لقاء المجلس بوزير التنمية المحلية
مارس 22, 2017محاضرة السفير د. محمد حجازى حول نهر النيل وآفاق التعاون
مارس 30, 2017أستضاف المجلس ، في 26 مارس 2017، حوار مائدة مستديرة لأعضاء المجلس مع الأستاذة/ خالدة خالد رشو، مستشار اللجنة الثقافية ببرلمان كردستان العراق، للحديث عن معاناة الأيزيديين على يد عصابات داعش وأوضاع النازحين في المخيمات، برئاسة السفير/د. منير زهران، رئيس المجلس، والسفير عزت سعد، مدير المجلس، وبمشاركة السيد/ رجائي فايد، عضو المجلس، ود. ياسين رؤوف، مسؤول مكتب القاهرة للعلاقات الخارجية عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وعدد من أعضاء المجلس.
بدأت أعمال المائدة المستديرة بترحيب السفير منير زهران بالحضور، وبخاصة السيدة/ خالدة خالد رشو، الكاتبة والأكاديمية والبرلمانية، ومؤلفة لعدد من الروايات والقصائد، مؤكدًا أنه عقب رحيل صدام والغزو الأمريكي للعراق عام 2003، اتضح أن العدوان لم يكن بذريعة الأسلحة النووية كما تردد، وإنما لأجندات تخدم المصالح السياسية الأمريكية والغربية، وهو ما تشهده دول المنطقة جميعها من اضطراب وفوضى وعدم استقرار، ومانجم عن ذلك من كوارث إنسانية لا حصر لها.
-
وفي هذا الصدد أوجز الأستاذ/ رجائي فايد، عضو المجلس، بعض المعلومات عن الطائفة الأيزيدية، حيث أكد أنه من خلال تجربته في العراق وبصفته مسؤولًا عن مركز متخصص للدراسات الكردية، فإن ما تتعرض له الطائفة الأيزيدية من اضطهاد هو نتيجة لخطأ في فهم عقيدتهم، مُنوّهًاأن تلك الأخيرة هي عقيدة مستقرة قائمة بذاتها ولها طقوسها وقواعدها وأدعيتها الخاصة، التي تستوجب احترامها وتصحيح ما يُرّوج عنها بأنها عبادة للشيطان، وهو ما استندت عليه داعش لاستباحة دمائهم. وخلال استعراضه لجزء من تجربته في العراق، أبرز أنه خلال زيارته لمعبدهم المقدس في “لالش” بالموصل للشيخ “عدي بن مسافر” المقدس، واصفًا بأن الكثير من الكلمات على جدران المعبد شبيهة بكلمات الصوفية، وأكّد أن تلك الطائفة تشعر بالاضطهاد، وأن الملاذ الآمن لهم والمنقذ هو الجبل الذي يلجأون إليه عادة لحمايتهم كما حدث مؤخرًا عقب انتهاكات داعش الأخيرة.
-
عقب ذلك أعطى الأستاذ رجائي فايد الكلمة للأستاذة خالدة، والتي أكّدت بأن قدومها للمجلس ليس بهدف كسب التعاطف إعلاميًا، وإنما بهدف إيصال رسالة تقتضي ضرورة العمل على احترام التنوع والاختلاف وحرية العقيدة والتي هي أبسط مبادئ الإنسانية، مشيرة إلى أن غيابها كان سببًا فيما حدث من فوضى بمنطقة الشرق الأوسط، مشددة علىأن الجميع دومًا يروج بأهمية الاختلاف وضرورة احترامه ولكن دونإقراره، وباعتبار الحكومة العراقية هي أحد الحكومات العربية فلم تكن تُقّر بضرورة احترام الأقليات العراقية، وكانت تتممعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.
