ندوة مشتركة مع شبكة المنظمات غير الحكومية الصينية للتشاورات الدولية (CNIE) حول “العلاقة بين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية”
مايو 31, 2021لقاء د. / محمود ضاهر عويس رئيس حزب التشاور الوطنى الصومالى
يونيو 3, 2021
سفير د. صلاح حليمه
تتوالى ما بين فترات زمنية إنتفاضات فلسطينية ، فى مواجهة سلطة “الاحتلال الاسرائيلي ” التى إغتصبت وطن وإحتلت أرض الشعب الفلسطينى ، وترتكب فى حقه جرائم جنائية وسياسية وإنسانية بشعه ، فى انتهاكات صارخة لمواثيق واتفاقات وقرارات دولية ، تهدر بها الحقوق وتقع بها المظالم ، حيث تمارس فى إطارها أعمال قتل وإزهاق ارواح لأطفال ونساء وشيوخ وشباب ، وتدمير مبانى ومنشآت وبنية تحتية ، وممارسات صارخة لفصل عنصرى وتفرقة عنصرية ، وتهجير قسرى من أجل إستيطان فاقد الشرعية ، وتدنيس لأماكن مقدسة ببذاءة واضحة وإستهزاء فج لمشاعر وشعائر أصحاب ديانات سماوية .
من رحم الانتفاضات تسترد الاوطان ، إنتفاضة اليوم فى إطارها القانونى الصحيح هى بين طرفين ، “شعب وطنه محتل من جانب وسلطة احتلال من جانب آخر ” ، . هى إنتفاضة شعب بأطيافه فى القدس والضفه وغزه ،” تحت الاحتلال فى مواجهة سلطة الاحتلال ” ممثلة فى دولة أسرائيل وممارساتها البغيضة . الشعب الفلسطينى يعيش من أجل إستعادة وطنه السليب بل وبمثل الانتفاضة يستشهد فى سبيله . إنتفاضة الشعب الفلسطينى لم تكن قاصرة على الداخل فى فلسطين المحتله وانما إمتدت خارجها بدول الشتات والمهجر وغيرها من دول العالم ، مدعوما على نحو غير مسبوق بقوى ومنظمات سياسية وحقوقية وأهلية ومظاهرات تأييد واعية وإن كانت عفوية ، لشعوب بدول من كل حد وصوب ،فى تضامن مع مواقف لحكومات دول إستيقظ ضميرها لنصرة حقوق مهدرة ورفع مظالم مؤلمه .
لقد شهد العالم إحتجاجات وإدانات ضد سلطة الاحتلال مطالبة بانهائه ، ومنح الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعه . لقد عادت القضية الفلسطينية على يد ابنائها الى مقدمة الاحداث بفضل المقاومة الباسله لشعب إجتمع مع قياداته فى ظل الانتفاضة على قلب رجل واحد . لقد أثارت الانتفاضة اهتمامات شعوب وحكومات ومنظمات اقليمية ودولية بل وزلزلت الكيان الاسرائيلى بل ووصل الامر على المستوى الدولى الى حد تبنى المحكمة الجنائية الدولية موقفا يأخذ بالتحقيق فى جرائم دولية إرتكبتها اسرائيل .
لقد أضحت المقاومة الفلسطينية ـ ولها حق مشروع فى مقاومة الاحتلال أى سلطة الاحتلال طبقا للمواثيق والقوانون الدولية ـ ، طرفا فى قضية الصراع واسترداد الارض والوطن ،وهو الامر الذى يستوجب نبذ الخلافات بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد هياكل السلطة بتحقيق مصالحة حقيقية تتجاوز التباين فى المواقف والتوجهات السياسية والولاءات لاطراف اقليمية أو دولية ، وعلى تلك الاطراف أن تقدم الدعم باشكاله المختلفه فى إطار وحدة الصف والموقف الفلسطينى لفصائله الموحدة فى إطار سلطة واحدة ، مجردة وبعيده عن المزايدات والمناورات السياسية ضيقة الافق ذات المآرب الذاتية .
