لقاء بالسيدة «هيلين كلارك» رئيس وزراء نيوزيلندا الأسبق، والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمناسبة ترشيحها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة
مايو 22, 2016لقاء مجلس إدارة المجلس المصري للشئون الخارجية مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب
مايو 29, 2016
على مدى يومي (26 و27) مايو 2016، عُقد في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية، اللقاء السادس لمجموعة “روسيا والعالم الإسلامي –رؤية استراتيجية”، بمشاركة خبراء وكبارمسؤولين سابقين من نحو 30 دولة إسلامية بما فيها دول عربية (مصر/السعودية/الإمارات/قطر/العراق/المغرب/ليبيا/ الأردن).
أولاً:استهل منظمو الاجتماع أعماله بترتيب زيارة للمشاركين– استغرقت يومًا كاملاً– لأطلال مدينة (Bulgar) التاريخية (على بعدنحو 300 كم جنوب قازان)، والتي كانت عاصمة لمملكة “بلغار” على نهر الفولجا، والتي أوفد إليها الخليفة العباسي في بغداد وفدًا برئاسة “أحمد بن فضلان” عام 922 ميلادية لتعريف ملكها بالإسلام وحثه على الدخول فيه. وتضم المنطقة بعض المواقع الأثرية المسجلة لدى اليونسكو كميراث مشترك للإنسانية بما فيها مسجد جديد، وقاعات اجتماعات أسفله، وكنيسة أُقيمت على أنقاض عدد من المساجد كانت قائمة حتى ماقبل الثورة البلشفية عام 1917.
وقد أبلغ الجانب الروسي المُشاركين بأن الرئيس “رستم مينيخانوف” (Rustam Minnikhanov)قد وضع حجر الأساس لأكاديمية إسلامية في المدينة الأثرية في 21 مايو 2016.وقد طلب “منتيمير شايمييف”(M.Shaimiev)، رئيس تتارستان السابقلنحو عشرين عامًا (1991–2011)، والرئيس الشرفي للمجموعة، من المشاركين دعم الأكاديمية التي ذكر أنها ستخدم عموم روسيا وبلدان آسيا الوسطى الإسلامية، التي تحتفظ “تتارستان” باتصالات منتظمة معها، في تخريج الدعاة والأئمة من خلال تبني منهج معتدل يقوم على التسامح ونبذ التشدد والعنف.وأكد شايمييف بأنه لايقصد هنا الدعم المادي،وإنما الدعم بمعناه العام والذي يشمل المجال التعليمي، وبالوسائل المختلفة لدى إعداد المبنى الذي سيكون الأكبر في المنطقة الأوروآسيوية.
وقد أوضح “شايمييف” أن عدد المساجد في تتارستان قد زاد من 25 مسجدًا أيام الاتحادالسوفيتي إلى نحو 1500 مسجد حاليًا.
ثانيًا:
1- افتتحت أعمال الاجتماع صباح 27مايو 2016 بكلمة ترحيب من الرئيس “فلاديمير بوتين”، ألقاها عنه السفير “ميخائيل باجدانوف”، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ومبعوث بوتين الخاص للمنطقة، حيث أكد النقاط التالية بصفة خاصة:
-
أنه بدعم من روسيا، تم توجيه ضربة قوية لقوى الإرهاب والتطرف في سوريا. وبالرغم من ذلك ماتزال هذه القوى وداعموها تسعى إلى قلقلة الوضع في المنطقة، وبذل أقصى مافي وسعها لتقويض الجهود الدولية الرامية إلى حل هذا الصراع.
-
ارتباطًا بما تقدم، تسعى تلك القوى الإرهابية والمتطرفة إلى استغلال الاختلافات والتوترات فيما بين المجموعات العرقية والدينية، والسخط المشروع للشعوب الإسلامية إزاء التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية وفرض نماذج أجنبية للتنمية عليها.
