ندوة حول “تحديات عولمة منطقة البحر الأحمر”
مارس 21, 2018حلقة نقاشية حول “القمة العربية الـ39 بالدمام”
أبريل 11, 2018
بتاريخ 29 مارس 2018، نظم المجلس لقاء مع السفير السويسري بالقاهرة، السيد/ Paul Garnier، للحديث عن العلاقات الثنائية المصرية / السويسرية ورؤية سويسرا للتطورات التي يشهدها الإقليم، وذلك بحضور رئيس ومدير المجلس، وعدد من الأعضاء المهتمين.
أولاً: أعرب رئيس المجلس عن الحزن لوفاة السفير د. محمد شاكر رئيس المجلس الأسبق وعضو مجلس الإدارة وأحد المؤسسين الذي وافته المنية مساء الأربعاء 28 مارس، كما أعرب السفير السويسري عن خالص مواساته لوفاة أحد أعلام الدبلوماسية المصرية، مؤكداً أنه من الشخصيات التي حفرت تاريخاً عظيماً في الدبلوماسية المصرية.
-
ورحب رئيس المجلس بالسفير السويسري الذي تولى منصبه في صيف العام الماضي وتحديداً في 11 يوليو 2017، مع تطورالعلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً في الاتجاه لصحيح ، ومنذ التحق سيادته بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية السويسرية منذ 1996 عمل في بروكسل ثم في السفارات السويسرية في جواتيمالا ثم البعثة في الأمم المتحدة في جنيف ثم نائباً لرئيس البعثة لدىحلف الناتو ثم رئيساً لمكتب التمثيل السويسري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله حتى بداية يوليو 2017. فضلاً عن عمله في المجال الأكاديمي لتدريس العلاقات الدولية في المعهد الدولي لدراسات التنمية في جنيف.
وأشار رئيس المجلس إلى استضافة سويسرا العديد من المنظمات الدولية بدءاً من مقر الأمم المتحدة في جنيف، و مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان OHCHR ومؤتمر نزع السلاح، والأونكتاد، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP ومنظمة العمل الدولية ILOومنظمة الصحة العالمية WHO والاتحاد الدولي للاتصالات ITU والمنظمة الدولية لحماية حقوق الملكية الفكرية WIPO ومنظمة التجارة العالمية WTO والمنظمة الدولية للهجرةIOM واللجنة الدولية للصليب الأحمرICRC واتحاد البرلمانات الدوليIPU. هذا بجانب مقر الفيفا في زيورخ، واللجنة الدولية للأولمبياد IOC في لوزان، واتحاد البريد العالمي UPU في برن.
مختتماً كلمته بالتأكيد على مدى التقدير للدولة السويسرية التي تتبنى نهجاً محايداً في النظر لكافة الخلافات مما يجعلها رمزاً للحب والسلام والعدل.
-
ثانياً:تحدث السفيرالسويسري بالقاهرة عن سعادته للقائه بخبراء الدبلوماسية المصرية، منوهاً إلى أن المجلس بمثابة مؤسسة تمثل أرضاً خصبة تجمع خبرات الدبلوماسية المصرية، مشيراً إلى الآتي:
-
أن السياسة الخارجية السويسرية تنبع من إيمان الدولة العميق شعباً وحكومة بعدد من المبادئ على الصعيد الداخلي، فالديمقراطية وحقوق الإنسان واحترامهما وتقديم الدعم للجمعيات الحقوقية هي مبادئ هامة فضلاً عن التمتع بالحياد والتوازن في السياسات الداخلية والخارجية والتوازن في النظر لكافة الأزمات، وهو ماجعل سويسرادولة تتمتع بالمصداقية وأن تلعب دوراً هاماً في العديد من الأزمات.
-
أن هذه السياسة مكنت، على الصعيد الداخلي، من تعايش 7 ملايين نسمة يتحدثون اللغات الألمانية والفرنسة والإيطالية والرومانشية، تأثراً بالدول الخمس التي تحدها (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وجمهورية ليشتنشتاين) وتشكيل دولة تضم 26 كانتوناً بنظام فيدرالي لكل منهم دستوره الخاص الذي يصادق عليه البرلمان الفيدرالي ، والسلطة التنفيذية يطلق عليها مجلس الحكماء السبع أو مايسمى بمجلس الحكم الفيدرالي ، ويتمتع الشعب السويسري بالقدرة على الاعتراض على أية قوانين صادرة وتغييرها من خلال تجميع 50 ألف صوت على الأقل خلال مائة يوم لطرح القانون لاستفتاء شعبي لتعديل القانون أو إبطاله.
