كلمة السفير د./ عزت سعد في الجلسة الختامية من المنتدى الثالث لشبكة طريق الحرير لمنظمات المجتمع المدني (SIRONET) المنعقد تحت عنوان “People-to-People Bonds”
أكتوبر 22, 2023كلمة الدكتور عزت سعد فى ندوة مركز المعلومات العلمية والتحليلية التابع لمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية حول “الشرق الأوسط في نظام عالمي متغير” تحت عنوان “أمن الشرق الأوسط في أعقاب “طوفان الأقصى”
أكتوبر 30, 2023
بتاريخ 26 أكتوبر 2023، نظم المجلس لقاء مع السيد السفير/ محمد العرابي، رئيس المجلس، للحديث عن تجربته كوزير سابق للخارجية المصرية في ظل ظروف دقيقة من تاريخ البلاد، بالإضافة إلى خبرته في العمل الدبلوماسي، و بصفة خاصة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
شارك في اللقاء عدد من أعضاء المجلس، بالإضافة إلى عدد من الكوادر الشابة من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ومن وزارة الخارجية المصرية.
تناول اللقاء ما يلي بصفة خاصة:
-
تحدث السيد السفير محمد العرابي عن خبرته الشخصية في خلال عمله كوزير سابق للخارجية المصرية، وذلك في ظل الظروف العصيبة التي شهدتها البلاد في عام 2011، كما استطرد في الحديث عن عمله كدبلوماسي، حيث بدأ في العمل بوزارة الخارجية المصرية في عام 1976، متحدثاً بشكل خاص عن فترة خدمته في كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
-
ذكر السفير محمد العرابي، أنه خلال فترة عمله كدبلوماسي عاصر عدداً من الأحداث الهامة في تلك الفترة، هذه الأحداث تمثلت في زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى القدس، واتفاقية كامب ديفيد، ومؤتمر بغداد، وحادثة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
-
كما أشار السيد السفير إلى تأثير كل من بطرس بطرس غالي وعمرو موسى على شخصيته. أما فيما يتعلق بخدمته، خدم في سفارة مصر بالكويت، ثم في لندن في الفترة من 1984-1988 خلال فترة مارجريت تاتشر و ميخائيل غورباتشوف، ثم انتقل إلى الخدمة في واشنطن، ومن بعدها الخدمة في تل أبيب في الفترة من 1994-1998 في وقت اغتيال السادات والإنتاج المشترك الفلسطيني و الإسرائيلي و الأمريكي، شاهداً بذلك على القرارات الحاسمة لإدارة مكتب عمرو موسى آنذاك، وأخيراً سفيراً لمصر في ألمانيا في الفترة من 2001-2008 معاصراً أحداث 11 سبتمبر، وفي عام 2008 شغل منصب مساعد الوزير أحمد أبو الغيط للشئون الوزارية.
-
وإلى جانب عمل السيد السفير كدبلوماسي، انتقل للخدمة في وزارة النقل، وفي تلك الفترة تم إبلاغه من قِبل الفريق سامي عنان بالاستعداد ليكون وزيراً الخارجية في ذلك الوقت، واصفاً تلك الفترة بأنها مثمرة على الرغم من قصر مدة الخدمة في حقيبة وزارة الخارجية، مضيفاً أن يوم حلف اليمين كان يوماً مميزاً، وفيما يتعلق بالتوجيهات التي تم تقديمها لسيادته في تلك الفترة تمثلت في أهمية الهدوء وعدم تقديم تصريحات أو قرارات من شأنها إثارة الرأي العام تجنباً لحدوث مظاهرات ضد المجلس العسكري آنذاك، في إشارة إلى ضرورة الهدوء في السياسة الخارجية المصرية بما في ذلك ما يتعلق بسوريا وموضوع الحريات في السودان.
-
أوضح سيادة السفير أنه في خلال فترة رئاسته لحقيبة وزارة الخارجية كان التحرك آنذاك في السياسة الخارجية المصرية مُنصباً على الدول العربية والإفريقية، واصفاً تلك الفترة بأنها عصيبة لوجود العديد من التحديات آنذاك، فضلاً عن النقد الموجه لشخصه كونه ممن خدموا في فترة الرئيس الراحل حسني مبارك.
-
أما فيما يتعلق باستقالة سيادته من منصب وزير الخارجية المصرية، فأوضح أنها كانت وفق اتفاق مع الدكتور عصام شرف بعدم إدراجه في حقيبة وزارية في التغيير الوزاري القادم في ذلك الوقت، موضحاً أن استقالته تم الإعلان عنها في الإعلام على الرغم من عدم وجود ورقة تفي بذلك حينها.
