مشاركة السفيرد./ منير زهران في أعمال منتدي عمان الأمني للدورة الحادية عشر
نوفمبر 17, 2017مشاركة السفير عزت سعد في أعمال المؤتمر الأول حول “آفاق العلاقات (العربية– الإفريقية– الصينية) في إطار مبادرة الحزام والطريق”
نوفمبر 22, 2017
بتاريخ 19 نوفمبر 2017، عُقدت حلقة نقاشية بمقر المجلس لمناقشة تداعيات استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والأحداث المتصاعدة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك بمشاركة كلاً من السفراء عبد الرؤوف الريدي، الرئيس الشرفي للمجلس، د. منير زهران، رئيس المجلس، ود. عزت سعد، مدير المجلس، والسفير/ إيهاب وهبة، منسق اللجنة الدائمة للشؤون العربية بالمجلس، ود. محمد بدر الدين زايد، عضو المجلس، والدكتورأسامة الغزالي حرب، عضو مجلس الإدارة، والأستاذ د.أحمد يوسف أحمد،أستاذ العلوم السياسية، والدكتور/ محمد كمال، عضو المجلس.
-
بدأت الندوة بتأكيد السفير/ منير زهران، رئيس المجلس، أن تنظيمها يأتي في إطار الحرص على مواكبة وبحث التطورات الجارية على الساحة الإقليمية، ويتصادف مع عقد الندوة انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية الذي دعت له السعودية لمناقشة السياسات الإيرانية في المنطقة. كما أشار إلى أن الموضوع لايقتصر فقط على التصعيد الراهن في أعقاب الصاروخ المطلق من اليمن على الرياض، واتهام السعودية بأن الصاروخ صناعة إيرانية، فضلاً عن تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن إيران أصبحت ضالعة ومتحكمة في كل من سوريا والعراق واليمن، هذا بالإضافة للتطورات على الساحة العراقية في أعقاب الاستفتاء الذي جرى في إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر الماضي.
-
عقب ذلك أعطى السفير زهران الكلمة للسفير/إيهاب وهبة، منسق اللجنة الدائمة للشؤون العربية بالمجلس، حيث بدأ حديثه بالتأكيد على أن الاجتماع يأتي في إطار اهتمام المجلس بمناقشة قضايا المنطقة والتطورات التي يشهدها العالم العربي، وحول الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية العرب، أكد وجود انقسامات داخل الصف العربي في ظل مايتردد عن غياب وزراء خارجية كلاً من قطر ولبنان وعمان والإمارات والجزائر والعراق، والاكتفاء بإرسال ممثلين عنهم، محذرًا من أي انجرار وراء خطوات غير محسومة، مؤكدًاأن العالم العربي لم يمر بهذا الكم الهائل من المشكلات مثلما يحدث الآن بل إن أي ظهور لبارقة أمل لحل تلك الأزمات يعقبها ظهور أخرى معرقلة وكأنها خطط محسوبة، فعلى سبيل المثال مع اقتراب الانتهاء من القضاء على داعش ظهرت الأزمة القطرية وإعلان أربع دول عربية مقاطعتها لقطر، أعقبها أزمة إقليم كردستان، ثم الأزمة الأخيرة في لبنان والتطورات بين السعودية وطهران عقب الصاروخ المطلق من اليمن على الرياض، وإعلان السعودية أن الصاروخ من صناعة إيرانية، وتأييد الولايات المتحدة لذلك على لسان أحد مسؤوليها العسكريين،وذلك كله بهدف إشغال العالم العربي عن تطوير أوضاعه والانكفاء على مشكلاته، والدفع باتجاه تطبيع العلاقات العربية– الإسرائيلية في مواجهة طهران.
مُنوّهًا إلى أن الغرض مما يحدث اليوم، وخاصة في أعقاب الظهور التلفزيوني للحريري مع الإعلامية بولا يعقوبيان وما صرحت به في أعقاب اللقاء بأن الحريري بدا متوترًا وعلى غير طبيعته، هو إحداث السعودية لهزة في لبنان لتقويض حزب الله.
