حلقة نقاشية حول تطورات الأوضاع في إثيوبيا بعد تولي أبيي أحمد رئاسة الحكومة..واّفاق العلاقات المصرية-الإثيوبية
يوليو 4, 2018حلقة نقاشية حول “العراق بعد الانتخابات البرلمانية…مابين ضغوط الخارج ومعطيات الداخل”
يوليو 12, 2018
بتاريخ 11 يوليو 2018، نظم المجلس حلقة نقاشية حول التطورات في دولة جنوب السودان وعلاقاتها بمصر ، شارك فيها السادة السفراء مروان بدر وعزت سعد وصلاح حليمه والوزير المفوض محمد حجازي نائب مساعد وزير الخارجية لشئون السودان .
1- بدأت اعمال الندوة بعرض عام للعلاقات بين مصر ودولة جنوب السودان قدمه الوزير المفوض محمد حجازي ، مشيراً في ذلك الي ما يلي بصفة خاصة :-
• – بصفة عامة استثمرت الدولة المصرية الكثير في تطوير علاقات طيبة مع دولة جنوب السودان ، حتي قبل استقلالها قبل سبع سنوات ( في 9 يوليو 2011)، حيث أولت اهتماماً خاصاً بتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية مع أبناء الجنوب ، بجانب المنح والمعونات وبرامج بناء القدرات والدورات التدريبية التي تمولها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ، وذلك بعد اعلان استقلال الدولة ( مرفق صورة مما قدمته مصر في هذا الشأن ).
• – منذ بدايات الازمة في جنوب السودان عام 2014 هناك توجهاً إثيوبيا بإبعاد مصر عن أي جهود تتعلق بهذه الازمة ، كما استبعدت مصر من آلية ” ايجاد ” التي تمثل المجموعات دون الاقليمية الخمس ( دخلت الجزائر بدلاً من مصر بجانب كل من جنوب افريقيا ونيجيريا ورواندا وأوغندا ).
• – هناك حرص من مصر على تعزيز العلاقات السياسية مع دولة جنوب السودان . وفي هذا السياق زار السيد وزير الخارجية جوبا مرتين هذا العام الاولي في 12 مارس الماضي والثانية في 3 مايو الماضي للمشاركة في افتتاح مجلس التحرير الوطني للحركة الشعبية لتحرير السودان . حيث سلم رسالة من الرئيس السيسي لنظيره سلفا كير رداً على رسالة الاخير للرئيس في فبراير 2018 ، مؤكداً دعم مصر للاستقرار في جنوب السودان .
وفي التقدير يستشعر سلفا كير ضغوطاً هائلة من الغرب ، خاصة الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا وكذلك ” الايجاد ” ، للعمل على وضع نهاية للحرب الاهلية في البلاد والتهديد بفرض عقوبات قد تطال سلفا كير نفسه ومجموعته ، وهو ما دعاه لإيفاد مبعوث خاص لمصر في اكتوبر 2017 ثم في فبراير 2018 ، في ظل قناعته بأن الهدف من هذه الضغوط هو تغيير النظام ، وهو ما دعاه الي طلب حث روسيا والصين على فعل شيء لتخفيف الضغوط الغربية عليه .
• – دعمت مصر بشدة مبادرة سلفا كير الخاصة بالحوار الوطني لاستعادة الاستقرار في جنوب السودان وخلال زيارته لجوبا ، قام الوزير سامح شكري بتسليم دعم لوجستي للجنة تسيير الحوار الوطني ( بجانب دورة تدريبية لثمانية من أعضائها نظمها مركز القاهرة الاقليمي لتسوية المنازعات وللتدريب على عمليات حفظ السلام في افريقيا في فبراير 2018).
• – ترتكز سياسة مصر تجاه الاوضاع في دولة جنوب السودان على الآتي:
– ضرورة وقف كافة أشكال العنف من كافة الاطراف .
– محورية اتفاق 2015 بشأن حل الصراع في البلاد والموقع في أديس أبابا.
– دعم مبادرة سلفا كير لدعم الحوار الوطني .
– تنسيق الجهود الإقليمية لتسوية الصراع والتي تضم ” ايجاد ” والاتحاد الافريقي والجهود والمساعي الدولية الأخرى .
– ان تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان لن يتأتى إلا بدعم مؤسسات الدولة .
• – تقوم مصر ، بالتنسيق مع أوغندا ، بالنسبة لتنفيذ اعلان القاهرة لتوحيد فصائل الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان ( أصبحت حزباً سياسياً )، وذلك إعمالاً لمسار اروشا لتوحيد هذه الفصائل ( مبادرة الحوار الوطني والمبادرة المصرية الأوغندية ومبادرة الايجاد هي ثلاث لمبادرات لتوحيد الفصائل).
وقد أثار إعلان القاهرة عاصفة شديدة من الانتقادات ضد مصر من الاتحاد الاوروبي وإثيوبيا والمانحين ، حيث نظر اليه على أنه طوق نجاة لسلفا كير للهروب من استحقاقات تقاسم السلطة واستعادة الاستقرار . وقد تم استدعاء سفير الاتحاد الاوروبي لإبلاغه بأن مبادرة القاهرة ليست بديلاً عن المبادرات الاخرى ، وان اعتراض الاتحاد الاوروبي على مشاركة مصر في قوة الامم المتحدة لحفظ السلام في الجنوب والقلق ازاء دور لمصر في جنوب السودان بدعوي انه يوفر فرصة لسلفا كير للتملص من التزاماته ، وهو الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة والسويد وبريطانيا والمبعوث النرويجي للسودان ، ليس له ما يبرره خاصة وان الايجاد لم يفعل شيئاً يذكر لاستعادة الاستقرار في جنوب السودان ( أعرب الجانب الاثيوبي في اتصالاته بسلفا كير عن قلقه من التحركات المصرية في السودان ).
