إذا لم تستحِ فأصنع ما شئت” إيهاب وهبة”
November 24, 2019مشاركة السفير/د. عزت سعد في الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”.
November 30, 2019
بدعوة من معهد الصين للدراسات الدولية، شارك السفير/د. عزت سعد في أعمال منتدى حول ” أمن الشرق الأوسط في ظل المتغيرات الجديدة: الفرص والتحديات”، الذي استضافه استضاف المعهد الصيني للدراسات الدولية (CIIS)، التابع لوزارة الخارجية الصينية في الفترة من 26 وحتى 28 نوفمبر 2019، وقد جرت أعمال المنتدى على النحو التالي:
عام:
شاركت في أعمال المنتدى شخصيات ومراكز بحثية من عدد من دول المنطقة، بما فيها كلا من تركيا وإيران، بجانب كل من مصر والأردن والعربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وفلسطين والعراق وسوريا واليمن وسلطنة عُمان والكويت وتونس. ومن بين الشخصيات التي شاركت ( في الجلسة الافتتاحية فقط) كل من إياد علوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق وجواد عناني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني الاسبق والأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية وأحمد تيجيدي وزير الخارجية والتعاون الموريتاني السابق وعلي جرباوي وزير التخطيط والتنمية الإدارية بحكومة السلطة الوطنية الفلسطينية الأسبق ومدى مركز البحوث والدراسات بجامعة بيرزيت وهاني المصري مدير المركز الفلسطيني لبحوث السياسات والدراسات الاستراتيجية ( مسارات) هذا بجانب باحثين وخبراء في أمن الشرق الأوسط ودبلوماسيين من كل من روسيا الاتحادية وفرنسا والهند وجيبوتي وسويسرا وجزر القمر والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية. وقد دعى سفراء دول المنطقة لحضور الجلسة الافتتاحية، كما حضر أعمال المنتدى بعض سفراء الصين في المنطقة ومسئولين من وزارات الخارجية من الدول العربية، بما فيهم مصر ( كلا من السيدة و.م نهي حمدي الجبالي نائب مساعد الوزير لشئون شرق آسيا والمستشار ضياء حماد مدير شئون مجلس التعاون الخليجي واليمن). وقد شارك في أعمال المنتدى المجلس المصري للشئون الخارجية، حيث دعا الجانب الصيني ثلاثة من أعضائه هم كل من السفير عزت سعد مدير المجلس والسفيران محمود علام سفيرنا الاسبق لدي الصين ومحمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الاسيوية. كما شارك د. محمد فايز فرحات من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
أجندة المنتدى:
ناقش المنتدى، على مدار أربع جلسات، القضايا التالية:
-
أهمية العدالة والإنصاف لإقرار أمن دائم في منطقة الشرق الأوسط.
-
تعددية الأطراف وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط.
-
الأمن المدعوم بالتنمية: ظروف تحقيقه وسبل التعاون لإنجازه.
-
دور حوار الحضارات في مكافحة التطرف والإرهاب. وقد نظم الجانب الصيني رحلة للمشاركين لمدينة شنغهاي يوم 29 نوفمبر ( لم أشارك فيها، حيث غادرت فجر 28 نوفمبر الي موسكو للمشاركة في مناسبة أخرى)، حيث تفقدوا الشركة الصينية للطائرات التجارية والتقوا بمسئولين مدينة شنغهاي العاصمة الاقتصادية للصين.
وكما هو واضح، فقد اختار الجانب الصيني أجندة تتوافق مع:
-
– رؤية الصين لنزاعات الشرق الأوسط ومقاربتها للتوصل الي حلول لها، لا سيما من منظور الفكر السياسي للرئيسXi Jinping والتي عبرعنها في مناسبات مختلفة، بما فيها ورقة الصين بشأن سياستها تجاه الدول العربية والتي طرحها في يناير 2016 في الجامعة العربية على هامش زيارته للقاهرة، وخطابيه الافتتاحيين في قمتي المنتدى الأول والثاني للتعاون الدولي بشأن مبادرة الحزام والطريق عامي 2017 و هذا بجانب التقرير الصادر عن المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني.
ومن المعروف أن الصين اعترفت بالدولة الفلسطينية المستقلة، منذ الإعلان عنها عام 1988، على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما كانت قد تبنت – على استحياء- مبادرتين لتسوية مشكلة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين عامي 2016 و 2018 ( ما يعرف بمبادرة النقاط الاربع ثم مبادرة النقاط الخمس ).
