الجلسة الختامية لسلسة محاضرات أعضاء المجلس لطلبة نموذج محاكاة وزارة الخارجية – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة
مايو 18, 2016مشاركة السفير/ د. عزت سعد، في الاجتماع السنوي السابع لمجموعة «روسيا والعالم الإسلامي – رؤية استراتيجية»
مايو 27, 2016
بتاريخ 22 مايو 2016، استضاف المجلس لقاء مع السيدة “هيلين كلارك”، رئيس وزراء نيوزيلاند الأسبق والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السابق، بمقر النادي الدبلوماسي (نادي التحرير)، وقد عُقد الاجتماع بناءً على طلب من سفير نيوزيلندا لدى القاهرة، ضمن جهود السيدة كلارك لدعم ومساندة ترشيحها لمنصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة. وحضر اللقاء عن الجانب النيوزيلندي كلٌ من السيدة/”هيلين كلارك”، السفير/”بارني رايلي”، سفير نيوزيلندا بالقاهرة، السيدة/”روسماري بانكس”، والسيد/”دانيل وايباي”. وحضر من جانب المجلس كل من السيد/ عمرو موسى، السيد/ نبيل فهمي، السيد/ د. مصطفى الفقي، السفير/ عبدالرؤوف الريدي، الرئيس الفخري للمجلس، السفير/ د.محمد ابراهيم شاكر، السفير/ د.عزت سعد، د. منى مكرم عبيد،والسفير/ محمد أنيس سالم.
استهل السفير/ عبدالرؤوف الريدي، الرئيس الشرفي للمجلس، أعمال الاجتماع بالترحيب بالسيدة “هيلين كلارك”، مشيدًا بسياستها في منطقة الشرق الأوسط إبان فترة عملها رئيسًا لوزراء نيوزيلندا لتسع سنوات، وخلال فترة عملها مديرًا لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، مشيرًا إلى حرص المجلس على معرفة رؤيتها للمشكلات الدولية في حالة انتخابها أمينًا عامًا للمنظمة العالمية. وقد شدّد على أهمية دور الأمين العام للأمم المتحدة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها المجتمع الدولي المعاصر، لاسيما مع تصاعد أنشطة الإرهاب والتطرف، وخاصة عدم الاستقرار في المنطقة.
في مداخلته، رحّب السيد/ عمرو موسى، بالسيدة كلارك مشيرًا إلى أن سجل نيوزيلندا فيما يخص الوضع الفلسطيني مشرف للغاية، و أشار السيد/ موسى إلى عدد من النقاط جاءت على النحو التالي:
-
لم تفشل الأمم المتحدة تمامًا في القيام بواجباتها كما أثبتت الوكالات المتخصصة فعاليتها في مجالات عدة، وأكّد أهمية تفعيل دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
-
مجلس الأمن الدولي في حاجة إلى إصلاح، وخصوصًا ممارسة الأعضاء الدائمين لحق الفيتو و ذلك بما يرّشد استخدامه لمواجهة التحديات المعاصرة.
-
هناك توافق في الآراء بين الدول الأعضاء، وفي مجلس الأمن على وجه الخصوص، حول ضرورة وجود السيدة كلارك ضمن القائمة القصيرة للمرشحين لمنصب الأمين العام.
بدأت السيدة هيلين كلارك بالتعبير عن علاقتها الممتدة مع مصر والعالم العربي خلال رئاستها للوزراء في بلادها لمدة 9 سنوات، مشيرة إلى النقاط التالية:
-
أكدت أنها كانت حريصة على افتتاح سفارة نيوزيلندا في القاهرة في عام 2007.
-
في ضوء التحديات العديدة، يجب على الأمم المتحدة أن تتخلّى عن الأسلوب الذي تعمل به، وأن تعود إلى تجسيد مبادئ وأهداف الميثاق.
-
وصفت كلارك ترشيحها بالاستثنائي بالنظر إلى منصبها كرئيس وزراء نيوزيلندا السابق مع إشارتها إلى أدائها القوي ونهجها الفعّال للقضايا المُلحّة.
-
أكدت أن عملية إصلاح الأمم المتحدة باتت ضرورية، وفي كافة مجالات عمل المنظمة، لاسيما السلم والأمن الدوليين، والتنمية، وقضايا نزع السلاح.
-
هناك حاجة واضحة لتفعيل دور الأمين العام للمنظمة وفقًا للمادة (99) من الميثاق.
من جانبه، استفسر السيد/ نبيل فهمي، عن خطط السيدة كلارك في التأثير في النظام العالمي فيما لو تم انتخابها أميناً عاماً للأمم المتحدة، وأولوياتها الرئيسية في إحداث التغيير.
وفي ذات السياق أجابت السيدة كلارك عن أن الأولوية الرئيسية لها ستكون جعل الأمم المتحدة أكثر تماسكًا على جبهة السلم والأمن، خاصة فيما يتعلق بقضايا الاتجار بالبشر، واللاجئين، والجريمة المنظمة والإرهاب، مع التصدي للأسباب الجذرية لتحديات القرن الـ21، وقالت أنها تتطلع أيضًا إلى المزيد من المشاركة فيما يتعلق بتفاعل الأمين العام مع مجلس الأمن الدولي.
