زيارة وفد مجموعة الأزمات الدولية للمجلس
نوفمبر 22, 2023زيارة سفير بلجيكا للمجلس
نوفمبر 26, 2023
بتاريخ 23 نوفمبر 2023، استضاف المجلس وفد رفيع المستوى من أكاديمية القادة التابعة للقوات المسلحة الألمانية، إدارة الدورات رفيعة المستوى، بقيادة سيادة الفريق السابق دكتور/ أنسكار ريكس (Dr. Anskar Rieks) – ثلاثة نجوم، تأتي هذه الزيارة للوفد الألماني في ضوء تنفيذ دورة “Capstone Course 2023″، التي تعتبر أرفع الدورات التدريبية التي تقدمها أكاديمية القادة الألمانية، وكان موضوع الزيارة هو “Africa a continent on the move- challenges, opportunities and potentials”، وتناولت زيارة الوفد العسكري الألماني موضوعات تتعلق بالدور الألماني في إفريقيا والرؤية المصرية لذلك والدور المنشود من ألمانيا في إفريقيا، و الوضع الأمني في ليبيا والسودان وإسرائيل وفلسطين، والاعتبارات الأمنية لمصر بشأن مصالحها فيما يتعلق بالسودان وسد النهضة ومنطقة الساحل والقرن الإفريقي.
افتتح اللقاء السفير محمد العرابي، رئيس المجلس، وشارك في اللقاء عدد من أعضاء المجلس.
تناول اللقاء ما يلي بصفة خاصة:
-
بدأ اللقاء بترحيب السفير محمد العرابي بالوفد العسكري الألماني، في تعريف بالمجلس المصري للشئون الخارجية، و وفق رغبة الوفد، تناول اللقاء عرض وجهة النظر المصرية بشأن القضية الفلسطينية، إفريقيا و سد النهضة وقضية المياه، ومنطقة الساحل في إفريقيا، والقرن الإفريقي، والأوضاع في ليبيا، وفيما يلي توضيح هذه الرؤية بشأن تلك الموضوعات:
1- إن القضية الفلسطينية من الموضوعات الحرجة في الوقت الحالي ، في إشارة إلى عدم ارتياح الرأي العام المصري بشأن عدم دعم المستشار الألماني أولاف شولتز لمساعي وقف إطلاق النار في غزة، ولم يعلق الوفد الألماني على هذا الأمر.
-
واستطرد السفير محمد العرابي في الحديث عن موقف مصر بشأن القضية الفلسطينية والدعم الذي تقوم به مصر في هذا الصدد وجهودها لتقديم المساعدات للقطاع عن طريق معبر رفح، مشيراً إلى الاتصالات المصرية ، منذ السابع من أكتوبر، مع طرفي الصراع (حركة حماس وإسرائيل) ، فضلاً عن عقد الاجتماعات في رام الله في هذا الشأن منعاً للتصعيد في غزة، مضيفاً عدم قبول مصر لما يتم تداوله بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
-
كما أشار إلى نجاح قمة القاهرة للسلام من أجل الوقوف على حل بشأن الوضع المتصاعد في غزة، فيما عدا عدم النجاح في التوصل إلى قرار إجماعي بشأن وقف إطلاق النار في غزة. على الجانب الآخر أوضح سيادته أن القضية تَدَخًل فيها فواعل أخرى من غير الدول ومن ثم مصر تعمل جاهدة على سرعة وقف إطلاق النار حتى لا تتصاعد الأوضاع في المنطقة بتدخل أطراف أخرى من غير الدول.
-
على هذا النحو، أوضح السفير إلى الوفد أهمية وقف اطلاق النار، حيث أن تصعيد الموقف يهدد الأمن القومي المصري و اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل. في هذا الصدد، أوصى سيادته الدول الغربية للامتثال بالرأي العام في الدول الغربية من أجل تقديم الدعم للفلسطينيين، وبدوره أوضح قائد الوفد أن ألمانيا تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم الدعم للفلسطينيين.
-
وبرز سؤال أخر من الوفد الألماني حول ما التصور أو الرد المتوقع لإسرائيل على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، فأجاب الجانب المصري إجابة مفادها أن على إسرائيل عدم استهداف المدنيين.
-
على الجانب الآخر، أوضح الوفد أن الحياة لن تعود كما كانت قبل الحرب في غزة، ومن ثم برز تساؤل بشأن المتوقع لإدارة غزة بعد الحرب وإلى أين ستنقاد الأمور وتساؤل بشأن الفاعلين الأساسيين في الحرب و دور إيران، ومن ثم أجاب أعضاء المجلس بأن الفاعلين الأساسين هم إيران، الأردن،حركة حماس والجهاد، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، مضيفاً أن القضية يتم توظيفها واستغلالها من قبل قوى إقليمية مثل إيران وتركيا و قطر.
-
حول السيناريوهات المتوقعة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، تساءل الوفد بشأن ذلك، و أوضح أعضاء المجلس أنه لا يمكن توقع المستقبل، فهذه الأوضاع يمكن أن تستمر لأشهر، ففي منطقة الشرق الأوسط لا يمكن توقع ما يمكن أن يحدث حيث إن المنطقة مليئة بالصراعات والمخاطر، كما أن مصر محاطة بعدد من الصراعات ومن ثم مصر تأمل في الدعم الأوروبي من أجل الحفاظ على الاستقرار بها في ظل هذه الأوضاع. مضيفاً أن الفلسطينيين لا بد أن يتحدث عنهم فلسطينيين ، ومن المهم احتواء حماس، مشيراً إلى أن حماس حركة مقاومة وليس حركة إرهابية.