كما أكدت على أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من فوضى هو نتيجة لتنامي وتطور الفكر المتطرف عبر سنوات طويلة استفادت منه الجماعات المتطرفة، كان أخطرها ظهور تنظيم داعش لتبدأ معه حالة من الدمار والقتل والتهجير والقضاء على الاختلاف بكافة صوره وأنواعه، والبدء في تنفيذ أجندات ومخططات خارجية مستفيدة من توافرالدعم والبيئة المواتية لتنفيذها، وعقب دخول داعش للموصل في 10 يونيو 2014، واستيلائه على أسلحة الجيش العراقي عقب انسحابه،وحظيت داعش بدعم من القبائل في البداية عقب ما روجوه بأنهم المخلصين لهم من الظلم الشيعي، إلا أن الفترة كانت وجيزة ليظهر الوجه الحقيقي لداعش،وأنهم يعتزمون إقامة خلافة إسلامية يكون مركزها في سوريا والعراق، إلاأن المحطة الأساسية والتحول الخطير الذي واجه الطائفة الأيزيدية تم عقب سقوط مدينة سنجار الاستراتيجية الحدودية ما بين سوريا والعراق في 3 أغسطس 2014،لتبدأ معها الفظائع والانتهاكات بحق الطائفة الأيزيدية بمساعدة من بعض أبناء العشائر العربية الذين لطخت أيديهم بدماء الأيزيديين، وشاركوا في بيع نسائهم في سوق النخاسة،وسط انتهاك واضح وصارخ لقواعد القانون الدولي ومواثيق حقوق الانسان.
-
وحول ماهية العقيدة الأيزيدية، أوضحت الآتي:
-
أنها عقيدة فلسفية روحية تأملية لها فلسفتها الخاصة، وليس كما أشيع عنها في الخرافات أو روج لها العديد من الباحثين غير المتخصصين، وهو ما تسبب في تعرض الطائفة على مدار التاريخ لصور مختلفة للاضطهاد، كما أوضح ذلك العديد من المستشرقين، فعلى مدار 70 عامًا تعرضت الطائفة الأيزيدية لـنحو 72 فرمان (إبادة) من السلطان العثماني لقتل الهوية بحجة الاختلاف الديني، وهو ما أدى لتحول الطائفة الايزيدية لطائفة منطوية على نفسها، و ساهم بدوره في انتشار الخرافات عنهم، وهو ما استوجب من المثقفين من أبناء تلك الطائفة توضيح سوء الفهم.
-
إن العقيدة الأيزيدية عقيدة قديمة ترجع للفترة ماقبل الميلاد والتي سكنت منطقة الشرق الأوسط، وهي خليط من ثلاث ديانات الزرادشتية، والمانوية، والمثرائية (عبدة الشمس)، وتعود أسس العقيدة للنبي إبراهيم عليه السلام، وبالتالي فالتوحيد هو أساس العقيدة، ولاتزال تحتفظ بطقوسها الخاصة، وبخاصة طقس الثور –والخاص بملاحقة الثور حتى يتم ذبحه وتوزيع لحمه على الأيزيديين، وهو طقس مقدس يعود للنبي إبراهيم عليه السلام – وعلى مدار التاريخ مرت العقيدة الأيزيدية بثلاثة مراحل أساسية:
-
التويمية (الظاهرة الطبيعية، كعبادة الشمس والتي لازالت مقدسة لديهم).
-
مرحلة التوحيد(توحيد الآلهة، فالنبي إبراهيم عليه السلام وحد الله، وبالتالي فالعبادة لله وحده).
-
التشدد (على يد الشيخ عدي بن مسافر المقدس، والمختلف في أصله عربي أم أموي أم كردي إلا أن المرجح بأنه كردي، خاصة وأنه تمكن من تحويل الطقوس لتكون أسس للعقيدة ممزوجة بالممارسات العدوية).
-
تبدأ السنة الأيزيدية عقب بداية السنة الميلادية بـ14 يومًا وهو الأربعاء الموافق 14 من نيسان(إبريل)، وفقًا لما كان متبع في التقويم الشرقي، ويحتفلون بالعديد من الأعياد أهمها ما يحتفل به في لالش أو أخرى في مناطق سكنهم (كطقس الثور في أكتوبر، وأربعينية الشتاء يسبقه صوم أربعين يومًا في شهر كانون الثاني(يناير)،عيد أربعينية الصيف خلال شهر تموز(يوليو)، وصوم إيزي وهو صيام فريضة (وتعني صيام الله باللغة الفارسية).