طلبت د. منى مكرم عبيد من السيدة كلارك بحكم سنوات عملها في برنامج الأمم المتحدة للتنمية الاطّلاع على دور منظمات المجتمع المدني، وخصوصًا البرلمانيين من الناشطين في العمل المدني، وأن تهتم بتفعيل دور المنظمة والاستعانة بأولئك البرلمانيين لتحقيق أهدافها.
وقد ردّت كلارك بقناعتها بفوائد التواصل بين الجانبين من خلال عملية منفتحة. واتفقت على أن إشراك المجتمع المدني أمر بالغ الأهمية؛ نظرًا لحقيقة أن ميثاق الأمم المتحدة ينص “نحن الشعوب” وليس “نحن الدول الأعضاء”. وأضافت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أقام علاقات مع برلمانات عديدة خلال إدارتها له.
أعرب السفير/ د. محمد إبراهيم شاكر، عن قلقه بشأن الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، معربًا عن أمله بتحقق إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في المنطقة. كما ذكّر السفير شاكر السيدة كلارك بأنه منذ التمديد اللانهائي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية خلال “مؤتمر المراجعة” لعام 1995 لم يحدث أي جديد في هذا الشأن، كما فشل مؤتمر “المراجعة الأخير (2015)” في التوصل إلى عقد مؤتمر لمنطقة الشرق الأوسط، وأعرب السيد السفير عن أمله في أن يكون ذلك حافزًا للسيدة كلارك لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وتحديد أولويات ليس فقط بما يتعلق بنزع السلاح بل بجميع شؤون الشرق الأوسط في حالة انتخابها الأمين العام الجديد. وقد ردّت السيدة كلارك بأن هذه القضية ذات أولوية قصوى بالنسبة لها، وأنه على الرغم من أنه أمر محبط للغاية للتعامل معه، فمن الضروري أن تظل نشطة بشأن مسألة نزع السلاح من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدولي.
توجه بالسؤال السفير/ محمد أنيس سالم،للسيدة كلارك عن التغيرات التي يمكن إدخالها في القسم الإداري للأمم المتحدة خاصة في ضوء تجربتها كمسئول عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وقد علقت السيدة هيلين كلارك بالآتي:
-
يجب أن يكون المجلس الاقتصادي والاجتماعي منتدى أكثر تفاعلاً و قدرة على جذب وزراء المالية.
-
هناك حاليًا عدة وكالات متخصصة في منظومة الأمم المتحدة في حاجة إلى التنسيق الوثيق فيما بينها ما يمنع التداخل و الازدواجية في الاختصاصات.
-
أشارت أن الهدف من الدول الأعضاء والوكالات تشكيل كيان أكثر تماسكًا.
طلبد. مصطفى الفقي من السيدة كلارك أن توضح أفكارها في المستقبل فيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد أن ذكر مركزية مصر في الساحة السياسية العالمية.
أجابت السيدة كلارك بتحديد مشكلة عدم مشاركة الأمم المتحدة في الشرق الأوسط على أنه لم يكن هناك قرار من مجلس الأمن بشأن هذه المسألة في 7 سنوات. واختتمت السيدة كلارك إجابتها بالقول أن هناك حاجة إلى مزيد من التفكير الإبداعي حول كيفية إنشاء منصة للشرق الأوسط في النظام السياسي الدولي.
تطرّق الحوار مع السيدة كلارك إلى القضية الفلسطينية، وما يمكن للأمم المتحدة عمله في هذا الشأن، حيث أشار السيد/ نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، إلى وصول الأمور إلى طريق مسدود، وأن الحديث عن حل الدولتين ربما يكون قد فات أوانه، مشيرًا إلى ضرورة أن يتحمّل مجلس الأمن مسئولياته في هذا الشأن، وأنه قد يكون من الصعب على الأمين العام القيام بدور وساطة بين الأطراف للتوصل إلى تسوية. وفي هذا السياق، ذكر السيد/ عمرو موسى، أنه قد يكون من الأجدى بالنسبة للسيدة كلارك أن تقوم بدور في عملية المصالحة الفلسطينية، وأنه على قناعة بإمكانية النجاح في ذلك في حال انتخابها أمينًا عامًا. و قد علّقت السيدة كلارك بأن هذه القضية ما تزال تراوح مكانها منذ عقود، وأن هناك العديد من الآليات التي تم إقرارها للعمل على إيجاد تسوية عادلة إلا أنها لم تفعل شيئًا،مستشهدةً فيذلك “بالرباعية الدولية”.
وقد اتفقت مع ما ذهب إليه الحضور حول ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية حتى يتم تفويت الفرصة على نتنياهو الذي يتعلّل بعدم وجود طرف فلسطيني واحد يمكن التعامل معه.
في ختام اللقاء، وجّه السفير/ عبد الرؤوف الريدي، الشكر لجميع الحضور، ومُتمنّيًا للسيدة كلارك النجاح، مشيرًا إلى ضرورة التوافق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وأن يكون الأمين العامأكثر انخراطًا، ويتخذ الإجراءات المناسبة لتجاوز البيروقراطية.