بتاريخ 22 يونيو 2022، ألقى السفير د./ منير زهران رئيس المجلس محاضرة بعنوان “المتغيرات الدولية المعاصرة وتأثيرها على النظام الدولى” أمام “الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والإحصاء والتشريع”، وذلك فى إطار الموسم الثقافى للأخيرة. حيث ركَّزت كلمته على النظام الدولى الذى تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية، والتحديات التى طرأت عليه عبر تاريخه، وصولاً إلى جائحة كورونا وتداعياتها، وكذا الأزمة الأوكرانية الحادة التى شهدت صراعاً مسلحاً منذ 24 فبراير 2022، متطرقاً فى ثنايا ذلك إلى فرص إصلاح النظام الدولى الراهن، ومدى إمكانيته فى المحافظة على السلم والأمن الدوليين، حيث تناول مسألة حق الفيتو للدول الأعضاء الدائمة بمجلس الأمن الدولى، ومسألة تعديل الميثاق، بالإضافة إلى الخطورة التى تمثلها الدول دائمة العضوية، ارتباطاً باحتفاظها بالترسانات النووية، والعمل على تطويرها، بما يهدد الجنس البشرى كافة.
وفى هذا السياق، أشار السفير زهران أن مجلس الأمن أثبت فشله في المواقف الحاسمة التي مرت عليه من حرب كوريا إلى حرب أوكرانيا، بل وفى أزمة كورونا، مشيراً إلى أن ميثاق الأمم المتحدة وُلِد وبه عوار، وبه حالياً مواد تجاوزها الزمن، مثل مواد الوصاية الدولية ومجلس الوصاية وتصفية الاستعمار، غير أن تعديله شبه مستحيل، مشيراً إلى أنه عُدِّل مرتين فقط لتوسيع مجلس الأم؛ إذ على الرغم من أن الميثاق أفسح المجال لإمكانية تعديله وفقاً للمادتين 108 و109 منه، فقد استحال تعديل الميثاق منذ إنشاء المنظمة لضرورة حصول أى تعديل على أغلبية الثلثين، بما فى ذلك أصوات كل من الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، وتصديق أجهزتها التشريعية على التعديل، وهو ما يستحيل تطبيقه عملياً.
كما أشار فى هذا الصدد إلى أن أمريكا اخترقت ميثاق الأمم المتحدة بعد فترة وجيزة جداً من وضع الميثاق حين ضربت هيروشيما ونجازاكى بقنبلتين ذريتين، مما يعد جريمة إبادة جماعية يجب ألا تنسى. كما أنها أخلَّت كذلك عدة مرات بعدم توسع الناتو شرقاً، وفى المرة الأخيرة؛ أي قبيل غزو روسيا لأوكرانيا، رفضت تقديم ضمانات مكتوبة إلى الرئيس الروسي بوتين بهذا الشأن، فكانت الحرب. فى سياقٍ متصل، أكد السفير/ زهران أن النظام الدولى المتعدد الأطراف والذى بدأ بقيام الأمم المتحدة ١٩٤٥ لن يتغير إلا بحرب، كما ظهر هو أصلاً. ولذا فاحتمال اتساع نطاق حرب روسيا وأوكرانيا وارد.