واختتم حديثه بتناول الموقف المصري الذي تلخص في تصريحات الرئيس السيسي بأن مصر لاترغب ولن تقبل بحرب في المنطقة.
-
أعرب السفير/ عبد الرؤوف الريدي، الرئيس الشرفي للمجلس،عن تأييده لما ذكر متسائلاً عن حقيقة الاتهامات الموجهة لإيران ومامدى اقترابها من الحقيقة، مُنوّهًا إلى ضرورة التوصل إلى توصيات ومقاربات حول كيفية التعامل مع تلك الأزمات.
-
أكد د.أسامة الغزالي حرب، عضو المجلس، أنه من واقع خبرته العملية، هناك أكثر من مسألة حاكمة في الأزمة الحالية، فعند النظر إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي سنلاحظ أن الخطر الأهم هو الطموح الإيراني، ومن المستحيل تفهم حقيقة هذا الطموح إلا إذا تم التعمق في دراسة المذهب الشيعي .
أن كل من يشيع تكون قبلته إيران، ففي لحظة تشيعك تكون مناصر للسياسة الإيرانية باعتبارها الدولة الشيعية وقبلة الشيعة، كما هو الحال مع اليهود حيث يعتبرون أن قبلتهم هي الدولة الإسرائيلية. وعند التدقيق في الأساطير الشيعية ومصادر الفكر الشيعي يلاحظ أن الهدف الأساسي هو الهيمنة على المنطقة، وهي طموحات غيرمشروعة، شبيهة بفكر هتلر وموسوليني وهو تفكير يسعى للهيمنة وغير مقبول.
مشيرًا إلى أن هناك قادة وزعماء إيرانيين أكدوا على ذلك، كما جاء على لسان روحاني بأن إيران هي القوة الأكبر في المنطقة، وأكد مستشار الخارجية الإيراني أن إيران تسيطر على أربعة عواصم في إطار مايعرف بالهلال الشيعي.
مضيفًا بأنه منذ الثورة الإيرانية كانت هناك رغبات إيرانية لمد نفوذها في المنطقة العربية والهيمنة عليها، واتخاذ إسرائيل ذريعة بأن إيران تهدف لمواجهتها وتهديد الدولة العبرية، ولكن هذا غير واقعي لأنها مجرد دعاية ولن تواجه إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولكن ذلك أكسبها أرضية لدى السنة والشيعة على حدٍ سواء.
مُنوّهًا إلى النظام السعودي، وأن مصيره ظل على مدار سنوات محلًا للتساؤل، ولكن اليوم يرى العديد من المحللين، ومنهم توماس فريدمان، بأن الحكم في السعودية انتقل من حكام يعانون من الزهايمر لحكم شاب طائش لايقل فسادًا.
وحول ماتم مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كان هدفه الضغط على حزب الله، خاصة وأنه يمثل الذراع الإيرانية في المنطقة، والتصور بأن خروج الحريري وهجومه على طهران سيكون بمثابة أداة للضغط على حزب الله، وخضوع الحريري للسعودية ناجم عن ضعف في شخصيته وذلك على عكس والده.
وحول مايتردد عن إحجام مصرعن القيام بالدور المنوط بها،أكد على ضرورة التحرك المصري حتى ولو كان مجرد إصدار للبيانات، خاصة وأن مصر تستطيع بذلك تحريك الأزمة باعتبار أن العديد من الدول تعتبر مصر ركيزة أساسية للسياسات في الشرق الأسط، ولكن مع استمرار إحجام مصر ستفتح مزيدًا من الأبواب للدور الإيراني.
وأضاف بأن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الأزمة، فكافة الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل ومايتردد عن دفع السعودية إسرائيل للتدخل في لبنان صحيح، فالسعودية تريد القضاء على حزب الله، والأمريكان سعداء بما يحدث، فالأهم هو استنزاف ثروات المنطقة وليس تسوية أزماتها. وإسرائيل لن تتردد فى مهاجمة حزب الله إذا وجدت تهديداً حقيقياً لها.