-
يعيش الأيزيديون في منطقتين سنجار والشيخان المتنازع عليها حدوديًا، وتخضع للمادة(140) من الدستور العراقي 2005، و لم تخضع للاستفتاء كما جاء في المادة، ويقطنها أغلبية كردية والقليل من المسيحيين، ويبلغ عدد الأيزيديين نحو 700 ألفًا في العراق، ونحو مليونين في العالم في كل من العراق وأرمينيا وتركيا وسوريا وعدد كبير آخر في دول المهجر.
-
بالنسبة للطقوس الدينية، أوضحت الآتي:
-
يقدس الأيزيديون العناصر المقدسة الأربعة (الماء كونها ترمز للطهر وكونها مصدر الحياة، والهواء يرمز للروح وارتفاعها للسماء، التراب ويرمز للولادة والموت والنماء، والنار وترمز للدفء والشمس والطاقة).
-
تقديس طائر الطاووس فهو رمز لرئيس الملائكة (عزازيل، فهم يؤمنون بوجود سبعة ملائكة، ومن المعلوم أن طائر الطاووس ظل مقدساً على مدار القرون الوسطى في إيطاليا، وفي إيران في عهد كسرى كونه رمز للخلود).
-
أضافت بأن الطقوس الدينية الأيزيدية تسمى بالأدعية وتكون عند شروق الشمس وغروبها، أما فيما يتعلق بالعقيدة فهي غير تبشيرية، فهي ديانة مغلقة، تعتمد في نصوصها المتناقلة على كونها نصوص متوارثة من الآباء والأجداد، خاصة وأن كتبهم المقدسة والتي تتمثل في كتابين هما (كتاب الجلوة،ومصحف رش“تعني الكتاب الأسود بالعربية”)، ينسب البعض مصحف رش إلى عدي بن مسافر، وينسب آخرون كتاب الجلوة إلى الشيخ حسن شمس الدين، إلا أنه ونتيجة لتعرضهم للحرق عدة مرات فلم يعد يتبقى منهما سوى 16 صفحة سلمهم القس “أرمية لبشير النمساوي” في 1909، إلا أن الأبحاث الأيزيدية المتعمقة تؤكد بعدم صحتها،خاصة وأنها وضعت من غير الأيزيديين، وأن ما ورد بهذه الصفحات من معلومات هي آراء خاطئة.
-
حول داعش والانتهاكات التي يقوم بها، أكّدت على مايلي:
-
أن تاريخ 3 آب (أغسطس 2014) مثّل نقطة فاصلة وأعاد فصلًا كريهًا من التاريخ المليء بالاضطهاد بحق الطائفة الأيزيدية، وبدء سلسلة منالأعمال الوحشية من قتل وسبي وبيع للنساء في سوق النخاسة، في انتهاك صريح وواضح لكافة المواثيق الخاصة بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه لم يعد من الناجيات سوى (2914)، ونحو 11 رجلًا منهم أطفال بعمر 12 و14 عامًا، موضحة بأنهم لجأوا للجبل بسبب وعورته وبعده عن داعش، كما تم إغلاق الطريق المؤدي إليه من قبل قوات البيشمركة والرجال الأيزيديين.
-
تحمل كل ناجية شهادة طويلة من التعذيب والعنف الجسدي، والاعتداءات التي تعرضت لها على يد مقاتلي داعش (فمنهم من أجبروها على تناول لحم إبنها، وأخرى قتل أولادها أمامها، وثالثة ذات 14 عامًا تتعرض للبيع في اليوم أكثر من مرة لتصل إجمالي ما بيعت به نحو 19 مرة).
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المطالبات تتمثل في ضرورة التحقيق في جرائم أفظع من أن تُوصف بأنها جرائم ضد الإنسانية، بل هو فكر متطرف يحارب باسم الدين يحارب الاختلاف الذي هو من سنن الله في كونه، وهو ما يظهر أن المشكلة ليست في الدين بل هي في القائمين عليه. منوّهًة إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يدعو الجميع إلى التكاتف لمحاربة هذا الفكر لأن التنظيم عسكريًا سينتهي، ولكن الفكر لن يموت بل سيعود في أشكال أخرى من التطرف والعنف.
