لقاء مع المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في سوريا
أبريل 22, 2018إجتماع اللجنة الدائمة للشؤون العربية
أبريل 30, 2018
بتاريخ 22 إبريل 2018، استقبل المجلس وفداً من معهد شنغهاي للدراسات الدولية، برئاسة البروفيسورYe Qing( نائب مدير المعهد) والبروفيسور Li Weijianالخبير والباحث بالمعهد، والبروفيسور Wang Yuzhu باحث إجتماعي بالمعهد، بجانب سكرتير ثالث، بقسم التخطيط السياسي، بوزارة الخارجية الصينية (السيد/ Wang Senhao). وضم وفد المجلس كلُ من السفير د. عزت سعد مدير المجلس، والسفير علي الحفني منسق اللجنة الدائمة للشؤون الاسيوية بالمجلس، والسفير هشام الزميتي أمين عام المجلس، والسفير مجدي عامر، والسفير عبد الفتاح عز الدين عضو المجلس.
-
بدأ اللقاء بإعراب د.Ye عن سعادته باللقاءات الدورية المنتظمة التي يعقدها معهد شنغهاي مع المجلس المصري للشؤون الخارجية للتشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا افقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك، لاسيما القضايا الإفريقية والعربية، بجانب علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأضاف أنه في ضوء انعقاد منتدى التعاون العربي الصيني في بكين في يونيو القادم، فقد حضر للقاهرة للاستماع لوجهات نظر المجلس بشأن القضايا المطروحة، مشيراً إلى أن شنغهاي ستستضيف معرضاً دولياً كبيراً في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر القادم سيقام على هامشه ندوة حول العلاقات العربية الصينية.
-
رحب السفير عزت سعد بالوفد الصيني، مشيراً إلى ورقة السياسة الصينية تجاه الدول العربية التي طرحها الرئيس الصيني امام جامعة الدول العربية في يناير 2016 على هامش زيارته للقاهرة، مؤكداً أن هذه الورقة تمثل إطاراً جيداً للعلاقات العربية الصينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، فضلاً عن التصور الصيني لبعض المبادرات العملاقة التي اقترحتها بكين خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسها مبادرة الحزام والطريق، وأهمية الشرق الأوسط ارتباطاً بهذه المبادرة.
وقد عرض مدير المجلس التحديات التي تواجهها الدول العربية حالياً والأزمات في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن وعدم وجود رؤية عربية موحدة حول المصادر المهدٍدة للأمن القومي العربي، حيث ترى بعض الدول ان مصدر التهديد الرئيسي هو إيران، بينما ترى مصر أن إسرائيل ماتزال هي الخطر الأكبر في ظل سياسات العدوان والاستيطان ورفض أية جهود لتحريك عملية السلام.
كذلك أشار السفير سعد إلى سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وإفتقادها لأية رؤية واضحة حول مشكلات المنطقة، بل والعمل على إثارة المزيد من الفوضى فيها، بحيث لم تعد الأولوية بالنسبة لها مكافحة الإرهاب، وإنما حماية سياسة إسرائيل العنصرية مثل الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل.
وحول مستقبل النظام الأمني افقليمي، أشار السفير مدير المجلس إلى حديث الغربيين، منذ فترة، عن نظام أمن إقليمي جديد يضم – بجانب الدول العربية- كل من تركيا وإيران وإسرائيل على غرار مؤتمر للأمن والتعاون في أوروبا، والذي تحول إلى منظمة. ومن المنادين بذلك وزير الخارجية الروسي السابق إيجور ايفانوف،كما تروج أوساط إسرائيلية وأمريكية لفكرة إنشاء منظمة لشرق المتوسط تشمل إسرائيل في ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز في المنطقة،إلا أن تلك الرؤى يصعب تنفيذها حالياً في ظل إصرار كل من الأطراف الثلاثة على تنفيذ أيدولوجياتها وهيمنتها فيما بين إمبراطورية عثمانية تركية داعمة للنموذج الإسلامي منذ اندلاع ماعرف بثورات الربيع العربي في 2011 ، و أخرى إيرانية تسعى إلى التمدد في المنطقة وعدوان إسرائيلي سافر على الحقوق العربية.
مؤكداً أن أي مبادرة صينية لإيجاد حلول لمشكلات المنطقة مرحب بها خاصة وأن مواقف الصين تتسم بالتوازن تجاه أزمات المنطقة، على غرار المبادرة التي قدمت صيف العام الماضي لإقرار حقوق الشعب الفلسطيني والمعروفة (بمبادرة النقاط الأربع)، والعمل على وضع رؤية مماثلة لحل الأزمة السورية، والعمل على إرساء مبادئ السلام والاستقرار في العالم وهما شرطان أساسيان لنجاح مبادرة الحزام والطريق. وفي كلمة الرئيس شي جين بينغ في مايو 2017 خلال المنتدى الدولي للحزام وطريق الحرير، أكد أن الأمن والسلام العالمي مفتاحان ومبادئ أساسية لنجاح المبادرة وتحقيق المنافع المرجوة منها ، فضلاً عن مواجهة خطر الإرهاب.
-
في ذات السياق، تحدث السفير علي الحفني عن تعقيدات الأزمة السورية في ظل الوجود العسكري للعديد من القوى، وبخاصة الوجود التركي على الأرض في الشمال السوري لمواجهة الأكراد، فضلاً عن استمرار دعم العديد من المليشيات المسلحة عن طريق إيران التي تلعب دوراً مؤثراً في سوريا عن طريق حزب الله. وأضاف أن عنصرا الغاز والنفط أصبحا جزءاً وسبباً في استمرار العنف والصراع ، وسط تجاهل من جميع الفاعلين في الأزمة لدور الأمم المتحدة وسعي بعض القوى لإفشال مفاوضات آستانا وعدم قدرة المبعوث الأممي على توحيد مواقف الأطراف السورية، فضلاً عن غياب الدور والانقسام العربي الذي بدا ملحوظاً خلال القمة الأخيرة ، وفشلها في بلورة موقف متماسك حول مفهوم الأمن القومي العربي وتحديد مصادر التهديد.