-
ستظل روسيا دائمًا صديقًا مخلصًا وحليفًا يعتمد عليه العالم الإسلامي، مستعدًا دائمًا لتقديم دعمه لمواجهة التحديات والتهديدات العالمية، والمساعدة في التعامل مع القضايا ذات الصلة. وفي هذا السياق، تتوقع روسيا من البلدان الإسلامية أن تتخذ موقفًا فاعلاً لإدماج مبادئ العدالة وسيادة القانون، ورفض الإملاءات والضغوط الاقتصادية والإعلامية في العلاقات الدولية.
-
أعرب بوتين عن ثقته في أن يساهم الاجتماع، كالاجتماعات السابقة، في تدعيم الثقة المتبادلة والتفاهم والتعاون بين روسيا والدول الإسلامية، حكومات وشعوبًا.
2- ألقى “رستم مينيخانوف”(Rustam Minnikhanov)، رئيس جمهورية تتارستان، ورئيس اجتماع هذا العام، كلمة افتتاحية تناول فيها مايلي:
-
التنوع العرقي والثقافي للمجتمع الروسي لاسيما جمهورية تتارستان التي يبلغ عدد المسلمين فيها نصف عدد السكان تقريبًا، مشيرًا إلى أن عدد المسلمين الروس يتجاوز العشرين مليون نسمة، وأن الإسلام دخل البلاد من خلال تتارستان قبل أكثر من ألف عام.
-
أعرب “مينيخانوف” عن ترحيب تتارستان بالاستثمارات الإسلامية، مشيرًاإلى المناخ الجاذب لها، وماحققته من طفرة اقتصادية وتنموية خلال السنوات الأخيرة.
3- ألقيت كلمات افتتاحية أيضًا عن كل من:
”سيرجي ناريشكين”، رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما)، الذي أكد فيها على عمق الروابط بين روسيا والإسلام، الأمر الذي يمكن التعرف عليه من الثقافة والأدب الروسي وتقاليد الشعب الروسي نفسه، وتمتع روسيا بوصف المراقب لدى منظمة التعاون الإسلامي.
ممثل منظمة التعاون الإسلامي، الذي ألقى كلمة نيابة عن أمينها العام “إياد مدني”، أكد فيها أولوية موضوع مكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية للإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا) والأوضاع الإنسانية في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015–2025 للمنظمة.
أيضًا ألقى السيد/ أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، كلمة في الجلسة الافتتاحية تناولت ثلاثة أمور، ذكر أنها جديرة بالذكر، منها:
-
ماوصفه بالتجربة الناجحة للتعاون بين البنك وروسيا الاتحادية، والذي بدأ أيام الاتحاد السوفيتي على نطاق محدود، قبل أن ينطلق ليشمل التعاون في قطاعات التعدين والتدريب المهني، والصحة، والتعليم، (مع مجلس مفتيي روسيا) وبالتعاون فيما بين جامعات روسية وماليزية من خلال مشاريع بلغت 25 مشروعًا تعليميًا بقيمة 8مليون دولار. هذا فضلاً عن قيام البنك بتنظيم مؤتمرات لتشجيع الاستثمار في روسيا.
-
فرص التعاون لإرساء شراكة استراتيجية بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي والتي تشمل التعاون المشترك في مجالات الزراعة، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة.
4- في ختام الجلسة الافتتاحية، وقع رئيس البنك الإسلامي للتنمية ثلاث مذكرات تفاهم للتعاون بين البنك وثلاثة بنوك روسية، بما فيها البنك المركزي.
ثالثًا:
عرض منسق أعمال المجموعة السفير/”فنيامين بوبوف”(V. Popov)، مدير مركز شراكة الحضارات بجامعة موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، لأنشطة المجموعة فيما بين الاجتماع السادس للمجموعة (11–12يونيو 2015) واجتماع قازان، مشيرًا إلى الأنشطة التالية كخطوات تستهدف تعزيز التواصل والتعاون طويل الأمد بين روسيا والعالم الإسلامي:
1- إنشاء موقع للمجموعة على شبكة الإنترنت، أطلق في يوليو 2015 (rusisworld.com) ويترأس تحريره “Ekaterina Podkolzina”.