-
مناقشات
-
في معرض إجابتها حول تساؤل السفير منير زهران عن أسس الديانة الأيزيدية، وتوزيعهم جغرافيًا في المدن العراقية، أكدت أن الأيزيدية عقيدة فلسفية تأملية لا يعرف أصولها تحديدًا، مشيرًا إلى أن المتعارف عليه أن أسسها تقوم على الصلاة والصيام، أما فيما يتعلق بتوزيع الأيزيديين جغرافيًا، أوضحت أنهم يرتكزون في مناطق السنجار والشيخان حيث يبلغ عددهم نحو 700 ألف، أما في باقي الأنحاء العراقية فلا يوجد معلومات دقيقة حول عددهم.
-
خلال التعرض لما تناوله السفير عزت سعد حول مدى تعرض الأقليات العراقية الأخرى لنفس الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الأيزيديين على يد داعش في الموصل،وعن مدى تمتع تلك الأقليات بالحد الأدنى من حقوقها في عهد صدام حسين أم واجهوا ما واجهه الأكراد نتيجة موقفهم من الحرب العراقية – الإيرانية، كما طالب سيادته بضرورة تسليط الضوء على أوضاع مخيمات النازحين، ومن أين تأتي المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد أوضحت الأستاذة خالدة أن العراق بلد يمتاز بتنوعه العرقي، فبجانب الأيزيديين هناك التركمان والصابئة والشبك والآشوريين وغيرهم، مُنّوهًة أن الطائفة الأيزيدية كانت المتضرر الأكبر، حيث بلغ عدد الضحايا الأيزيديين نحو 6914 ما بين قتل وسبي، خاصة وأنهم يعتبروهم كفار لا دين لهم فلا يكون أمامهم سوى خيار القتل أو الدخول في الإسلام عنوة، وحتى ذلك لايسلم من الانتهاك على خلاف أهل الذمة من المسيحيين واليهود فلهم حق الخروج أو الدخول في الإسلام أو دفع الجزية. وحول الوضع في ظل نظام صدام، أكدت أن الجميع كانوا متساويين في الظلم والتفرقة والتعرض للتعذيب والعنف لمن كان يخرج عن سياسة حزب البعث، ومعاملة الأقليات كمواطنين من الدرجة الثانية، وبخاصة الأكراد والأيزيديين باعتبارهم من أصول كردية، وبالفعل قتل العديد من المحاربين مع الأكراد في واقعة الأنفال.
وحول المخيمات أكدت أن الوضع الإنساني سيء للغاية وأنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة حيث تم إجلاء نحو 360 ألفًا من سنجار لمخيمات دهوك، مشيرًة إلى أن حكومة إقليم كردستان تبذل جهود كبيرة لرعاية نحو 1,850,000 لاجئ سوري وعراقي للإقليم (البالغ عدد سكانه نحو 5 ملايين)، منهم نحو 2914 ناجية من داعش عقب تحرير الرقة ودير الزور.
-
حول تساؤل السفير رخا حسن عن المجتمع الأيزيدي ومدى إنغلاقه، أوضحت أن المجتمع الأيزيدي مكون من ثلاث طبقات (طبقةالشيخ“هي الطبقة الأكثر تبجيلًا والتي ينحدرأعضاءها من الشيوخ الذين تجلت بهم الملائكة الستة”، طبقة البير“تعني بالكردية “العجوز”، وينحدر أعضاءها من بير علاء وهو أحد أصحاب عدي بن مسافر، طبقة المريد“يمثلون غالبية الأيزيديين، حيث أن كل من لا ينتمي لإحدى الطبقتين المذكورتين أعلاه فهو من طبقة المريد، وكل طبقة لا يجوز لها التزوج أو مصاهرة الطبقة الأخرى، وهو موروث من الطقوس العدوية).
