فى ندوة “عملية اصطياد الديك الرومى.. ليس فى التاريخ شىء اسمه حرب 67”
نوفمبر 22, 2021خلال زيارة سفيرة البرتغال بمصر للمجلس
نوفمبر 29, 2021
رئيس المجلس: تداعيات خطيرة لـ Covid-19على الأنظمة
الدولية والإقليمية والوطنية فى السنوات القادمة
ركّز السفير د./ منير زهران رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية على البُعد الدولى لأزمة وباء Covid-19، فى كلمته التى ألقاها بالجلسة الأولى من القمة الافتراضية حول “مراكز الفكر فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”؛ والتى جاءت تحت عنوان: “أثر وباء Covid-19 على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الاستمرارية والتغير”؛ حيث نظَّم القمة الافتراضية برنامج مراكز الفكر ومنظمات المجتمع المدنى، التابع لجامعة بنسلفانيا، بالتعاون مع مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات)، بتاريخ 23 نوفمبر 2021.
و أشار رئيس المجلس إلى ” أن عالمنا اليوم يواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة، نتيجة لتفشى جائحة Covid-19. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يشهد التاريخ البشرى المعاصر أزمة بهذا الحجم الهائل، من حيث اتساع نطاق انتشارها، وطول مدتها، وشدته؛ مما يسفر عن تداعيات خطيرة على الأنظمة الدولية والإقليمية والوطنية، فى السنوات القادمة.
وأضاف أنه، كما هو الحال فى أجزاء أخرى من العالم، كان التأثير الاقتصادى لـ Covid-19 شديدًا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث عانى العديد من دول المنطقة من الركود، فيما تأثر مصدرو ومستوردو الهيدروكربونات- على السواء- فى المتوسط. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن ركود عام 2020، جاء بعد أداء نمو متواضع فى النصف الثانى من العقد الثانى من هذه الألفية. وقد أصابت جائحة Covid-19 الاقتصادات الراكدة والهشة، من الناحية الاقتصادية الكلية، فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث فرضت: تطبيق إجراءات الإغلاق، وتوقف سلاسل التوريد، والانخفاض الحاد فى عائدات السياحة وتحويلات العمالة، وتقلب أسعار النفط.
وذكر أنه مع استثناءات قليلة، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول الأوروبية أربع موجات من الجائحة. ومع ذلك، من الصعب إجراء تحليل مقارن عبر البلدان لقياس مدى شدة العدوى؛ بسبب عدم كفاية أنظمة التشخيص والإبلاغ، فى بعض البلدان.
وأوضح أنه مع ذلك، وعلى الرغم من فجوة البيانات، فيُذكَر أن حالات الوفاة لكل مليون شخص فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هى أقل منها فى الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا وأمريكا اللاتينية. ويُشَار- فى هذا الصدد- إلى أن لبنان وتونس والأردن وإيران وفلسطين، قد سجَّلوا أعلى نسبة وفيات لكل مليون نسمة.
ورأى أنه بينما يكافح العالم للحد من تأثير Covid-19، من خلال التطعيمات الجماعية، تَظهَر أشكال أخرى من عدم المساواة؛ بالنظر إلى أن توزيع اللقاحات بين البلدان غير متكافئ للغاية، والبلدان الأفريقية هى الأقل حظاً.
وقال: إننا نواجه إحدى الأزمات الاقتصادية العالمية، التى بدأت منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، مروراً بالأزمة المالية العاصفة لعام 2008، وتأثيراتها السلبية المتتالية على النظام العالمى، وعلى مبادئ الحرية والديموقراطية والحريات الأساسية. ومما يُؤسَف له فى هذا الصدد، فشل مجلس الأمن فى اتخاذ إجراءات فى عام 2020؛ لمواجهة جائحة Covid-19؛ بسبب الخلافات التى احتدمت بين الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى، خاصة بسبب مواقف الولايات المتحدة، من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى.
ونوه إلى أنه صدر بيان للأمم المتحدة، فى نيويورك، فى 23 أبريل 2020، اعتبر المهاجرين واللاجئين والمشردين الفئاتَ الأكثر عرضة لخطر الوباء ولأنْ يصبحوا ضحايا له؛ حيث أغلقت أكثر من 131 دولة حدودها: كإجراء وقائى ضد مخاطر الوباء، فيما سمحت 30 دولة فقط بإعفاءات لطالبى اللجوء.
ومن ثمَّ، ينبغى للأمين العام للأمم المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة، بما فى ذلك المؤسسات المالية الدولية، إنتاج وتعزيز شبكات التوريد بطريقة شفافة ومُنصِفة وفعَّالة، وكذا العمل على توزيع الأدوات والتحليلات الوقائية اللازمة للقضاء على فيروس Covid-19، بما فى ذلك اللقاحات، بهدف إتاحتها لجميع المحتاجين، وخاصة البلدان النامية.
فى ذات السياق، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود؛ لتعبئة الموارد لتمويل اللقاحات والأدوية والتكنولوجيا؛ لدعم التعاون العلمى الدولى اللازم لمواجهة الوباء، ولتعزيز التنسيق مع القطاع الخاص؛ لتطوير وتصنيع وإنتاج وتوزيع الأدوية المضادة للفيروسات والأجهزة الوقائية؛ وكذا التطعيمات لتحقيق الكفاءة والأمان فى إطارٍ من التوازن والإنصاف.