مشاركة السفير/ عزت سعد في أعمال المؤتمر السنوي لمراكز الفكر بالأردن حول “دور مراكز الفكر في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”
سبتمبر 21, 2017مشاركة السفير/ عزت سعد، في ندوة حول “التعاون الاستراتيجي البازغ بين مصر وقبرص واليونان: الطاقة والأمن”
سبتمبر 25, 2017
في إطار متابعة المجلس لتطورات الأزمة السورية والمواقف الدولية المختلفة، استضاف بتاريخ 24 سبتمبر 2017، المبعوث الصيني الخاص لسوريا السفير/ “Xie Xiaoyan”، ومعه المستشار/ “Wang Yongzhao”، من السفارة الصينية بالقاهرة والسيدة/ “Yang Jingyan”، والسيد/ “Hong Ming” من السفارة، حيث التقى بكل من السيد السفير/ د. عزت سعد، مدير المجلس، والسادة السفراء د.محمد بدر الدين زايد، ومحمد مصطفى كمال.
-
بدأ السفير/ عزت سعد اللقاء بالترحيب بالمبعوث الصيني الخاص، وإعطائه الكلمة لاستعراض أهم التطورات الجارية على الأرض السورية، والتي أوجزها في عدد من النقاط جاءت على النحو التالي:
-
أن توقف الولايات المتحدة عن دعم بعض الجماعات المعارضة، هو عامل مؤثر مهم ساهم في تمكين القوات المسلحة السورية من تحقيق انتصارات على الأرض والسيطرة على جزء كبير من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش، مُنوّهًا لما ذكره السيد/ “ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الروسى للشرق الاوسط “بأن روسيا مسؤولة عن تغير الأوضاع على الأرضK وهذا يشجع عملية السلام والاتفاق على مناطق خفض التصعيد في ريف دمشق”.
-
أوضح أن هناك إشكالية تتعلق بتوحيد جبهة المعارضة السورية في ظل تعدد أطرافها ومواقفها، وذلك على خلاف مفاوضات جنيف سابقًا، حيث وجد وفد واحد لتمثيل المعارضة، فضلًا عن إشكاليات أخرى تتعلق بوجود مشاكل دستورية، وأخرى تتعلق بالمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار، فضلًا عن تعدد اللاعبين على الأرض.
-
أشار إلى التنسيق (الروسي – الصيني) في عملية المفاوضات والمراحل التالية للتوصل للتسوية، وبشكل خاص المشاكل المتعلقة بعملية إعادة الإعمار عقب الانتهاء من فرض السيطرة على كافة الأراضي السورية والتي ستكلف المليارات من الدولارات.
-
نوّه إلى المعارك الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة حول تحديد الجهات الواجب دعمها على الأرض وتلك المصنفة كجماعات إرهابية، مُضيفًا بأن هذا السجال لن يُساهم في حل الأزمة، وهو مادفع الكثير من الشركاء لبذل محاولات لرأب الصدع وتوسيع مناطق خفض التوتر.
-
أضاف أن دخول إسرائيل كلاعب جديد في الأزمة، جاء نتيجة التخوف من استمرار تمدد النفوذ الإيراني، مشيرًا إلى مطالبة إسرائيل روسيا لأن تكون أكثر حزمًا أزاء التمدد الإيراني على الحدود الجنوبية السورية، مضيفًا بأنها قامت بالتدخل عسكريًا في هضبة الجولان للتأكيد على رفضها لأي تمدد إيراني عن طريق ميليشيات حزب الله.
-
أكّد ترحيب الصين بدعوة وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” لتوسيع عملية آستانا، والمطالبة بضم كل من الصين ومصر والإمارات والعراق كمراقبين خلال عملية المفاوضات، وهو ما يساهم في المزيد من توحيد الجهود الدولية والتمهيد لعقد جولة مفاوضات موسعة بجنيف تكون فيها موسكو لاعبًا رئيسيًا.
-
عقب ذلك نوّه السفيرعزت سعد، مدير المجلس، لمجموعة من النقاط على النحو التالي:
-
تعدد و تباين المواقف الدولية حيال الأزمة السورية، ووجود تنسيق (روسي – صيني) ينطلق من الموقف المشترك الذي تتبناه الدولتان بأهمية الحفاظ على استقلال سوريا و وحدة وسلامة أراضيها.
-
أهمية مشاركة الشعب السوري في عمليات إعادة الإعمار، والاستفادة من المساعدات الأجنبية التي ستقدم، مع ضرورة التركيز خلال الفترة الحالية على الاصطفاف وإنهاء العمليات العسكرية على الأرض واستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وبخاصة في منطقة الرقة ودير الزور.
-
ضرورة صياغة استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب ليس فقط عسكريًا، وإنما تفعيل كافة الأدوات، وعدم قصر المواجهة على تنظيمات أو منطقة بعينها، والعمل على تعزيز كافة الجهود الدولية الرامية لذلك، وتصويب الفكر المتطرف، بالإضافة إلى وقف انضمام الشباب وتبنيه لتلك الأفكار.