وفيما يتعلقبسؤال سيادته عن انضمام الأيزيديين لأحزاب سياسية، وتحديدًا حزب البعث في عهد الرئيس صدام حسين، أكدت أنه في عهد صدام لم توجد أحزاب سياسية حيث كان المُتبع سياسة الحزب الواحد، وهو حزب البعث “الحزب القومي” الذي فرض قومية واحدة على عدة قوميات ولم يهتم ببناء دولة قومية تحترم الجميع، وحتى دستور 2005 الذي حل المشكلة بخلق فيدراليات تخضع لحكم مركزي لم يُنّفذ، موضحة أن ماتم هو حرب طائفية سنية شيعية ممتدة منذ 1400 عام كانت نواة أساسية لما يشهده العراق اليوم، مُنّوهًة إلى أن النظام كان يُعادي الأيزيديين كونهم يقاتلون مع قوات البيشمركة.
-
عقب ذلك طرح المشاركون عددًا من الأسئلة تتعلق بما طرحته السيدة خالدة كما يلي:
-
أكّد د.كمال أبو عقيل، عضو المجلس، أن الديانة الأيزيدية هي ديانة مغلقة تفتقر لوجود المعلومات حولها، فطقوسها أقرب للزرادشتية (المجوس خاصة الطقس الخاص بعبادة النار) مما يعني أنها فلسفة لا عقيدة، متسائلًا عن حملة صدام على الأكراد هل كانت شاملة للأيزيديين؟. وعن تسليح داعش، فمن الداعم الحقيقي لهم؟.
-
في حين استفسر السفير/ محمد منير، عضو المجلس، حول مكونات داعش هل هي عناصر غربية أم عربية؟، ومن يقدم الدعم لهم؟، مؤكدًا على أن إدارة أوباما دعمت داعش وأمّدتهم بالسلاح والمعونات، بل إن عناصرهم تُعالج في إسرائيل وتركيا مبررة بأن تلك عوامل إنسانية.
-
أكد أ. أحمد أبو شادي، عضو المجلس، في تعليق له أن المنطقة العربية الفارسية حتى منغوليا والصين مليئة بالأقليات، وأنه قد مُورس بحقهم على مدار التاريخ العديد من الانتهاكات، فهل من الممكن أن ما حصل للطائفة الأيزيدية يكون نواة لإحياء قضية حماية الأقليات في المنطقة؟.
-
بينما تساءل السفير/ هشام الزميتي، الأمين العام للمجلس، عن نوعية الفئات المهاجرة للدول الغربية؟، وعن مدى وجود شروط معينة لاستقبالهم؟.
-
تساءل السفير/ علي الحفني، عضو المجلس، عن أصول مقاتلي داعش المرتكبين للانتهاكات؟، خاصة وأن عدد العناصر الأجنبية يُقّدربنحو (7000–10000) مقاتل من إجمالي (30–40) ألف مقاتل، مستفهمًا عن الجهة التي تتحدث بأسم الأيزيديين؟، هل هناك تنظيم بعينه؟ أم أن المسؤولة عن ذلك هي حكومة إقليم كردستان؟، وأخيرًا الموقف الأيزيدي من وحدة وسلامة الأراضي العراقية؟.
-
من جانبه تساءل الأستاذ/ رجائي فايد، عضو المجلس، عن استراتيجية العمل مستقبلًا مع العشائر العربية المجاورة، خاصة وأن بعضها مارس العنف ضد الطائفة الأيزيدية؟.
-
حول ما سبق أكدت أ. خالدة على النقاط التالية:
-
الديانة االأيزيدية فلسفة قديمة حافظت على موروثها كما بقيت طوائف من البوذيين والمجوس، وهم في الوقت نفسه مقدسين للنار كونها ترمز للشمس والدفء وهي قبلتهم، كما أن للديانة فلسفتها الخاصة فلا تشبه عقائد أخرى، بل إن العقائد الأخرى كالزاردشتية والمترابيون حاربوا الأيزيديين.
-
أوضحت أن داعش منظمة انتمى إليها أفراد إما هاربون من السجون أو من أتى بغرض المغامرة والحصول على المال، وبعضهم يؤمن فعليًا بفكرة الجهاد، وبالتالي فأفراد التنظيم من أفكار وجنسيات مختلفة، مشيرًة إلى أنه عقب دخول داعش العراق استولىعلى أسلحة الجيش العراقي وعلى الأموال في بنوك الموصل (إحدى أغنى المدن العراقية)، مستفيدًا من تمتع المدينة ببنية تحتية جيدة، مؤكدًة في الوقت ذاته أنه على الرغم مما يتردد من وجود بعض الجهات تمول داعش، وأن التحالف الدولي في الواقع داعم للتنظيم فلا توجد أدلة تفند تلك المعلومات، لكن المؤكد وجود دعم وجهات خارجية ممولة للتنظيم.