وحول الموقف الفرنسي، أكّد أن الدولة الفرنسية تبدو وكأنها القوة الحكيمة، وبدا ذلك من خلال تصريحات وزير الخارجية الفرنسي”جان إيف لودريان” بأن إيران فاقمت من سوء الأوضاع، وأنه يقع على عاتقها الانسحاب وعدم إدخال لبنان في أي أزمات أوصراعات بالمنطقة،وهذا نتيجة طبيعية للعلاقات القوية التي تجمع فرنسا بلبنان.
وحول الموقف الروسي من الأزمة، أكّد أن الدعم الروسي للنظام السوري، فضلاً عن علاقاتها الخاصة التي تجمعها بطهران كنتيجة طبيعية لرغبتها في إقامة علاقات جوار قوي مع كل من تركيا وإيران، جعلها في موقف حساس حيث تحاول الحفاظ على موقف متوازن قدر الإمكان وعدم الدفع للاستقطاب والحفاظ على مصالحها.
مختتمًا حديثه بأن الطموح الإيراني لايمكن التعايش معه خاصة وأنها تريد إحياء نموذج الدولة الفارسية.
-
أكد السفير/ د. محمد بدر الدين زايد، عضو المجلس، على النقاط التالية بصفة خاصة:
-
أن للشيعة مذاهب كثيرة، فليس كل شيعي موالي لإيران فقط المذهب الشيعي الخاص بالاثنا عشريةهو المتبني لولاية الفقيه، وهو ماأدى لوجود انقسام بين حزب الله وحركة الأمل بزعامة نبيه بري، وهناك شيعة عرب مرجعيتهم للنجفية، كما هو الحال مع الإمام موسى الصدر والإمام السيستاني، وعليه فالنجفية لاتؤيد ولاية الفقيه.
-
إن الاختلاف في المذهب الشيعي بين حزب الله وحركة أمل جعلت حزب الله يحصل على تمويل ودعم سوري وإيراني على خلاف حركة أمل، وظل حسن نصر الله يرفع راية مقاومة إسرائيل للحصول على التأييد العربي إلا أنه في عام 2015 أعلن حقيقة انتمائه ودعمه لسياسات طهران،وهو ماأثار مزيدًا من الحساسية.
-
في هذا السياق لابد من الحفاظ على الشيعة العرب المعارضين لسياسات طهران وتطوير العلاقة معهم، وعلى رأسهم حركة أمل برئاسة نبيه بري في لبنان، والذين كانوا في فترة ما من أشد المؤيدين للزعيم الراحل عبد الناصر.
-
أن ما يتردد من معلومات غير كافية، والحريري احتجز بشكل أو بآخر عقب اغتيال والده، والذي لم يكن يتجاوز الـ28 من عمره،وانعكست قلة خبرته في الأخطاء المرتكبة في فترةولايته الأولى، حيث كان اللبنانيون يعتمدون على إدارة فؤاد السنيورة حتى استقالته عام 2008.
-
المشكلة الرئيسية التي تواجه تيار المستقبل أن كل طائفة في لبنان تعتمد في تمويلها على مصدر خارجي(أجنبي) وآخر ذاتي، فحزب الله بجانب تمويله من طهران فإنه يمتلك مصادر ذاتية للتمويل تعتمد على التمويل العشري (أي أموال الزكاة)، والمسيحيين يعتمدوا على التمويل الخليجي، بالإضافة لتبرعات رجال الأعمال، أما الطائفة السنية فتقتصر في تمويلها على التمويل السعودي.