-
– الرؤية الصينية للحوكمة العالمية والحديث، في هذا السياق، عن مفهوم بناء جماعة تتشارك مستقبل البشرية. وفي إطار هذا المفهوم تدافع الصين عن تعزيز نوع جديد للعلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل، والإنصاف والعدالة والتعاون على أساس المنافع المتبادلة. كما يشمل أيضاً إقامة نظام دولي أكثر عدالة وإنصافاً، وتحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط. وتؤكد الصين أن هذه المقاربة الجديدة في العلاقات الدولية تعد مسئولية مشتركة ومهمة تاريخية لكل بلدان العالم، خاصة وأنه في ظل المخاطر المتعددة الماثلة في عالم اليوم، لا توجد دولة واحدة مهما بلغت قوتها، تستطيع بمفردها مواجهة المشكلات الدولية لاسيما مشكلات الشرق الأوسط، وبالتالي على كل البلدان أن تعمل معاً كقوة واحدة وصولاً الي نظام دولي يقوم على السلام والتنمية.
-
– نظم الجانب الصيني لقاء لعدد محدود من المشاركين، ضم مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، مع وزير الخارجية الصيني “وانج يى” صباح يوم 27 نوفمبر وقبيل افتتاح أعمال المؤتمر، حيث ألقى كلمة عرض فيها للأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للصين وعلاقاتها الاقتصادية والتجارية المتنامية بها، واهتمام بلاده الخاص باستقرار وأمن هذه المنطقة، وتنمية شعوبها اقتصادياً واجتماعياً، وأن هذه هي الأسباب وراء تنظيم الصين هذا المنتدى.
-
– وقد حرص الوزير على مصافحة جميع المشاركين وطلب إبلاغ تحياته الي السيد الوزير سامح شكري.
-
– في اليوم السابق لعقد المنتدى، نظم الجانب الصيني لقاء لعدد محدود من المشاركين، من بينهم مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، مع رئيس و بعض أعضاء معهد الاقتصاد العالمي، تناول علاقات الصين الاقتصادية والسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وعلاقاتها بالولايات المتحدة في المرحلة الحالية والانعكاسات الدولية للحرب التجارية بينهما. وقد حرص الجانب الصيني إعطاء مساحة كبيرة من الوقت للمشاركين لإبداء وجهات نظرهم وفي هذا الصدد، ذهبت أغلب المداخلات في اتجاه أن صعود الصين اقتصادياً وتجارياً يستوجب دوراً سياسياً أكبر على المسرح الدولي بصفة عامة وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة، وفي هذا السياق ذهب بعض المتحدثين، من الجانب الفلسطيني وكلا من السيد/ إياد علاوي، والسيد/ جواد العناني، إلى ضرورة قيام الصين بدور أكثر فعالية لتسوية الصراع العربي / الإسرائيلي بما لها من علاقات متطورة بالجانبين وقد علقت بالقول بأنه قبل أن نطالب الصين بمثل هذا الدور– وهو مطلوب ومرحب به على آية حال– إلا أنه يتعين على دول المنطقة ايجاد صيغة توافقية للتعاون السياسي والأمني والاتفاق على مصادر تهديد الأمن القومي العربي والأولويات في هذا الشأن، بدلاً من تبني سياسات وتوجهات تشجع الدول الإقليمية غير العربية على التدخل في الشئون العربية وقلقلة الاوضاع فيها بما يعوق عملية التنمية، مضيفاً أنه عندما يكون هناك حداً أدني من التعاون والتنسيق العربي حول القضايا الاساسية التي تمس أمن دول المنطقة واستقرارها عندئذٍ سيكون ذلك حافزاً للدول الكبرى وعلى رأسها الصين للتفاعل مع مشكلات المنطقة والمعاونة في حلها.
والخلاصة هي أنه في الوقت الذي تمر فيه منطقة الشرق الاوسط بحالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار، سواء ارتباطاً بالسياسة الخارجية الامريكية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، أو التوترات الجارية بين إيران والعربية السعودية وما يجري في كل من اليمن والعراق ولبنان، بجانب ما تقوم به تركيا من استفزازات في منطقة شرق المتوسط، استهدفت بكين، بالمنتدى الذي نظمته، توجيه رسالة لدول المنطقة باهتمامها بمشكلاتها، خاصة مع تعاظم مصالحها الاقتصادية والتجارية بهذه الدول.
ومع ذلك لا تبدو الصين مستعدة للمخاطرة بالقيام بدور يتجاوز مواقفها المعروفة والتي تتسم بالحذر والتحفظ، وهو ما يستفاد من تعليقات الجانب الصيني على ما أثاره المشاركون، خاصة العرب، ومنها القول بأن الصين رغم ما حققته من إنجازات، إلا أنها تظل دولة نامية وان هناك شريحة لا يستهان بها من أبناء الشعب الصيني ما تزال تحت خط الفقر. ولم يفت بعض المسئولين الصينيين التأكيد على ان علاقات بلدهم بالولايات المتحدة تشكل أهمية خاصة ليس فقط للبلدين ولكن للعالم بأسره وأنهم حريصون على التوصل إلى حلول وسط لمشاكلهم مع واشنطن.