المشاركة في ورشة عمل حول كتاب أبيض بشأن الدفاع الوطني الصيني

بتاريخ 25 أغسطس 2019، شارك وفد من المجلس في ورشة عمل حول كتاب أبيض أصدرته الصين مؤخراً بشأن سياساتها للدفاع الوطني National defense، عقدت بفندق ” سوفيتيل ” القاهرة، بمشاركة السفير الصيني الجديد Liao Liqiang ووفد من وزارة الدفاع الصينية الذي قدم الورقة.

وكان السفير/عزت سعد – مدير المجلس، قد استقبل في وقتٍ سابق الكولونيل Liu Jiaالقائم بأعمال ملحق الدفاع الصيني بالقاهرة ونائبه Fu Xiao  بمقر المجلس في 25 أغسطس 2019، حيث طلب سيادته مشاركة السفير سعد وعدد من أعضاء المجلس المهتمين بالشأن الصيني في أعمال ورشة العمل، وهو ما تم بالفعل( حيث دعُي أعضاء المجموعة الآسيوية للمشاركة، وحضر الزملاء السفراء: هشام الزميتي – أمين عام المجلس، وعلي الحفني – منسق اللجنة الدائمة للشئون الآسيوية، ومحمد نعمان جلال، ورضا الطايفي، ود.أحمد حافظ، و أ.د. محمد كمال أعضاء المجلس).

• في عرضه لأهم ملامح الكتاب الأبيض، وهو النسخة العاشرة من نوعها، أشار رئيس وفد وزارة الدفاع الصينية wuqian مدير مكتب الإعلام والمتحدث باسم الوزارة إلى ما يلي بصفة خاصة:

• أن ورشة العمل المنعقدة بالقاهرة تأتي في إطار أهمية موضوع الكتاب وكذا خصوصية علاقاتهم بمصر في جميع المجالات بما فيها التعاون العسكري والأمني.

• ان الكتاب الأبيض يتناول الجوانب المختلفة للإستراتيجية الدفاعية الصينية ” في العصر الجديد” كما يتصورها الرئيس Xi Jinping في ضوء أسس السياسة الخارجية والأمنية التي عبر عنها في معرض مبادراته المختلفة، خاصة مع الشركاء في إفريقيا والدول العربية ومناطق العالم الأخرى.

• تسلط الورقة الضوء على جهود الصين لتحديث جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني)، بما يتفق والمرحلة الجديدة في ظل رئاسة الرئيس Xi.

• في مداخلته عقب عرض ملامح الكتاب، أبدى السفير عزت سعد بعض الملاحظات العامة، مشيراً إلى ما يلي بوجه خاص:

• أنه ليس من مصلحة أحد، سواء الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية، إندلاع حرب بين القوتين الكبيرتين.

• أن تنامي القدرات العسكرية الصينية، لاسيما البحرية، بات هاجساً كبيراً للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلنطي خاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي المنطقة التي ترجح سيناريوهات الحرب الأمريكية / الصينية وقوعها فيها.

• أن ردود الفعل الصينية على التصعيد الأمريكي ضد الصين في الفترة الأخيرة تتسم بالهدوء والحكمة، في الوقت ذاته تقوم الولايات المتحدة بخطوات مدروسة تسعى إلى توجيه رسالة من خلالها إلى الصين بعدم رضائها، إلا أنها لا تثير ردود فعل عدوانية ضد بكين. وكل ما فعلته الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة هو زيادة وتيرة إرسال سفن حربية عبر مضيق تايوان وإجراء تدريبات عسكرية بدعوى حماية حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وهو ما تفعله فرنسا وبريطانيا أيضاً.

• أن ما تفعله الصين يفعله العديد من الدول لحماية أمنها، إلا أن المشكلة هي أن الولايات المتحدة تحاسب على النوايا.

وقد طرحت سؤالاً في ختام ملاحظاتي حول ما اذا كانت الصين مستعدة للانضمام إلى مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل إبرام معاهدة جديدة تحل محل معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى(INF) التي انسحبت منها الولايات المتحدة في 2 أغسطس الجاري، خاصة وأنه من بين أسباب الانسحاب – حسبما أعلن الأمريكيون – أن الصين تمتلك معظم الصواريخ التي تحظرها المعاهدة في الوقت الذي ليست طرفاً فيها.

• علق رئيس الوفد الصيني على ما ذكرت بأنه يتفق معي تماماً في أن العلاقات الصينية / الأمريكية ” مستقرة ” وليست كما يصور الإعلام وأن المشاكل قائمة بينهما، إلا أنها لن تؤدي إلى مواجهة عسكرية في تقديرهم، مشيراً إلى أن هناك خط ساخن بين وزارتي الدفاع في البلدين وتجري مشاورات منتظمة بينهما، إلا أنه لا يمكن استبعاد الأخطاء، رغم وجود آليات أخرى للإبلاغ المتبادل، خاصة بالنسبة للعمليات العسكرية الكبرى، وأن هناك قيوداً وتعليمات مكتوبة بشأن الصدامات المحتملة بين السفن الصينية ونظيرتها الأمريكية.

وخلص المسئول الصيني إلى القول بأنه عمل ملحقاً للدفاع في واشنطن وأن ” العقل الأمريكي يفضل التعاون على المواجهة “.

أما فيما يتعلق بإمكانية انضمام الصين لمفاوضات حول معاهدة جديدة تحل محل معاهدة الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى (INF)، فقد أكد المسئول الصيني ان بلاده لن تنضم إلى أية مفاوضات في هذا الشأن، حيث لا يمكن مقارنة ما لدى الصين من إمكانات في هذا الشأن بما لدى الأمريكيين. وأضاف أنهم لهذا السبب أدانوا الانسحاب الأمريكي من المعاهدة.

• في مداخلته، أشاد السفير هشام الزميتي بدور الصين في عمليات حفظ السلام حول العالم، خاصة في إفريقيا، مؤكداً تقدير مصر لذلك، كما أشاد بالتعاون العسكري والأمني المصري الصيني.

وقد وجه السفير الزميتي سؤالاً حول ما اذا كانت هناك استراتيجية صينية لمواجهة الولايات المتحدة في دعمها العسكري لتايوان ( صفقة الـــ8 مليارات دولار التي أعلن عنها مؤخراً) وتشجيع الغرب سكان هونج كونج على التمرد على السلطة الإدارية الصينية. وقد رد رئيس الوفد الصيني بأن الكتاب الأبيض يتضمن ردوداً على كل هذه التساؤلات.