-
المشكلة السعودية مع رفيق الحريري بدأت منذ استقالته في عام 2009، مشيرًا إلى أن لديه أموال وممتلكات، وأن أسرته تقيم في الرياض،موضحًا أنه عندما ذهب للسعودية في عام 2009 بدأت شركته وهي “سعودي أوجيه” بتمويل تيار الستقبل، ومع التضيق السعودي على شركته لعدم دفع مستحقاتها، تسبب ذلك في اضطرابات داخل الشركة وداخل تيار المستقبل، وبالتالي فالخطأ الذي حدث ليس فقط تهديد وتجاوز إيراني، بل هو تهديد حتمي للمشرق العربي بأكمله.
-
بعد إطلاق صاروخ باليستي على مدينة الرياض في 4 نوفمبر الجاري، وأكدت الرياض بأن الصاروخ صناعة إيرانية، ليرد حسن نصر الله بأن الصاروخ صناعة يمنية، وهو خطأ فلا توجد بنية تحتية كافية لصناعة طلقات سلاح، وعليه فالصاروخ نُقل من إيران، وقد يكون تم عن طريق حزب الله.
-
إن استقبال الحريري لمستشار الخارجية الإيرانية علي أكبر ولايتي استفز السعودية كثيرًا، فضلاً عن إعلان الحكومة اللبنانية إرسال سفير لدى سوريا فبدت وكأنها متصالحة مع إيران، والحقيقة أن حزب الله تدخل مباشرة وعلنًا لدعم النظام السوري، والأطراف الأخرى تدخلت رغم إعلانها أنها تنأى بنفسها.
-
إن تيار المستقبل يضم شيعة عرب لابد من التعاون والتنسيق معهم وسط مايشهده التيار الشيعي من تحول للطائفة الموالية لإيران كما حدث مع الحوثيين الذين تحولوا من تبني الأيزيديه للأثنا عشرية لتصبح هي المرجعية للشيعة في اليمن وحزب الله، وعليه فلابد من الحذر من تحول الشيعة للطائفة الأثناعشرية.
-
وأضاف بأن الموقف الذي وضع فيه الحريري صعب، فهو مهدد وأسرته، ووقف التمويل عن السنة في لبنان، وعليه فتحدي السعودية أمر صعب عليه، وبالتالي فسنة لبنان يعتبرون أي مشروع إقليمي يضم إيران خروجًا عن أجماع الدول السنية، وعليه فلايمكن للحريري تأييد إيران بشكل كامل لأنه سيؤدي لصعود أشرف ريفي – وزير العدل السابق، والخروج عن قاعدة السنة المؤيدة للسعودية بشكل كامل.
وعليه، فالسيناريو المنتظر بعد عودته للبنان إما الحفاظ على استقالته تجنبًا لمعاداة السعودية أو عدوله عن استقالته في مقابل تقديم حزب الله لتنازلات، وهو أمر مشكوك فيه خاصة وأن حزب الله في موضع قوة ولديه انتصارات على الأرض.
وختامًا، أكّد سيادته أن لبنان كانت دومًا المرآة الإقليمية لتوازنات القوى في المنطقة، ومع تراجع وانحسار القوة المصرية في عهد عبد الناصر عقب إعلان السادات انسحابه من المشهد اللبناني تدخلت السعودية منذ الثمانينيات وحتى أوائل الألفية الجديدة،أعقبها تدخل طهران.
مشددًا على ضرورة معرفة النفسية اللبنانية الرافضةلأي صراعات من شأنها تأجيج الحرب الأهلية مرة أخرى، خاصة وأن كافة القيادات، بخلاف سمير جعجع، ترفض الدخول في حرب أهلية مرة أخرى.
-
من جانبه، نوّه الدكتور/أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية،أن مايحدث في لبنان يأتي في إطار الاستقطاب (السعودي– الإيراني)والمشروع الإيراني الواضح، والمحددد والسعي الإيراني للهيمنة على دول المنطقة. ولكن هناك أخطار كثيرة ولايمكن اعتبار إيران الأكثر خطورة على المنطقة، فهناك الخطر الإسرائيلي، وكذا المشروع التركي الذي لايقل خطورة عن المشروع الإيراني، خاصة وأن كلاهما يريد الهيمنة وإعادة الحكم الفارسي أو العثماني، وهناك شيعة عرب ليس لهم علاقة بطهران ويعارضوا نفوذها، وبالتالي لابد من تعزيز العلاقات معهم.