إن الدول التى طبعت علاقاتها باسرائيل بدعوى شيوع السلام مقابل السلام ، عليها مسئولية أكبر فى توظيف هذا التطبيع لخدمة القضية ، ولا تسمح باستغلالها للنيل منها ، إذ أن مقابل التطبيع ، هو رهن تواصل التطبيع بدفع اسرائيل نحو مفاوضات جاده على أساس حل الدولتين وتأمين الحقوق المشروعه للشعب الفلسطينى بما فى ذلك حقه فى إقامة دولته المستقله على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن تكف اسرائيل عن الاعمال والممارسات المشار اليها ، والتى من شأنها زرع وتنامى الكراهية بين الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى بما يدفع نحو التطرف والعنف والذى يتبلور فى النهاية فى” ممارسة اسرائيل لارهاب الدولة ” على النحو الذى فعلته مؤخرا فى غزة بدعوى التصدى لمنظمة حماس ، والتى كانت ترد على ممارسات سلطة الاحتلال ، فى اطار” المقاومه المشروعه ” للشعب الفلسطينى ضد الانتهاكات الاسرائيلية البشعة فى القدس ومنطقة الشيخ جراح .
إذا كان التطبيع قد جاء على خلفية شيوع السلام بين أطراف المعادلة السياسية فى المنطقة ، فان الشعب الفلسطينى أحد الاطراف الاساسية فى هذه المعادلة ، وهى أمور فى مجملها تنفى عن حماس عندئذ كأحد مكونات هياكل الشعب الفلسطينى مع باقى منظمات المقاومة ، ما وصمت به من أنها منظمة إرهابية ، وهو الامر الذى يتعين على حماس أن تكف معه عن أية ممارسات قد تضعها فى دائرة الشبهة كمنظمة إرهابية .،مثلما على اسرائيل أن تكف عن الحديث والترويج لفكرة الدولة اليهودية القومية العنصرية كبديل لحل الدولتين ، وعن ممارساتها التى توصمها بارهاب الدولة.
لقد بادرت مصر وأنبرت فى إطار إستراتيجى ثابت لرؤية تقضى بالتمسك بتسوية القضية الفلسطنية على أساس حل الدولتين ، وعلى نحو يؤمن الحقوق المشروعه للشعب الفلسطينى ، حتى يتحقق الامن والاستقرار وشيوع السلام فى المنطقة . لقد جاء التحرك المصرى فى هذا الاطارعلى محاور ثلاثة ، الاول ، وقف إطلاق النار وتثبيته فى إطار هدنة ليست بالقصيره ، وهو أمر حققت فيه نجاحا لحد كبير ، والثانى ، إعادة الاعمار وتوفير المساعدات الانسانية حيث اضطلعت بدور ريادى فى هذا الصدد بتقديم نصف مليار دولار لعملية اعادة الاعمار كما فتحت معبر رفح بالاضافة لتوفير مساعدات غذائية وطبية بل وإنشاء مستشفى مصرية فى غزة ، بجانب معالجة الجرحى فى مستشفيات مصرية، مناشدة دول وشعوب ومنظمات اقليمية ودولية الاسهام فى عملية اعادة الاعمار، بما يهيئ المناخ المناسب للمحور الثالث من واقع ما يتم إنجازه على هذين المحورين ،وهو استئناف مفاوضات بين طرفى المعادلة وهما الشعب الفلسطينى ممثلا فى السلطة الفلسطينية تحت قيادة واحدة ، وسلطة الاحتلال ممثلة فى الكيان الاسرائيلى .
لقد حظى التحرك المصرى الرائد والجسور فى مواجهة هذه التطورات ، بتقدير وإحترام وإشادة من جانب الشعب الفلسطينى وقياداته ، ومن دول وشعوب ومنظمات إقليمية ودولية ،وهو الامر الذى يستوجب مع تواصل هذا الدور بنجاحاته المحققة حتى الآن إستثمار هذا الزخم فى المضى نحو تدشين المحور الثالث الخاص باستئناف المفاوضات بين طرفى المعادلة وهما قيادتى الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى فى إطار الرباعية الدولية وعلى مرجعية الشرعية الدولية ، ومن منطلق مبادرة السلام العربية القائمة على أساس حل الدولتين .