-
كما أوضح الجانب المصري أنه لابد من الاعتراف بأن إسرائيل دولة احتلال، كما تم الإشارة إلى مخاوف مصر بشأن علاقة حماس بالإخوان المسلمين، وفي ذات الوقت أوضح أهمية وجود عدالة بأن فلسطين لديها حقوق كما أن لإسرائيل حقوق، مضيفاً الجانب المصري أن مصر تتطلع لوجود أصدقاء في الأوقات الحرجة من أجل تحقيق التكامل في المنطقة وألمانيا يمكن أن تكون داعمة لمصر في هذه الأوقات العصيبة .
-
كما تساءل الوفد حول مدى إمكانية وجود وسيط آخر في القضية الفلسطينية كالصين وروسيا أو دور لتجمع البريكس، أجاب أعضاء المجلس بأن روسيا والصين ليس لديهم ذلك التأثير او الدور الكبير كذلك الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم هناك تعويل على الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن وإمكانية التعاون بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليكون هناك دور فعال لكليهما معاً والتوصل لحل للقضية الفلسطينية، كما يمكن أن تقوم ألمانيا بعقد مؤتمر دولي مَعني بالقضية الفلسطينية، وكذا من المهم وجود دور للاتحاد الأوروبي أيضاً حيث أن القضية الفلسطينية في حاجة إلى دعم من المجتمع الدولي.
2- وبناء على طلب الوفد بتناول الموضوعات المتعلقة بإفريقيا، تم التوضيح من جانب أعضاء المجلس أن إفريقيا لها أهمية لعدة اعتبارات منها اعتماد أحد عشرة دولة على مياه النيل، ووجود البحر الأحمر الذي يمثل مدخل لمنطقة القرن الإفريقي، وفي المنظمات الدولية من المهم وجود تمثيل للدول العربية والإفريقية، في توضيح بأنه من المهم تصنيف مصر كدولة عربية إفريقية لها ثقل في القارة السمراء وليست دولة عربية فقط، وفيما يلي ما تم إثارته بشأن الموضوعات المتمحورة حول إفريقيا:
-
بشأن قضية المياه وسد النهضة، تم التوضيح من الجانب المصري بأنه لن يكون هناك توقيع على اتفاقية في هذا الشأن، وقضية المياه والمساعي لإنتاج الكهرباء ما هي إلا وسائل سياسية من أجل الضغط على مصر من خلال مصدر المياه، أي أن الهدف من السد سياسي وليس فني، حيث كان يمكن أن تقوم إثيوبيا ببناء سدود أخرى في مناطق الحدود مع الدول المجاورة إذا كان الهدف هو توليد وتصدير الكهرباء، حيث أن هناك اعتمادا على مياه نهر النيل بنسبة 97%، ومن ثم بناء سد النهضة سيؤثر بالسلب على دول المصب.
-
كما أن زيادة مخزون السد من مياه النيل ستؤول لنقص مخزون المياه الإضافية للسد العالي في مصر، وهو الأمر الذي سيؤثر بالسلب على مصر في أوقات الجفاف لعدم وجود فائض من المياه يمكن أن يتم استخدامه في أوقات الجفاف. كما أوضح الجانب المصري أن الحل العسكري لن يجد جدواه حيث أن التعامل مع السد عسكرياً سيكون له تبعات وخيمة غير مرغوب فيها، ومن ثم من المهم التعاون بين دول المنبع والمصب ولا مانع من بناء سدود أخرى لا يكون لها تأثير سلبي على الدول الأخرى.
– حول منطقة الساحل الإفريقي والأوضاع بها، اقترح الجانب المصري في هذا الصدد إمكانية وجود تعاون ثلاثي بين مصر وألمانيا والهيئة العربية للتصنيع، من أجل الوقوف على حل بشأن الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي، حيث أن الهيئة العربية للتصنيع لها دور في إفريقيا ومن ثم يمكن الاستفادة منها في ذلك.
– حول القرن الإفريقي، تم الإشارة إلى حديث لرئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، بأن هناك انزعاج من كون إثيوبيا دولة حبيسة، والتطلع ليكون لها شاطئ بحري في منطقة الساحل الإفريقي المطلة على البحر الأحمر، ومن ثم هذا الأمر سيشكل تهديد لمنطقة القرن الإفريقي، وتخوفات من مساعي توسعية لإثيوبيا على حساب دول القرن الإفريقي ، ومن ثم من المهم تدخل طرف ثالث للحيلولة دون تصاعد المخاطر في المنطقة لتحقيق التكامل، وفي هذا الصدد يمكن العمل على مبادرات من أجل إفريقيا.
– حول الأوضاع في ليبيا، تم التوضيح بأنه يوجد العديد من المرتزقة في ليبيا الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، وتمركزهم في جنوب ليبيا ودول إفريقية أخرى مثل مالي، فضلاً عن الاختلاف الأيديولوجي في ليبيا لوجود قبائل مختلفة ذات توجهات مختلفة، ومن ثم هناك سوء تقدير أو عدم اهتمام من جانب المجتمع الدولي بما يحدث في ليبيا في ظل وجود متمرسين من السلاح في ليبيا وهو الأمر الذي يشكل تهديداً للدول الأوروبية ومنطقة الساحل الإفريقي، وبالتالي من المهم التعاون مع مصر في هذا الصدد وأن يكون لألمانيا دور في هذا الشأن للحيلولة دون تفاقم الأوضاع في المنطقة.