-
وعلى الصعيد الخارجي، ظهرحياد سويسرا جلياً خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وفي إقامتها علاقات دبلوماسية مع جميع البلدان تقريباً، وعلى الرغم من كونها من الدول التي انضمت للأمم المتحدة مؤخراً عام 2002، إلا أنها تضم العديد من المنظمات الدولية ، ويقدر عدد الدبلوماسيين والموظفين الدوليين بها 42 ألف موظف، وعدد العاملين في منظمات غير حكومية نحو 2400 فرد ، وتحتضن مدينة جنيف نحو 168 بعثة دبلوماسية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتقدر عدد الاجتماعات الأخرى والمؤتمرات الدولية التي تحتضنها جنيف نحو 2700 في السنة، وهي الأكبر بعد نيويورك ، كما تمكنت سويسرا من الحفاظ على علاقتها مع الدول الأوروبية من خلال الاتفاقات الثنائية على الرغم من كونها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، نتيجة الرفض الشعبي من خلال الاستفتاء للانضمام. وتم توقيع سبع اتفاقيات ثنائية مع بروكسل لزيادة تحرير المبادلات التجارية، دخلت حيز التنفيذ عام 2001، شملت بشكل أساسي حرية تنقل الأشخاص، فيما شملت الاتفاقيات التي تم توقيعها عام 2004 اتفاقية “الشنغن” واتفاقية “دبلن”، كما تنفق سويسرا مليارات الدولارات بهدف مساعدة دول أوروبا الوسطى والجنوبية الأكثر إحتياجاً بشكل خاص وغيرها من الاتفاقيات الخاصة بإقامة معسكرات لاستضافة اللاجئين والمهاجرين.
-
وعلى الرغم من أن سويسرا دولة حبيسة، إلا أن إطلالها على العديد من الأنهار الأوروبية الأساسية على رأسها نهر الراين مكنها من لعب دور أساسي في كونها حلقة الوصل بين العديد من الدول الأوروبية في ظل تمتعها باقتصاد قوي، يعد من أقوى الاقتصادات العالمية في ظل ماتشهده من تطورات ملحوظة في مجالات الزراعة وتربية المواشي والصناعة وبخاصة الصناعات الغذائية ، وماتمتتع به من قدرة على الابتكار والتكنولوجيا وانخفاض معدل البطالة وسط ارتفاع معدلات الاستثمار وسط المعدلات الضريبية المنخفضة مما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمار.
-
أوضح أن سويسرا تتمتع بمواقف واضحة حيال الأزمات والصراعت المحتدمة خاصة تلك التي بين السعودية وإيران، والقائمة على تهدئة الأوضاع والتفاوض وإعمال مبدأ المساعي الحميدة لحل النزاعات.
-
إن الدولة السويسرية لاتهدف إلى لعب دور تحكمي في المنطقة وإنما تقيم علاقاتها بين دول المنطقة على أساس تحقيق النفع المتبادل القائم على التعاون الثنائي بينها، وتعزيز قيم الديمقراطية والسلام خاصة وأن موت تلك القيم يؤدي لمزيد من الصراعات التي لاتعود بأي نفع. وفيما يتعلق بالإرهاب والتطرف فلا يمكن حله إلا بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية.
-
هناك العديد من المشاكل التي تواجه منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة في ظل تحكم القوى الكبرى في سياسات المنظمة وتؤثر على صناعة القرار داخلها، وهو مايستلزم ضرورة التمسك بالحياد ، وإستكمال جهود إصلاح المنظمة التي قادها الأمين العام السابق كوفي عنان الذي أكد ضرورة اتخاذ قرارات تحقق النفع والفائدة للجميع ومراعاة مصالح الشعوب والتشاور مابين تلك الدول لمواجهة الأزمات بشكل سلمي.
-
تنطلق مبادئ التعاون المصري السويسري من عناصر السياسة الخارجية السويسرية التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ولعب دور تعاوني مع مصر لحل الأزمات التي تواجه دول المنطقة بشكل سلمي ولعب دور الوساطة ، وتعزيز قيم حقوق الإنسان والحريات الأساسية ومواجهة الإرهاب والتطرف، والتعاون مع مصر لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية واللاجئين.
-
تبلغ مشاريع واستثمارات سويسرا في مصر 1.850 مليار دولار يعمل فيها نحو 1800 مواطن، وفي ديسمبر تم الإعلان عن رصد سويسرا لنحو 20 مليون دولار كمنحة لعام 2018 للأنشطة التي سيتم تنفيذها مع الحكومة المصرية منها نحو 50% لأنشطة وبرامج الحماية الاجتماعية من خلال استراتيجية التعاون للفترة من 2017-2020 ودعم قطاعات البنية التحتية، في إطار دعم الحكومة السويسرية لرؤية مصر 2030، والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه التحديات الاقتصادية والاستثمارية، كما أكد دعم سويسرا رئاسة مصر لمجموعة الـ77.
-
أكد أن الدولة السويسرية تعمل على تعزيز الشراكة الثنائية مع مختلف الدول ووضع حلول مشتركة وسلمية للأزمات .