أيضًا تواجه كل من البحرين والسعودية خطرًا وسط سعي طهران لإشعال فتيل الفتنة، خاصة وأن السعودية يحدها البؤرة الشيعية في شمال اليمن، وكذلك الحال مع دول المشرق العربي (فالخطر الإيراني قادم من سوريا والعراق ولبنان ولم يتبق من دول المشرق سوى الأردن).
وبالتالي فالمشكلة الرئيسية لاتتمثل في وجود الصراع وإنما في طريقة إدارته، ومن يدير الصراع الآن هي السعودية، من واقع سياسات تنطلق من فكرة أنها صاحبة الدور القيادي، وذلك منذ النكسة التي تعرضت لها مصر في عام 1967، وهذا لاينكر أهمية الدور السعودي إلا أن تلك السياسة تواجه العديد من المشكلات حيث تتسم بعدد من السمات:
-
السمة الأولى: الجموح والاندفاع، فالسياسة السعودية الحالية تختلف عن سابقتها، فالسعودية دومًا ماتتدخل بكثافة في الشأن اليمني لكنها المرة الأولى التي تتدخل فيها عسكريًا في اليمن.
-
السمة الثانية: نقص الخبرة ، فهناك تعميم في استراتيجية إدارة الصراع،حيث لايوجد تفرقة بين حالة وحالة، فالمقاربة مع لبنان واليمن شتان، فاليمن كان يمثل تهديداً مباشراً للسعودية، ولولا التدخل العسكري لسيطر الحوثيين على عدن واليمن بشكل كامل وهو ما سيهدد الأمن القومي السعودي، لكن لايمكن تطبيق سياسات التصعيد وحافة الهاوية على لبنان.
فالشيعة في لبنان تجاوزوا ثلث السكان (مليون و200 ألف)، وحزب الله يمثل الأغلبية الشيعية والتعاون مع التيار الماروني ممثلاً في التيار الوطني الحر وتيار المردة، بل إن الرئيس اللبناني ميشيل عون وصل للرئاسة، وعليه فهذه الأغلبية (أي خروج أو تفكك لها) سيسبب حالة من عدم التوازن، ولاتستطيع إشعال الفتنة الداخلية في لبنان إلا إذا أراد حزب الله كما حدث في عام 2008، ففي عهد فؤاد السنيورة استخدم حزب الله الفيتو في السياسة اللبنانية، كما أنه قوة عسكرية كبيرة في لبنان، وعليه لابد من التفكير في كيفية الوصول لنوع من التسوية والتهدئة دون تدمير لبنان (أي إخراج حزب الله من السياسة اللبنانية).
-
السمة الثالثة: ترتبط بنظرية العودة الى السياسة حال خطأها، فظلوا يدعموا الجماعات المتطرفة في سوريا واستمرت حتى مع فشل سياساتها حتى خرجت تمامًا من سوريا، وعليه فهي لاتتراجع عن سياساتها وتستمر فيها رغم فشلها.
إن الخيار القائل بأن حدوث اعتداء إسرائيلي على لبنان هو احتمال صعب ومستحيل، فإسرائيل لن تهاجم حزب الله إلا إذا وجدته يشّكل خطرًا داهمًا، فالطرفان تعلموا الدرس في عام 2006، فالسياسة السعودية سياسة فاشلة ولم تنجح سوى في تيران وصنافير.
