاده من دولة فقيرة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وكسبت البلاد صاحبة المليار و400 مليون نسمة أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية.
· أكد أن الصين لم تحل فقط مشكلة الفقر المدقع، بل أصبحت شريكًا تجاريًا لأكثر من 140 دولة وإقليم، حيث تساهم بمئات الملايين من الدولارات للعالم في صورة استثمارات وتجارة يوميًا، مما يعني أن لها دورًا كبيرًا في نمو الاقتصاد العالمي. وأضاف أنه على مدار 10 سنوات منذ انطلاق مبادرة الحزام والطريق، تم التعاون في 3000 مشروع مشترك بتريليونات الدولارات، والتي ساهمت بدورها في توفير الملايين من فرص العمل، وبما يساهم في إخراج 40 مليون نسمة من الفقر على طول الطريق.