-
أهمية انخراط اللاعب الصيني بشكل أكبر في حلحلة الأزمة السورية، خاصة وأن الصين تتبنى موقف محايد وأكثر توازنًا حيال كافة الأطراف، ويحظى دورها بقبول دولي، في ظل غياب وتناقض المواقف الدولية وعلى رأسها الموقف الأمريكي.
-
امتلاك كل من الصين ومصر القدرة للعب دور مهم في تسوية الأزمة، في ظل تبنيهما لموقف واضح ومحدد من الصراع منذ البداية، يمتاز بتوازنه حيال كافة أطراف الأزمة، وعدم التدخل في الصراع سواءبصورة مباشرة أو غير مباشرة.
-
أشار إلى إلقاء الأزمة القطرية بظلالها على تطورات الأزمة السورية، في ظل تراجع الدعم القطري والتركي للجماعات المسلحة، وتغير الموقف الخليجي وعلى رأسه الموقف السعودي والإماراتي ليكون أكثر تعاطيًا مع وجهة النظر المصرية.
-
التأكيد على التوقعات المستقبلية بخصوص مساهمة الصين في عمليات إعادة الإعمار خاصة وأن روسيا قد لا تتمكن من لعب دور قوي في عمليات إعادة الإعمار في ظل ما تواجهه من تحديات اقتصادية، وكذلك الدور المُلقى على عاتق الدول الخليجية للمساهمة في عمليات إعادة الإعمار في ظل ما كانت قد أنفقته من مليارات خلال العملية العسكرية.
-
وختامًا، نوّه سيادته إلى عدم وجود قواعد محددة لتسوية الأزمة في ظل عدم وضوح الموقف الأمريكي، مضيفًا بأنه على الرغم من تفاهم بوتين وترامب في قمة “هامبورج” فقد أعلن الزعيمان أنه رغم اختلاف رؤيتهما في كافة القضايا إلا أنهم يتشاركان رؤية متشابهة حيال الأزمة السورية، ولكن المتابع للأوضاع يلاحظ التباينات والاختلافات والتعارض بين الموقفين، ولكن المتفق عليه أن كافة الأطراف واللاعبين لا يرغبون فى استمرار الصراع ويريدون حل الأزمة سياسياً.
-
من جانبه، نوّه السفير/ د. محمد بدر الدين زايد، عضو المجلس، على ضرورة الانتباه لوجود أربعة تحديات رئيسية تتمثل في الآتي:
-
نوع الترتيبات القادمة في ظل المواجهة مابين الولايات المتحدة وروسيا، وهل ستكون الترتيبات القادمة قائمة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووجود جيش سوري موحد، في ظل الدعم الأمريكي لقوات الجيش السوري الحر، ودعم روسي للقوات المسلحة السورية.
-
عدم القدرة على الاستمرار في تطبيق الاتفاقيات الخاصة بمناطق خفض التصعيد في ظل غياب ضمانات واضحة واستمرار المواجهات في تلك المناطق مابين الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة، وغياب أي وجود فعلي للمعارضة السورية على الأرض.
-
عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254)، واختلاف مضامين القرارات الصادرة عن آستانا عن القرار الأممي، فضلاً عن الانقسام في المواقف الدولية، مُنوّهًا إلى أهمية العمل تحت مظلة قرارات مجلس الأمن وعدم الحياد عنها.
-
مشكلة إعادة البناء والإعمار ومستقبل النظام السوري، متسائلًا عن إمكانية الدعم الروسي لعمليات الإعمار وإعادة هيكلة النظام، وهل سيتم الإبقاء على نظام بشار الأسد وسيشارك في العمليات السياسية المطروحة في المستقبل، ومن سيدفع ويتحمل تكاليف إعادة الإعمار.
-
أشار إلى أن روسيا لا تزال اللاعب الرئيسي في الأزمة السورية، ولكنها لاتستطيع السيطرة على كافة جوانب اللعبة السياسة في ظل وجود ميليشيات مقاتلة مدعومة من أمريكا ولايمكن تجاهلها.
-
وفي معرض أخر، تحدث السفير/ محمد مصطفى كمال، عضو المجلس، عن فرص تسوية الأزمة، مؤكدًا أن ما يجري حاليًا على أرض الواقع هو دفع ثمن الكثير من الأخطاء التي ارتكبت في الأزمة من قبل كافة الأطراف مُحملًا الجانب العربي المسؤولية الكبرى في هذا الصدد، خاصة وأن عدد من الدول العربية عمدت لدعم الميليشيات المتطرفة لفرض السيطرة على الأرض وإجبار الأسد على الرحيل، متغافلين في هذا السياق الطبيعة الخاصة للأزمة السورية، خاصة وأن حافظ الأسد كان قد أسس دولة يتحكم في معظم فصائلها ويحوز على الدعم العلوي اللازم، وعليه فإنهاء ذلك الدعم لن يكون سهلاً.