أخيرًا، تعبر السياسة المصرية في الوضع الحالي عن وجهة نظر مستقلة وسليمة، خاصة بعد إعلان الرئيس السيسي ان مصر لن تحارب حزب الله وإيران، مُنوّهًا بأن السعودية بدأت تأخذ في الاعتبار حسابات السياسة المصرية، فهذا الموقف المصري المعلن كان سيواجه من سنوات سابقة بقوة، لكنه الآن أصبح يُحسب له حساب حيث أن المواقف المصرية رغم هدوئها أصبح لها دور قوي في ليبيا، فضلاً عن رعايتها للمصالحة الفلسطينية وتوحيد جبهة تحرير جنوب السودان، مُعربًا عن أمله في أن تحافظ مصر على موقفها المستقلفي الجامعة العربية،خاصة في ظل مايتردد عن طلب السعودية تعليق عضوية لبنان، وهو جموح قوي لايمكن القبول به. كما أن السعودية لم تتمكن من تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون، مُشددًا على ضرورة قيام مصر بالتنسيق مع السعودية لإقامة تسوية سلمية وهادئة فالسلاح لم يعد ينجز شيئًا.
وعليه، لابد من دعم السياسة المصرية الحالية القائمة على فكرة رشيدة، وهي عدم التدخل في الشأن اللبناني، فقد آن الآوان لوضع آلية لترشيد السياسة السعودية من خلال حوار استراتيجي والجلوس على كافة المستويات وإطلاعهم على تحليلات موضوعية لإقناعهم بالعدول عن سياساتهم الحالية وطرح البدائل، خاصة وأنه ليست من مصلحة مصر انهيار السعودية فالممارسات الداخلية في السعودية تؤدي إلى تفتيت النظام الحاكم، وعليه فهناك ضرورة حيوية لحوار (مصري– سعودي) لوضع استراتيجية بديلة للسياسة الحالية.
-
نوّه السفير/إيهاب وهبة، عضو المجلس، إلى أن أي دولة لاتستطيع حرمان إيران من طموحاتها، ولكن تصطدم هذه الطموحات مع المصالح العربية؟، وفي هذا الصدد، أشار وهبة إلى أن الاتفاق النووي مع مجموعة (5+1) وإيران، ساهم في منع حدوث كارثة، وعليه فالتعامل مع إيران بطريقة عقلانية سيخفف من حدوث الاصطدام وإشعال النار في المنطقة. فالإمارت مثلاً رغم احتلال إيران لجزر إماراتية تحتفظ بعلاقات اقتصادية قوية مع طهران ومعدلات تبادل تجاري هي الأعلى بين الدول العربية، ولابد من البحث عن كيفية فتح مصر جسر للحوار مع إيران، يمكن من خلاله فتح حوار والتوسط بين الدولتين، خاصة وأن إيران قوة لايمكن تجاهلها.
-
من جانبه، أكّد د. محمد كمال، عضو المجلس، أن وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن أن مايجري في المنطقة هو حرب باردة جديدة بين السعودية وإيران، وستكون ساحتها الجديدة لبنان، بعد كلًا من سوريا واليمن، ومايحدث في السعودية هو غرور واندفاع للقوة بكل أدواتها، فالسعودية دائمًا ماتتطلع للعب دور في المنطقة، والحرب في اليمن كانت نتيجة للتنافسعلى الدور، وهي حاليًا تسعى لقيادة العالم العربي وعدم مشاركة أحد.
مضيفًا بأن الموقف الأمريكي يأتي مؤيدًا لما يحدث داخل السعودية، ومؤيد لمحمد بن سلمان، وهو موقف داخل البيت الأبيض بالأساس نظرًا للمصالح الاقتصادية، إلا أن الموقف الأمريكي متحفظ على ماحدث مؤخرًا مع سعد الحريري باعتباره نوع من الإلهاء للجهد الأمريكي لمواجهة إيران.
وفيما يتعلق بإسرائيل، أوضح أنها تؤيد القيادة السعودية الجديدة، وهناك تفاهمات بدأت تتطور، مشيرًا إلى أن زيارات “كوشنر” للسعودية تعد جزءاً أساسياً منها بهدف إحياء السلام (العربي– الإسرائيلي)، وهو اقتراح سعودي بالأساس لإحياء عملية التفاوض تلحقها عملية تطبيع وليس من المهم تحقيق السلام.
