لقاء المجلس بالمبعوث الصيني الخاص لسوريا
سبتمبر 24, 2017كتاب الأستاذ/ عاطف الغمري – ندوة لمناقشة بعنوان “مراكز الفكر داخل البيت الأبيض”
سبتمبر 27, 2017
بتاريخ 25 سبتمبر 2017، شارك السفير/ عزت سعد، مدير المجلس، في ندوة مشتركة بين كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومعهد العلاقات الدولية اليوناني، ومركز التنمية الخضراء وسياسات الطاقة القبرصي، حول التعاون الاستراتيجي البازغ بين مصر وقبرص واليونان: الطاقة والأمن.
وقد افتتح الندوة وأدارها كلاً من السفير/ نبيل فهمي، عميد كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة ووزير الخارجية السابق ، والسفيرة/ ماجدة شاهين، مدير مركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات والبحوث الأمريكية، حيث تناولت في محورين، التعاون بين الدول الثلاث في مجال الطاقة والتعاون، والتحديات في منطقة شرق المتوسط.
-
وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلي النقاط التالية بصفة خاصة:
-
أن التعاون بين الدول الثلاث في مجال الغاز لا يزال في بداياته، وأنه رغم رغبة بعض دول أوروبا الشديدة في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، إلا أن احتياطيات الدول الثلاث لا يمكن أن تنافس الاحتياطيات الروسية، على الأقل فى المدى المنظور.
وقد تم التأكيد على وجوب التعاون الوثيق بين الدول الثلاث في هذا المجال، وأن محطة دمياط لتسييل الغاز يُمكن أن تلبي احتياجات هذه الدول مجتمعة في المرحلة الحالية.
-
على حين أشير إلي أن منطقة شرق المتوسط عمومًا – بما فيها الغاز الإسرائيلي – مرشحة لتغطية نسبة لا يستهان بها من احتياجات الاتحاد الأوروبي ، خاصة في ضوء تراجع إنتاج أذربيجان، وذهاب صادرات إيران من الغاز وكذلك تركمنستان، إلي آسيا، فإن إنتاج كل من استراليا وغرب كندا والولايات المتحدة وشرق إفريقيا (موزمبيق أساسًا) سيكون منافسًا قويًا لغاز شرق المتوسط، خاصة في أسواق الصين والهند.
-
تم التأكيد على الحاجة إلى تحالف استراتيجي في مجال الطاقة بين الدول الثلاث، مضافًا إليها ليبيا بعد عودة الاستقرار فيها، وأنه يُمكن ربط حقول الغاز الكبرى لمصر واليونان وقبرص في المتوسط توطئة للتصدير إلى أوروبا، حيث سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030. وأوضح البعض أن استراتيجية الاتحاد الأوروبي في مجال الغاز الطبيعي خاطئة للغاية، لأنها تقوم على تطوير استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة فقط، وهو ما يعني أنه سيكون أقل اعتمادًا على غاز الدول الثلاث.
كذلك أشير إلى أن هناك مفاوضات بين تركيا وإسرائيل حول مد خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من حقل ليفياتان “leviathan”الإسرائيلي (اكتشف عام 2009 وقدرت احتياطياته بنحو 613 مليار متر مكعب، ونحو 39.4 مليون برميل مكثفات) إلى تركيا، وهو المشروع المعروف باسم “خط أنابيب غاز شرق المتوسط” (The East Med pipeline project)، وذلك لتغطية جانب من احتياجات أوروبا. ومن المقرر أن يمتد الخط من الساحل الإسرائيلي على المتوسط إلى إيطاليا واليونان عن طريق جنوب قبرص وكريت.
ومن المعروف أن احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي 50 مليار متر مكعب.
-
أشار بعض المشاركين إلى أنه يتعين على الدول الثلاث تطوير استراتيجية شاملة لصناعة الغاز تشمل التدريب والتسويق والمعدات والتكنولوجيا وكل ما يتعلق بصناعة الغاز، وكذلك النفط. وفي هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة الاستثمار في التعليم وأهمية نقل التكنولوجيا في هذا القطاع.
-
عقد رؤساء الدول الثلاث أربع قمم، بدأت في القاهرة في نوفمبر 2014، والأخيرة في 11 أكتوبر 2016 في القاهرة. كما يجري التشاور المنتظم بين وزراء خارجية الدول الثلاث على هامش الدورات السنوية للجمعية العامة، حيث اجتمعوا في 22 سبتمبر 2017 في نيويورك، لبحث أجندة القمة القادمة (الخامسة) المقرر عقدها في نوفمبر 2017.
وقد انشأت الدول الثلاث بعض الآليات لمتابعة التعاون فيما بينها أهمها “اللجنة المشتركة للتعاون”، والتي تُولي أولوية لمشروعات الطاقة والسياحة والاستثمار. كما وقعت الدول الثلاث اتفاق تعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وعادة ما تكون المشكلة القبرصية، والنزاع العربي – الإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وقضايا الدفاع والأمن الإقليمي على قائمة جدول أعمال الدول الثلاث.
-
تعليقًا على الأمن في شرق المتوسط والسياسات الإقليمية التركية، أوضح السفير/ عزت سعد، أنه من المفترض أن تركيا عضو في مجلس أوروبا، والذي يؤكد نظامه الأساسي على احترام الدول الأعضاء لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كشرط للعضوية في المجلس. وأضاف متسائلاً عن ما إذا كانت سياسة تركيا الخارجية، إقليميًا ودوليًا، خاصة التدابير التى أتخذها أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشل فيها، قد تدفع حلف شمال الأطلنطي إلى إعادة النظر في عضوية هذه الدولة فيه، رغم روابطها الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية وقناعة تركيا بأن استمرارها في الناتو يعطيها حليفًا يعتمد عليه على المدى الطويل بدلاً من روسيا، التي تجمعها بتركيا علاقات تاريخية معقدة شهدت نحو سبع حروب دامية.
-
وقد علق السيد/ Markos Kyprianou ، وزير الخارجية القبرصي السابق، والذي تحدث عن تهديدات وتحديات الأمن في شرق المتوسط، بالقول بأن تعليق عضوية تركيا أو طردها من الناتو أمر وارد، وتتحدث عنه بعض الدوائر بالفعل الآن، إلا أنه صعب التحقيق في المرحلة الحالية في ضوء الأهمية الاستراتيجية لتركيا بالنسبة لأوروبا.