
السفير د/ محمد بدر الدين زايد
سبتمبر 3, 2024
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: الإعلام يلعب دورا هاما فى استقرار العالم
أكتوبر 17, 2024يحتفى العالم فى الحادى والعشرين من سبتمبر من كل عام باليوم العالمى للسلام. وبهذه المناسبة، يشارك المجلس المصرى للشئون الخارجية مختلف الدول والمنظمات المحبَّة للسلام لاسيما منظمات المجتمع المدني، في إحياء هذا اليوم، الذي يوافق الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام. وهي الثقافة التي تختص بواحدة من القيم السامية التي ينشد العالم تحقيقها وترسيخها فى أرجائه كافة، لاسيما في هذا المرحلة الصعبة التي تشهد أحداثًا وتطورات دولية وإقليمية تفتقر للسلام. ومن ثمَّ، كان طبيعيًا أن يحمل اليوم العالمى للسلام لهذا العام شعار “زرع ثقافة السلام”.
ويشيد المجلس، بقوة، بالأيادى المصرية البيضاء، التاريخية والمتواصلة، فى محاولة زرع هذه الثقافة، حيث كانت مصر في طليعة الدول المساهمة في إحلال السلام عالميًاً، بدءًاً من دورها كأحدي مؤسسي الأمم المتحدة، ولتجمعات الجنوب العالمى، وعلى رأسها حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 77، والتى تطالب بنظام دولى منصف، يحترم القانون الدولى ويحقق التطلعات التنموية لشعوب العالم أجمع، وهي الضمانة الأوثق لصيانة السلم والأمن الدوليين.
وكانت مصر أيضًا أول مَن طالب بمقاربة شاملة لبنية السلم والأمن الأممية، وذلك إبَّان عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن عامي ٢٠١٦/٢٠١٧. كما أطلقت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في ديسمبر2019وتعمل مصر على تكامل المنظومة الأممية والأفريقية لصيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي، والاجتماعات التي سيعقدها تحت رئاسة مصر مع مجلس الأمن الأممى، جنباً إلى جنب مع تكامل دور مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، الذي تستضيفه مصر، مع لجنة وصندوق بناء السلام الأممى، الذي تشارك مصر في مجموعته الاستشارية. ولقد جاء تأسيس مصر لمركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام عام 1993 لخدمة ثقافة السلام.
بالتوازى مع ذلك، وفى ظل الأزمات الإقليمية والدولية المتفاقمة، يدعم المجلس بقوة جهود مصر للنهوض بدورها الريادى لتحقيق السلام فى الأراضى الفلسطينية المحتلة التى تشهد واحدة من أبشع المجازر فى التاريخ الحديث على يد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولى، عن الاضطلاع بمسئولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وفى هذا السياق، يؤكد المجلس على أن إحياء اليوم العالمى للسلام يتطلب عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يُشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون، بما يتضمَّنه ذلك من قيام المؤسسات والدول الفاعلة بدورها المنوط بها فى حفظ الأمن والسلم، ولا يعنى غياب الصراعات فحسب. إذ إن ذلك هو السبيل الوحيد الذى يمكن للبشرية أن تنعم من خلاله بمستقبل آمن ومزدهر.