-
توجد برامج تأهيلية للعائدات من داعش في ألمانيا بالتعاون مع حكومة كردستان، مشيرًة إلى أنه تم إرسال 1100 ناجية في مقاطعة “ستودرجت”للعلاج لمدة عامين كاملين، وجاري البحث عن مراكز أخرى للحالات الأخرى.
-
أكدت أن أبناء الطائفة الأيزيدية سيحاكمون المسؤول عن إراقة الدماء الأيزيدية، وليس داعش فداعش فكر وليس كيان، وستتم محاسبة من ينتمون إليه، بالمعلومات التي يتم توثيقها من شهادات العائدين، مؤكدًة على استمرار المطالبات بتشكيل محاكم محلية ذت صبغة دولية، خاصة وأن العراق ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة من أخطا بحق العراقيين عامة، والأيزيديين خاصة.
-
نوّهت أنه على الرغم من صعوبة التعايش مستقبلًا بين الطائفة وبعض العشائر العربية العراقية، والتي لعبت دورًا فيما تعرض له الأيزيديين، إلا أن تحقيق العدالة سيُساهم في التخفيف من وطأة ذلك.
-
وفقًا للاحصائيات من المديرية العامة لأوقاف كردستان، بلغ عدد المهاجرين الأيزيديين حوالي 70 ألف مهاجر، وأنه منذ 1 سبتمر 2015 بلغ عدد العوامات الغارقة نحو 19 عوامًا، ومابين 183 غريق و 370 مفقود.
-
أشارت إلى أن للأيزيديين سلطتان، دينية تتمثل في المجلس الروحاني برئاسة البابا الشيخ ومستشاريه، وسلطة دنيوية تتمثل في تحسين بك، وهو الأمير الوحيد للطائفة الأيزيدية في العالم، ويكون للمجلس الروحاني الحق في اتخاذ كافة القرارات المتعلقة بالطائفة، وقد لعب البابا الشيخ دورًا كبيرًا في استقبال الناجيات من داعش ورعايتهم.
-
تعليقات ختامية
-
عقّب السفير رخا حسن، بأن داعش فكرة أمريكية بتنفيذ عربي كما سبق بإنشاء تنظيم القاعدة في أفغانستان، وظلت تلك التنظيمات بعيدة عن الأراضي العراقية في عهد صدام حسين، مشيرًا إلى أنه عقب احتلال العراق، وتحديدًا عام 2004 أتى فرع من القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وعقب قتله على يد القوات الأمريكية، خرج أبو بكر البغدادي من السجن، ورافقه نحو 4000 مقاتل لسوريا لإسقاط النظام السوري بتمويل وتوفير السلاح من تركيا ودول الخليج وحلف الناتو، وانضم لهم رجال النقشبندية والذين كانوا سابقًا مقاتلين في الجيش العراقي.واستولوا على أجزاء من الأراضي العراقية، و تكونت نواة الدولة الإسلامية في العراق والشام. موضحًا أن التحالف الدولي كان يهدف بالأساس لردع داعش عن الاقتراب من المناطق الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق دون القضاء عليهم.
-
من جانبه اختتم السفير/ منير زهران أعمال الندوة بالتأكيد على أهمية احترام الاختلاف والتنوع،خاصة وأنه أحد المبادئ الأساسية في المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مُنوّهًا إلى أن الأمم المتحدة كان من المفترض أن تسمى بالدول المتحدة، وتجنبًا للخلط بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية أُطلقت عليها الأمم المتحدة، ولكن المُسمى لا يعكس الواقع فلو كانت أمم لكانت دول العالم قُسّمت لدويلات تمثل كل منها قومية بعينها والبالغ عددهم في العالم نحو 1000 قومية.