أضاف بأن الجامعة العربية لم تلعب دورًا فاعلًا في الأزمة، مشيرًا إلى أن بعض الدول العربية حاولت حل الأزمة سياسيًا كمصر معتمدة في ذلك على مجموعة من المبادئ، لكن دول الخليج كانت تعارض باستمرار هذا الموقف.
كما أوضح أن القوى الغربية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا كان لديها موقف معارض مسبقًا، وكانوا يقدمون الدعم لقوى المعارضة على أساس احتمالية نجاحها في تأسيس دولة، لكن تلك المواقف تغيرت لاحقًا لتبدأ في تبني موقف مشابه للموقف المصري القائم على تقديم الدعم للدولة السورية لا للنظام السوري، خاصة وأن المعارضة تفتقر للمقومات الأساسية للعب هذا الدور، مشيرًا إلى أن هناك مخطط (أمريكي – تركي) لتأسيس مجلس قومي سوري يضم المعارضة، ولكن لم ينجح نتيجة الاختلافات في موقف المعارضة، مُنوّهًا إلى أن المعارضة في الواقع لاتعبرعن حقيقة الوضع السياسي في سوريا ولاتملك نقاط تشاور ولا تواصل.
ومن ناحية أخرى تساءل د.كمال عن كيفية تأثير أزمة استقلال إقليم كردستان العراق على الوضع في سوريا، مضيفًا بأن التغيرات السابقة تُلقي على عاتق الصين ضرورة لعب دور أقوى، خاصة وأن معظم المواقف الدولية تتجه للتواءم مع الموقفين المصري والصيني، خاصة في ظل نظرة الصين لسوريا بأنها بوابتها للشرق الأوسط.
-
تعليقات ختامية
-
أكد السفير/ “XieXiaoyan“، المبعوث الخاص، أنه حتى الآن لاتوجد رؤية واضحة حول بنود التسوية المستقبلية للأزمة، وهل سيتم الإبقاء على النظام خلال المرحلة الانتقالية في ظل المواقف الدولية المتغيرة على الأرض، والتي لم تعد تطالب برحيل الأسد بشكل أساسي، مُنوّهًا إلى أن الرؤية الصينية تتعارض مع فكرة إسقاط النظام بالقوة، خاصة وأن ذلك ساهم في نشوب الفوضى الحالية التي تعاني منها كلاً من سوريا والعراق.
كما أضاف بأن الصين ترى أن تقرير مستقبل الأسد يتعلق بالشعب السوري ولايجب أن تقرره أطراف خارجية، وحول استفتاء استقلال إقليم كردستان أوضح أنه يتعارض مع الدستور العراقي، وعليه فهو غير قانوني ويواجه صعوبات وتحديات تتعلق بالأوضاع في المنطقة، مُنوّهًا إلى أن إقليم كردستان العراق سيكون بداية لتأسيس مجتمع كردي للأكراد في سوريا وتركيا وإيران، خاصة وأنه توجد مؤشرات حالية للسعي لإقامة فيدرالية كردية في سوريا.
وحول الدور المصري، أكّد أن الرئيس السيسي في قمة البريكس ناقش مع الرئيس الصيني “شي جين بينغ” العلاقات الاستراتيجية والمنافع المتبادلة بين الجانبين، فضلًا عن تطورات الأوضاع في المنطقة وكيفية العمل على نهضة دول المنطقة، بالإضافة إلى الصيغة المتوقعة لتسوية الأزمة السورية، خاصة وأن مناطق خفض التصعيد تمثل حلول مؤقتة، مُعربًا عن أمله في أن يتم توسيعها والعمل على الترتيب للمرحلة القادمة.
-
من جانبه، أكّد السفير/ د.عزت سعد، أن مناطق خفض التصعيد مؤقتة، وأنها أقيمت في ظل غياب النظام السوري بالاتفاق مع الولايات المتحدة وتركيا وإيران وروسيا والأردن، باعتبار أن روسيا الممثل عن النظام السوري، ولكن لاتوجد ضمانات على استمرار تلك المناطق، منوّهًا إلى ماذكره السفير/ د.بدر الدين زايد، حول الحاجة لعقد مؤتمر إعادة بناء وإعمار سوريا ليضم مناطق خفض التصعيد، وكذا الحاجة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل لحل قريب للأزمة.
-
أوضح السفير/ مصطفى كمال، أن مايحدث في كردستان ليس وليد اليوم بل في الواقع يعود إلى خطة أمريكية تستهدف تقسيم العراق منذ توقيع اتفاق واشنطن عام 1998 لإنهاء الحرب بين “طالباني” و”برزاني”، وخلقت مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب سمحت بتكريس الانقسام في تلك المناطق.
-
بينما أشارالسفير/ محمد بدر الدين زايد، إلى أن المرحلة المقبلة لن تشهد أي تصاعد لأعمال العنف باستثناء بعض المناوشات في ظل سيطرة النظام على الأرض، مُشددًا على أن مناطق وقف التصعيد تُمثل حل قصير الأجل، وهو ما يُظهر الحاجة للعمل على إيجاد حلول تتعلق بالتسوية وتتناول كافة المشاكل التي تتعلق بإعادة الإعمار واللاجئين.