ثالثاً: المناقشات
عقب ذلك طرح الحضور من أعضاء المجلس، عدد من التساؤلات على النحو التالي:
-
أكد د. كمال أبوعقيل أن سويسرا دولة متقدمة في العديد من المجالات أهمها الزراعي وتربية المواشي، وكانت مصر قد طلبت من سويسرا التوسع في إقامة مصانع لورباك كما تم في العديد من الدول، إن هذا القطاع يمكن لسويسرا أن تساهم بشكل كبير في التنمية والنهوض بالقطاع الزراعي في إفريقيا ككل.
وحول اللقاء المرتقب فيما بين كوريا الشمالية والرئيس دونالد ترامب ، تساءل هل من الممكن لعب دور في ذلك، خاصة وأن سويسرا تتمتع بسياسة محايدة في إتمام المفاوضات.
وحول أموال النظام السابق المتواجدة في سويسرا، تساءل سيادته عن توقيت الإفراج عن تلك الأموال وعودتها لمصر؟ ومتى يمكن لمصر ان تستردها؟
-
أكد السفير د. محمد أنيس سالم، أن الحكومة السويسرية تعتمد على برامج لتطوير إداراتها، على رأسها تطوير نظام إدارة السياسة الخارجية السويسرية ليكون أكثر كفاءة باعتماد البرنامج على سبعة عناصر أساسية منها التدريب المستمر ورفع الكفاءة مابين العاملين في وزارة الخارجية، متسائلاً عن كيفية تفعيل برامج للشراكة والتطوير ومع الدول المهتمة بذلك؟
-
أكد السفير نبيل العرابي، أن سويسرا هي قاعدة الديمقراطية منذ ماسبق وحتى اليوم، داعياً الدولة السويسرية لمزيد من الاستثمارات والانفتاح على العديد من المجالات خاصة وأن هناك فرصاً كبيرة للتعاون مابين الجانبين. وتساءل عن كيفية استفادة مصر من التجربة السويسرية في بناء دولة حديثة وسط أجواء صعبة وتمكنت من إقامة صناعات متعددة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة رغم قلة الموارد الخام.
رابعاً: تعقيبات السفير
-
تحرص سويسراعلى توثيق التعاون والتنسيق مع كافة شركائها، ويستحوذ التعاون الاقتصادي على نصيب هام في السياسة الخارجية السويسرية .
-
الرئيسان السويسري والمصري يدركان أهمية التنسيق بين البلدين وبخاصة في المجال الاستثماري، لاسيما وأن مصر جاذبة للاستثمارات وتستحوذ على نصيب كبير من الاستثمارات في المجال الزراعي وتربية المواشي والصناعات الغذائية والتي تستثمر فيها سويسرا عادة.
-
في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، هناك العديد من الشركات السويسرية التي ترغب في الدخول للسوق المصرية ولكنها تحتاج لمزيد من التسهيلات حتى تتمكن من التعامل مع نظيراتها الكبرى، وهناك زيارات تمت من قبل شركات سويسرية كبرى ومن مسؤولين سويسريين للتعرف على الفرص الاستثمارية في مصر.
-
حول الأموال المهربة لسويسرا منذ النظام السابق، أكد أن الحكومة السويسرية تتحفظ على الأرصدة في بنوكها لحين توصل الحكومة وأسرة مبارك للتوافق والتصالح، وإفادة الحكومة السويسرية بذلك حتى يتم الإفراج على تلك الأرصدة، كما حدث مؤخراً مع رجل الأعمال احمد عز.
-
وحول التجربة السويسرية، أكد أن سويسرا اعتمدت على مختلف الطوائف والأحزاب في سويسرا وكانت هناك مشاركة مجتمعية في بناء الدولة مابين مختلف القوميات التي تضمها سويسرا بهدف إقامة دولة فيدرالية مؤسسية، وإقامة حكومات لامركزية تتبع الحكومة الأم في تقديم خدماتها للمواطنين، فضلاً عن تعزيز التوجه للتعليم المهني والحرفي، مما ساهم في خلق مجتمع صناعي متقدم، مع إدراك الحكومة السويسرية أن قطاع الأعمال العالمي يهتم بالكفاءة والمنافسة واستمرار التطوير وتحسين الأداء ووضع معايير للتقييم وهو ما تعتمده كافة مؤسسات الدولة لرفع الكفاءة. فضلاً عن وضع برامج تدريبية لتحسين الخبرة والاعتماد في تولي المناصب القيادية على معايير الكفاءة والانتاجية وتحقيق التوازن مابين الكفاءة والمستوى الوظيفي والمرتب في وزارة الخارجية السويسرية، والعمل على تطبيق تلك الإصلاحات على كافة القطاعات السويسرية بما فيها القطاع الخاص.