عموماً ، كثيراً ما تؤكد مصر على أن جهودها بشأن جنوب السودان مكملة لجهود الايجاد .
2- توافق المشاركون على أن الاتحاد الاوروبي والغرب عموماً متواطئ مع إثيوبيا بشأن جنوب السودان ، حيث توجد قناعة لدي الغرب بأن إثيوبيا هي الدولة القائد في الاقليم والأولي بالدعم المطلق ، وبالتالي فإن أي جهد تبذله مصر في هذا الشأن يصطدم بالموقف الغربي .
3- تم التأكيد على ضرورة الاهتمام باللغة العربية وبالمؤسسات الثقافية والتعليمية في جنوب السودان ، وذلك باعتبار أن اغلبية السكان يتحدثون بهذه اللغة كما وأن جزءاً لا يستهان به من النخبة السياسية في هذا البلد تلقي تعليمه بمصر .
4- تطرق النقاش الي وضعية رياك مشار وعلاقته بمصر ، حيث تمت الاشارة الي أنه ليس لمصر موقف ضده ، وأنه فقد السيطرة على الأرض في جنوب السودان بعد أن قام سلفا كير بسحق المعارضة خلال عام 2017 ، وبالتالي لم يعد وزن مشار على الارض يتناسب مع ما حصل عليه من مكاسب .
ومع ذلك ، تمت الاشارة الي أهمية إقامة نوع من الحوار مع مشار وغيره من القوي السياسية الأخرى في جنوب السودان ، خاصة وأن سلفا كير ارتكب الكثير من المجازر والانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان ، حيث صدر تقرير عن الامم المتحدة ( لجنة العقوبات بمجلس الامن )مؤخراً ، يشير الي ذلك في اطار التقارير الدورة التي تصدر عن الامم المتحدة حول الاوضاع في جنوب السودان ، بما فيها بعثة الامم المتحدة هناك.
5- توافق المشاركون على أهمية التنسيق مع أوغندا بشأن الاوضاع في جنوب السودان . وأن هذا التنسيق يأتي أكله الان ، ولابد من البناء عليه والتوسع في ذلك مع كل من اثيوبيا وكينيا .
6- تم التأكيد على أهمية تنشيط العلاقات مع الصومال ، وان تسوية مشاكل هذه الدولة لن تتم الا بالتعاون بين مصر واثيوبيا .
7- أثار المشاركون مسألة انضمام جنوب السودان للجامعة العربية ، وظروف تقدمها بطلب في هذا الشأن للأمين العام للجامعة العربية . وفي هذا الصدد ، تمت الاشارة الي أن الامر يتعلق برغبة عبرت عنها القيادة الجنوب سودانية ، وليس طلباً مكتوباً ، رحبت بها مصر بينما رفضتها السودان بشدة ، مؤيدة من السعودية والكويت ، بدعوي ان انفصال الجنوب تم تحت دعاوي هويتها غير العربية ، وبالتالي لا يمكن ضمها لكيان رفضته منذ البداية ، كذلك لا يشير دستور جنوب السودان الي اللغة العربية .
وقد قيم المشاركون رغبة جنوب السودان بأنها مناورة للتخفيف من ضغوط الايجاد عليها، بينما علق البعض بأن دول الجوار لجنوب السودان تريد انضمام الاخيرة للجامعة العربية ، كما اعربت اسرائيل عن استيائها من رغبة جوبا الانضمام للجامعة .
وأضاف البعض الآخر أن السودان – فيبررها رفض رغبة الجنوب الانضمام للجامعة – أشارت الي رفض جوبا الانضمام لتجمع شرق افريقيا كسبب إضافي لاعتراض الخرطوم على انضمام الجنوب للجامعة .
على أية حال ، أوضح الأمين العام أحمد أبو الغيط – في خطابه لسلفا كير رداً على خطابه لأبو الغيط في هذا الشأن – ان الظروف الحالية تتسم بالدقة والحساسية مما يصعب معه بحث هذه الرغبة الان ، مؤكداً ترحيب الجامعة بالتعاون مع جنوب السودان .
8- توافق المشاركون على أن تشمل استراتيجية سياستنا الخارجية تجاه جنوب السودان الاتي بصفة خاصة :
• السعي الي اثبات حسن نوايانا وأننا منفتحون على كافة الأليات التي تستهدف تحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان وغيرها .
• توثيق علاقاتنا الثنائية بالدول ذات التأثير في المنطقة ، و تمثل أوغندا نموذجاً في هذا الشأن .
• ان العائد المنتظر من الدعم المصري لدولة جنوب السودان قد يستغرق بعض الوقت في ضوء عدم استقرار الاوضاع الامنية في البلاد وصعوبة الحصول على الاراضي للمشروعات الاستثمارية في تلك الدولة ، حيث ينص الدستور على أن المجتمعات المحلية هي التي لها حق التصرف في الارض وليس الحكومة في جوبا . هذا فضلاً عن أزمة الدولار وصعوبة إيجاده أو تحويل الارباح للخارج .
ومع ذلك فقد تم التأكيد على أن الصعوبات عاليه لا يجب ان تثني مصر عن المضي قدماً في سياستها التعاونية تجاه جنوب السودان لما لذلك من مردود ايجابي كبير على مصالح مصر وأمنها القومي .