وفيما يتعلق بمنتدى التعاون الإفريقي / الصيني، أكد أن نجاح الصين في تعزيز التعاون مع إفريقيا سيساهم في إحداث نقلة نوعية وبخاصة في مجالات التجارة والاستثمار، وخدمة منطقة التجارة الحرة القارية التي تم إطلاقها على هامش القمة الافريقية في كيجالي، وعليه فإن تفعيل المبادرات القارية ستعود بالنفع على العديد من الدول.
منوهاً لأهمية تعزيز التعاون المصري / الصيني، وبخاصة فيما يتعلق بالمشروعات الجديدة وبخاصة في محور قناة السويس الذي يمثل نقطة جاذبة للاستثمار، ومن المنتظر أن تكون نقطة لتعزيز التعاون بين إفريقيا ودول العالم.
-
وحول الإحصائيات الأخيرة الواردة من البنك الدولي والتي تضمنت تقييماً إيجابياً للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، أوضح السفير هشام الزميتي، أن البنك أكد في تقريره أنه على الرغم من النمو البطيء للاقتصاد المصري إلا أنه يشهد مزيداً من التحسن والاستقرار بالإضافة للانجازات الاقتصادية الملحوظة على الأرض، بدءاً من الخطوات الجريئة التي اتخذتها الدولة المصرية تمثلت في تعويم سعر الصرف وإعادة بناء القطاع النقدي ، فضلاً عن الاكتشافات الخاصة بالبترول والغاز، ومحاولة التخفيف من العجز في ميزان المدفوعات ومواجهة كل مايعرقل الاستثمار الجنبي وبناء شبكة اجتماعية للفقراء من خلال برامج للدعم بهدف تخفيف أعباء برامج الإصلاح الاقتصادي، تلك الإجراءات التي تبنتها القيادة السياسية ستساعد على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وبخصة الصينية .
-
أوضح السفير مجدي عامر، أن منتدى التعاون العربي الصيني والذي بدأ عام 2014 ، أكد أهمية التعاون بين الجانبين خاصة وأن المنتدى يمثل منبراً لمناقشة العديد من القضايا، وأن الجانبان متفقان على أن عدم حلحلتها ستؤدي لتفاقمها ، داعياً لإطلاق مبادرات إقليمية كما هو الحال في المنتدى الصيني الإفريقي، وإطلاق أخرى كالمبادرة الصينية- المصرية وإطلاق مشروعات مشتركة تحت مظلة المنتدى العربي، وهو ماسيعود بالنفع على جميع أعضاء المنتدى، مشيراً إلى أهمية تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنتدى والتي لاينفذ منها سوى القليل، منوهاً إلى الحاجة لمزيد من التعاون المثمر بين الجانبين المصري والصيني لوضع رؤى لحل العديد من الأزمات سياسياً.
-
نوه السفير عبد الفتاح عز الدين إلى ضرورة أن يتم تعزيز التعاون مع مصر وان يكون تعاونها مع الصين نموذجاً للتعاون الذي يشمل كافة المجالات ومواجهة التحديات المشتركة.
-
اختتم اللقاء بتأكيد Ye أن الصين تعمل باستمرار على تقييم الاتفاقيات ومتابعة التنفيذ والعمل مع شركائها لمواجهة العراقيل الخاصة بالتنفيذ، ودراسة أسباب توقفها، منوهاً إلى أن مبادرة الحزام والطريق الحرير ستحقق المنافع لجميع الدول.
– أن هناك تتطوراً وتقدماً تشهده مصر في إطار ماترصده المنظمات الدولية من مؤشرات ملموسة على هذا التحسن ، والتركيز على تعزيز الاقتصاد المحلي ومواجهة العديد من الأزمات والتحديات الداخلية والعمل على تحقيق استقرار المنطقة، وهناك العديد من الفرص للتعاون بين الجانبين.
– أن مايحدث في سوريا هو مثال على لعبة الصراع بين القوى الكبرى، فعندما رأت الولايات المتحدة أن ميزان القوى يختل لغير صالحها تم التدخل العسكري الأخير لإعطاء رسالة سياسية، تتمثل في أن واشنطن لن تسمح لغيرها بالتحكم في رسم الوضع السوري.
-
فيما أشار السفير عزت سعد إلى الآتي:
– الأولوية بالنسبة لمصر هي الإسراع باستعادة التعافي الإقتصادي، وتجاوز الصعوبات الاقتصادية من خلال سلسلة من التدابير والإجراءات التقشفية بأعبائها الإجتماعية الصعبة، وهو مانجحت فيه حتى الآن على نحو ماتعكسه المؤشرات الاقتصادية وشهادة البنك الدولي، وأن هناك الكثير الذي ينبغي عمله.
– تسعى مصر إلى تبني سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة بما يحقق مصالحها ويحمي امنها القومي.
– هناك محاولات للسيطرة على دول المنطقة وتوجيه سياساتها، ولن تخرج الولايات المتحدة من سوريا وذلك لاعتبارات جيواقتصادية وستحافظ على وجودها في شرق سوريا وهي من أكثر المناطق الغنية بالنفط، وعليه فاللعبة السورية لعبة مصالح ولن تترك الولايات لمتحدة الساحة لروسيا وإيران وتركيا. ولايوجد في الأفق أية حلول للأزمة.