تأثيرات الأزمة الأوكرانية على السياسات الروسية في بؤر الصراعات العربية
مارس 30, 2022سداسية وزراء الخارجية فى النقب
أبريل 5, 2022
بتاريخ 31 مارس 2022، نظَّم المجلس ندوة عرض فيها الكاتب الصحفى/ عاطف الغمرى لكتابه “الإخوان الماسون: وثائق الارتباط بين الجماعة والماسونية العالمية”، الصادر حديثاً عن المكتب المصرى الحديث. وافتتح اللقاء السفير د./ منير زهران رئيس المجلس، وشارك فيها عددٌ من أعضاء المجلس.
والكتاب المكوَّن من 12 فصلاً يعرض أسراراً وثائقية للحركة الماسونية العالمية وكذا جماعة الإخوان المسلمين، قد أبرز فى طيَّاته أوجه التوافق الفريد والدقيق فيما بين الماسون والإخوان؛ إذ بيَّن أن هذين التنظيمين السريّين يتفقان على عدم الإيمان بوطن، وعدم الاعتراف بالحدود الوطنية، وبأن الدول فى حسابات كليهما هى حكومة عالمية واحدة عند الماسون، ودولة خلافة واحدة عند الإخوان، وهى فى شرعهم إحياء للخلافة العثمانية. كما يتفق كلاهما فى ذات الطقوس، من قبيل أداء قَسَم الولاء والطاعة فى غرفة مظلمة، ووضع العضو يده على المصحف والمسدس عند الإخوان، وعلى الكتاب المقدس عند الماسون، وقبوله إنزال أشد عقوبة به فى حال أفشى أسرار ما يجرى داخل التنظيم. بالمثل، تتسابه القيادة الفوقية عند التنظيمين، والتى رسمت لنفسها هالة من التميز، مدججة بقواعد صارمة تحرم على مَن هم فى قاعدة التنظيم معرفة اهدافه الحقيقية، والتى يُحظَر على غير القادة المعدودين العلم بها.
يبيِّن الكاتب أن هناك تماثلاً بين اسمَى التنظيمين؛ الإخوان والماسون؛ فالتعريف بالأعضاء هو بكلمة “Brotherhood”، وهى الترجمة الإنجليزية لكلمة الإخوان، وهى نفسها المستعملة حرفياً لوصف العلاقة فيما بين الأعضاء الماسون. كما أن هناك تشابهاً فى عملية إقناع الأعضاء فى التنظيمين، بأنهم أصحاب رسالة؛ فهم الجماعة الأفضل فى فكر الإخوان، وهم الطائفة الأسمى لدى الماسون. وقد دفع ذلك سيد قطب إلى القول بأن مَن ليسوا فى الجماعة كفار، حتى أن فكرة أستاذية العالم التى روَّج لها حسن البنا منذ إنشاء التنظيم هى نفسها عقيدة الماسون. فى سياقٍ متصل، هناك توافق مدهش بين اسم البنا، الذى أطلقته عائلة حسن البنا على نفسها، بعد التخلى عن اللقب الأصلى للعائلة وهو الساعاتى، وبين الاسم الأصلى للماسون وهو البناؤون، كما اتفقت معظم المراجع على أن حسن البنا كان أصلاً ماسونياً، وكذا سيد قطب الذى اعترف كتابةً بذلك.
من جهةٍ أخرى، سلّط الكتاب الضوء على مشاركة الحركة الماسونية فى بريطانيا والمخابرات البريطانية معاً فى تهيئة الظروف أمام حسن البنا لإنشاء تنظيم الإخوان، وفى مدينة الإسماعيلية تحديداً، حيث مقر سلطة الاحتلال البريطانى. كما أوضح ان بريطانيا لم تكن تاريخياً بعيدة عن دعم ورعاية الوجود الماسونى فى مصر، وذلك على إثر هزيمة الثورة العرابية، وبداية الاحتلال الإنجليزى عام 1882. فى ذات السياق، تؤكد الشواهد أن التنظيمين قد مارسا نفس لعبة إشعال الحروب والنزاعات المسلحة؛ فقد بدأ هذا تاريخياً عند الماسون فى الولايات المتحدة، وهو ما فعله – ولا يزال – الإخوان فى الشرق الأوسط. وبالمثل، ارتبط بكليهما أسلوب المؤامرات والمراوغة، بحسب وثائق المخابرات البريطانية والأمريكية التى استعان بها الكتاب، والتى من بينها على سبيل المثال ما اعترف به جهاز المخابرات البريطانى عن المؤامرة التى كلّف بها ذلك الجهاز جماعة الإخوان بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى حادث المنشية عام 1954، وأيضاً دور الإخوان فى تنفيذ مشروع تمزيق منطقة الشرق الأوسط، وبالفوضى الخلاقة وتغيير الانظمة.
كما استثارت المعلومات ذات الصلة سؤالاً جوهرياً: إذا كانت الجماعة تعمل – كما تقول – من أجل الإسلام، فهل من الإسلام خيانة الوطن؟ وذلك بالنظر إلى أن الوثائق تسجل موقفهم أثناء العدوان الإسرائيلى على مصر عام 1967، مشيرةً إلى انقسام آرائهم، حيث كان رأى المجموعة القطبية يتمثل فى عدم تأييد موقف عبد الناصر من هجوم إسرائيل، حتى ولو كان عبد الناصر يحارب عدواً للإسلام، على حد تعبيرهم. هذا، وقد أشار الكاتب إلى ان كثيراً من الدراسات تتوقف أمام هوية جماعة الإخوان، وترى أن انغماسها فى علاقات سياسية خارجية قد نتج عن تحولها من جماعة دينية إلى كيان يعمل بالسياسة.