ويعد الهم الأساسي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة هو مسألة حزب الله، خاصة وأن مراكز الأبحاث نشرت كثيرًا عن الخط الممتد من إيران (طهران حتى اللاذقية في سوريا عبر العراق، ومنطقة كردستان وصولاً لشمال سوريا، ثم لبنان) وهو ماسيسهل عملية إيصال الدعم لحزب الله بريًا. وردًا على ذلك أعلنت كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة أن ذلك لن يحدث، وأنه في حال نشوب حرب بين إيران وحزب الله ستكون بهدف وقف هذا الخط.
وبالنظر إلى إيران في إطار العلاقات الدولية، نجد أنها دولة متوسطة تسعى لتدعيم مكانتها الدولية عبر تعزيز مكانتها الإقليمية، وهذا هو تعريف الدولة المتوسطة، وهو ذات الحال مع كل من تركيا ومصر، مُنوّهًا إلى أن “إيران الشاه” لاتختلف عن إيران الحالية، فهي تسعى لمد نفوذها، ولكن المسألة مرتبطة بالقومية، فهي تمتلك حضارة فارسية ترى نفسها مميزة عن دول الخليج، وبالتالي لابد من قيادتها لتلك الدول، وذلك بخلاف علاقاتها مع مصر فهي تراها ذات حضارة مماثلة.
فإيران دولة قائمة على أيديولوجية إسلامية، وبرغم كل مايقال عن العناصر إسلامية في تلك الأيديولوجية إلا أن العناصر تتركز في الراديكالية و التشدد، وإيران لها صوتان (ظريف وروحاني) و(خامنئي والحرس الثوري)، ومن لديه القوة هو الجناح المتشدد الذي لن يقبل تقديم التنازلات، ولكن الجناح المعتدل قد يتصرف بشكل براجماتي كما تم في حالة اتفاق (5+1)، وهذا تم وفقًا لإطار تكتيكي وليس استراتيجي، فهي أيديولوجية سطت على أدوات الدولة وتقوم باستخدامها.
وتؤمن إيران بالشيعة الدولية، مشيرًا إلى أن الشيعة خارج إيران لديهم ولو قليل من التعاطف مع إيران، وهي حساسية موجودة في الدول ذات التكتلات الشيعية (وهو الأمر الذي لاتعاني منه دول مصر والمغرب العربي).
وقد استفادت إيران في الفترات الأخيرة من التغيرات المتسارعة في المنطقة، فسقوط صدام وانتصارت الحشد الشعبي ورحيل داعش سلّم العراق لإيران، وإيران تُجيد اللعب على الأرض وخلق حلفاء لها، وليس فقط الاقتصار على تصريحات وبيانات، كما أنها سياسة تتسم بالنفس الطويل لتحقيق الهدف وهذه هي أحد مسببات نجاح الموقف الإيراني.
وحول الموقف العربي والمصري، أكّد أن الاجتماع اليوم في الجامعة العربية يهدف إلى صياغة رؤية للتعامل مع إيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم مساندة الإرهاب، وهذه التوصيات ستحظى بإجماع، أما أي توصيات تتعلق بحزب الله لن تحظى بتوافق عليها.
مشيرًا إلى أن قوة مصر تمثلت في طرح المباردات والأفكار، ولاتزال مصر تمتلك هذه القوة، ولكنها تواجه أحيانًا: العديد من القيود، ولاتزال هناك فرصة لمبادرات وأفكار مصرية لتسوية الأزمات والتعامل مع إيران والتنسيق مع ذلك مع فرنسا في تحركها الأخير حيال الأزمة اللبنانية حتى لاتعمل مصر بصورة منفردة وتتاح لها مجالات للحركة.
مختتمًا حديثه بتأييد طرح حوار ثنائي (مصري– خليجي) لطرح أفكار وإعادة صياغة رؤية لكيفية التحرك مع الأزمة.