فى «مائدة مستديرة» بالمجلس المصرى للشئون الخارجية دعوة لإيجاد صيغة «توافقية عربية» بشأن وضع سوريا فى «الجامعة»
سبتمبر 27, 2021شهادة أممية للتجربة المصرية
سبتمبر 28, 2021
بتاريخ 27 سبتمبر 2021، نظًم المجلس ندوة، عرض فيها السفير د./ منير زهران، رئيس المجلس، لكتابه المُسمَّى “شاهد على الدبلوماسية المصرية فى نصف قرن”، الصادر مؤخراً عن دار الشروق. وافتتح الندوة السفير/ عبد الرؤوف الريدى، الرئيس الشرفى المجلس، الذى أشاد بماهية الكتاب، وأكَّد على أهميته للمكتبة العربية، لاسيَّما وأنه كتاب يجمع بين الجانبين العملى والنظرى، عبر خبرة تاريخية طويلة، ترسَّخت على مدار ستين عاماً، قضاها د./ زهران فى أروقة الدبلوماسية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى المختلفة. ولقد حضر اللقاء كثيرٌ من أعضاء المجلس، وغيرهم.
وقد استهل د./ زهران حديثه بتقديم شكره للمجلس على تنظيم الندوة، وكذا للحضور، متطرقاً إلى “كواليس” تأليف الكتاب ومراحل كتابته، وكذا أسباب اختيار عناوين فصوله. مشيراً فى هذا الصدد إلى أنه قد بدأ مسودته الأولى وفقاً للمنطق الديكارتى فى الكتابة، الذى ينطلق من مقدمة وثلاثة فصول على الأكثر وخاتمة، ثم لم يلبث أن أخذ الكتاب الشكل الشائع اليوم، المتعدد الفصول، نظراً لمادته الدسمة وثرائها، وكثرة فروعها. وفى هذا السياق، يُشَار إلى أن الكتاب يقع فى عشرين فصلاً؛ تناول مصر فى عام 1935، والنشأة وسنوات الصبا، وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى، فالانخراط فى العمل الدبلوماسى، بما تخلله من أزمات يونيو 67 وحرب أكتوبر 1973، فدور الكاتب فى الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدنى… إلخ.
فى سياقٍ متصل، لمست المناقشات عدة نقاط، يمكن إيجازها فيما يلى:
-
أن الاتحاد السوفييتى قام بتوريط مصر فى حرب 1967، وتربَّصت بها الولايات المتحدة بعد عناد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعدم الانسحاب من اليمن.
-
لم تتم دراسة أسباب وانعكاسات حرب 1967 حتى الآن، ويجب أن يتم إعداد مثل هذه الدراسة لأهميتها، واستخلاص الدروس للمستقبل. ولولا الحروب التى خاضتها مصر، لأصبحت فى ركاب الدول المتقدمة.
-
أهمية حركة عدم الانحياز، ودورها فى توعية شعوب الدول النامية؛ لمواجهة تحديات الدول المتقدمة وضغوطها.
-
أهمية الكتاب محل العرض، ودوره فى توعية الشباب والأجيال القادمة للتحديات التى تواجه مصر على المستوى الدولى؛ استفادةً من تجارب السفراء السابقين، حيث أن الكتاب يعتبر تثقيفياً وتعليمياً، وليس مجرد مذكرات.
-
فيما أثاره البعض من أن المؤلف قد استعان بمصادر كثيرة فى كتابه المهم، ليس من بينها أرشيف وزارة الخارجية المصرية، كان رد المؤلف أنه لم يحاول ذلك بعد خروجه من الخدمة بالوزارة، أى منذ أواخر تسعينيات القرن الماضى.
-
فيما يرتبط بتعليق البعض بضرورة الاهتمام بالحوار الذى جرى مع المرحوم د./ عبد الله العريان مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية عام 1967، والذى كان من رأيه أنه كان يلزم تبرير قرار الرئيس عبد الناصر بحصار خليج العقبة، ومنع مرور سفن إسرائيل فيه، لأن وجود إسرائيل فى إيلات غير شرعى – كان رد المؤلف بأن وزير الخارجية لم يطلب تبريراً لقرار الرئيس، ودائماً حكم القانون الدولى فى القرار الذى اتخذه الرئيس.
فكانت المذكرة التى أعدها المؤلف تستند إلى حكم القانون الدولى، ومخالفة قرار الرئيس جمال عبد الناصر للالتزامات التى وافق عليها عام 1957 مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء فى مارس 1957، وهى الموافقة على حرية مرور السفن الإسرائيلية فى خليج العقبة، ولضمان ذلك تمركزت قوات الطوارىء الدولية فى سيناء.
-
يعتبر الكتاب إضافة هامة لما كتبه وزراء الخارجية السابقين من مذكرات وتكملة لها، وبصفة خاصة مذكرات كلٍ من المرحوم السفير د./ أشرف غربال والسفير/ عبد الرؤوف الريدى، وكان الاثنان سفيرين لمصر فى واشنطن التى خدم فيها أيضاً السفير/ منير زهران مرتين؛ الأولى عندما كانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بعد حرب 1967، والثانية بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد حرب أكتوبر فى عام 1974.
-
الاستفادة من الشخصيات التى عاصرها المؤلف، وخاصة السنهورى باشا ومصطفى خليل وأساتذة الشريعة الإسلامية، وخاصة الشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد أبو زهرة، والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطىء)، والدكتور سعيد النجار، والدكتور محمد حسن الزيات.
-
أهمية الاستفادة من تجارب ومذكرات السفراء الأجانب الذين خدموا فى مصر، خاصة سفراء الولايات المتحدة.
-
لم يُشِر الكتاب إلى أحداث هامة انعكست سلباً على البعد الأفريقى لسياسة مصر الخارجية، وخاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسنى مبارك فى إثيوبيا، التى انعكست على عدم مشاركة مصر على المستوى الرئاسى فى القمم الأفريقية اللاحقة، وهو ما انعكس لاحقاً على الموقف الأفريقى المتعاطف مع إثيوبيا فى أزمة سد النهضة.
-
موقف الرئيس مبارك المؤيد لتركيا على حساب سوريا، والتسليم بجميع مطالب تركيا، وهو ما زاد من مطامعها فى كلٍ من سوريا والعراق فيما بعد.
-
الإعراب عن الأسف لعدم إحاطة وفد مصر الدائم فى نيويورك بتطورات حرب 1973، أثناء وجود وزير الخارجية السابق الدكتور محمد حسن الزيات فى دورة الجمعية العامة بدون معرفة تلك التطورات بعد العشرة أيام الأولى من الحرب، وهو مَن كان يدافع عن القضية المصرية ببسالة، وبدون أن يعرف من البداية بتاريخ بدء حرب أكتوبر عندما سافر إلى نيويورك.
-
توجيه المؤلف بأهمية معرفة الدارسين للعلوم السياسية والمعهد الدبلوماسى للأجهزة الاستشارية والرقابية لمنظمات الأمم المتحدة وكيفية التنسيق فيما بينها، وفيما بين أنشطتها، ومنها الأجهزة الاستشارية للإدارة والميزانية، وجهاز التنسيق (CEB)، وجهاز المحاسبات (BOA)، وجهاز التفتيش (JIU)، وتنسيق الأنشطة فى المحيطات والمياه والطاقة.