2- ترجمة عدد من الكتب الروسية إلى اللغات العربية والفارسية والتركية واللغات الأخرى والعكس.
3- إطلاق “منتدى إعلاميو الدول الإسلامية ضد التطرف والإرهاب” في أغسطس 2015، والذي عقد اجتماعه الثاني بالعاصمة موسكو بمشاركة نحو 70 إعلاميًا ومفكرًا من دول مختلفة وروسيا.وقد تم التأكيد خلال الاجتماع الثاني على ضرورة تبني استراتيجية لإجهاض استخدام داعش وسائل الإعلام، وشبكة الإنترنت للتلاعب بالرأي العام وبث الفكر المتطرف في أوساط الشباب.
4- تنظيم معسكرات للشباب المسلم في عدد من المدن الروسية.
5- إعداد أفلام وثائقية عن سياسيين كبار من العالم الإسلامي باللغتين الروسية والإنجليزية.
6- إطلاق مركز روسي لإعادة تأهيل الأطفال الجرحى خلال العمليات العسكرية في الشرق الأوسط. (طلب الجانب الروسي دعم البنك الإسلامي للتنمية لهذا المركز).
7- أن القيادة الروسية قررت أن تكون اجتماعات المجموعة سنويًا، وأن رئيس جمهورية الشيشان “رمضان قاديروف” سيستضيف اجتماع المجموعة العام القادم.
رابعًا:
تناولت مداخلات المشاركين مشكلة الإرهاب الدولي من زوايا مختلفة وسبل مواجهتها، بما في ذلك حماية الشباب المسلم من الأفكار المتطرفة والمتشددة والاستخدام السياسي للإرهاب، والتعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي في المجالات المختلفة.
وقد جاءت مداخلة السفير/ د. عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، على النحو التالي:
-
أشار سيادته إلى أن الظروف الحالية في العالم وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة تفرض علينا التصدي لظاهرة الإرهاب، والأسباب التي تقف ورائها من خلال مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار البيئات المختلفة الحاضنة للإرهاب، لاسيما البيئة الدولية الناتجة أساسًا عن سوء إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لملف السلم والأمن الدوليين منذ انتهاء الحرب الباردة.
-
كما أكد أنه من الخطأ تبني الرؤية الغربية التي تفسر ظاهرة الإرهاب بأنها مرتبطة بالأصولية الإسلامية وبالعرب والمسلمين وثقافة هذه الشعوب. فهجمات بروكسل–ومن قبلها باريس– وقعت من أشخاص وُلدوا في الغرب الأوروبي.
-
نوّه إلى أن تقارير اللجنة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المنشأة في 18 ديسمبر 1972 تُشير إلى وجود 390 تنظيماً إرهابياً في 60 دولة حول العالم منها دول أوروبية، كما تنتشر شبكات دعم الإرهاب على مساحات دول مختلفة، وترتبط بتجارة السلاح والمخدرات وجماعات الجريمة المنظمة.
-
أن أي تقدم على صعيد مكافحة الإرهاب يقتضي تعاونًا دوليًا مخلصًا وبحسن نية، لأن الإرهاب أصبح أداة في يد بعض الدول لتحقيق أهداف سياسية.
-
أكّد على دور الأزهر الشريف وإمامه في نشر ثقافة الإسلام وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، والرد على استفسارات الشباب حول المفاهيم الملتبسة التي تروجها بعض الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب للقيام بأعمال عنف وقتل وحرق ضد دولهم. وفي هذا السياق،أشار سيادته إلى جولات د.الطيب في بعض الدول الإفريقية، بما فيها نيجيريا في إبريل 2016 معقل تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي، ودول أخرى في آسيا وأمريكا سواء بوصفه رئيسًا لمجلس حكماء المسلمين أو إمامًا للأزهر أو بالتعاون بين الجانبين.
خامسًا:
خلُصت أعمال الاجتماع إلى صدور بيان – كما جرت الممارسة في الاجتماعات السابقة – تضمن تلخيصًا لأهم ماتناوله من قضايا.