-
أشار السفير العرابي إلى فترة خدمته كسفير لمصر في إسرائيل، بأنها فترة هامة كانت تتسم بشعور الدخول على المجهول والإحساس بأن إسرائيل دولة عدو وكبيرة في ذات الوقت، ولكن في الواقع هم شعب عادي يصل لحد الترهل في العسكرية، مضيفاً أنه كان من المفيد فهم نفسية دولة إسرائيل وشعبها، حيث لديهم قدر من الوحدة فيما بينهم نتيجة الخطر الذي يعيشون فيه، وفي مقاربة مع عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر من العام الجاري، كان ذلك بمثابة إحلال نفسية جديدة للشعب والجيش الإسرائيلي، موضحاً أنه في إسرائيل لا يوجد فرق بين الجيش والشعب لكون كل منهم مسلح. أما مكانة المصريين في إسرائيل فهي كبيرة وتمثل أعلى درجة في إسرائيل.
-
أما فترة خدمة سيادته في واشنطن، فكانت فترة هامة حيث أن واشنطن عاصمة العالم، وأن واشنطن مدرسة كبيرة، مضيفاً أن السفارة المصرية في واشنطن كانت مليئة بأسماء كبيرة ذات قامة في ذلك الوقت، وكان عمل سيادته في السفارة يتعلق بملف اللوبي اليهودي، ومن الملفات الهامة في ذلك الوقت في خلال خدمته هو إعفاء مصر من الديون العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان ذلك بمثابة تأهيل لدخول مصر نادي باريس بعد إعادة جدولة الديون. وتتميز مصر بوجود استراتيجية استباقية لها واستغلال للموقف وذلك في موضوع إعفاء مصر من الديون العسكرية.
-
في هذا السياق، وصف السفير محمد العرابي فترة العمل في وزارة الخارجية بأنها فترة عمل شيقة ومثيرة، ارتبطت بعدة أحداث كل منها يفصلها 10 سنوات، حيث شملت تلك الأحداث الحادي عشر من سبتمبر، والربيع العربي، ومن ثم تقلصت تلك الفترة بداية من جائحة كورونا في عام 2020، وانسحاب أمريكا من أفغانستان عام 2021، وتبعه الصراع في السودان وغزة في العام الجاري 2023، ومن ثم أصبح هناك تغير في خريطة العلاقات الدولية.
-
وذكر سيادته أن فترة عمله نائباً بمجلس النواب بمثابة فترة مهمة وذات فائدة.
-
وفي ختام كلمة سيادته حول خبرته الشخصية، تم توجيه الشكر لسيادته على مشاركته خبرته القيمة والحافلة، وفي هذا الصدد، برزت نقاشات وتساؤل حول السيناريوهات المحتملة بشأن الأوضاع الحالية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مجيباً سيادته أنه من المسلمات تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، ويوجد اعتقاد بأن السلام المصري الإسرائيلي سيصمد لأن تكلفة السلام أقل من الحرب، ولكن يوجد إصرار إسرائيلي لاستعادة هيمنة الجيش الإسرائيلي، كما أن السابع من أكتوبر سيكون نقطة تحول في الأداء الإسرائيلي في الأثر البعيد، وسيكون هناك نمط الضرب والتراجع سيمتد أكثر للثلث السكاني لشمال غزة، وسيكون هناك ضغط على الشعب في غزة يمكن أن يستمر لنهاية السنة وإحتمالية إنشاء منطقة عازلة، مضيفاً أن موضوع التهجير لن يحدث لقوة مصر واتسام سياستها الخارجية بالرصانة والحكمة.
-
كما تم اقتراح عمل عصف ذهني وتقديم مخرجات تفيد مصر وتقديم المجلس مساهمة في هذا الصدد.
-
استطرد السفير أن الأحداث في إسرائيل المتمثلة في تعديل النظام القضائي و ثورة الرأي العام على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، جعلت الدولة شرق أوسطية مصبوغة بصبغة المنطقة، والأحداث الحالية في العالم توضح نقص وجود قيادة في العالم ونقص القيادات الحكيمة.
-
في سياق متصل، أشار سيادته إلى أن مصر الآن تعيش في حزام من نار، مضيفاً أن الوقت الحالي ليس لتقسيم الشرق الأوسط بل عمل دولتين داخل الدولة الواحدة، والسمة الأساسية في الشرق الأوسط هي إبقاء الوضع كما هو عليه وليس التقسيم.
-
وفيما يتعلق بوجود لاجئين سودانيين ورفض تهجير الفلسطينيين، أشار السيد السفير إلى أن السودانيين سيعودون لوطنهم في حين أن تهجير الفلسطينيين سيقضي على القضية الفلسطيني وسيفضي إلى انتهائها، مضيفاً أن رام الله ستكون نواة لكيان فلسطيني ولكن ستبقي المعضلة فيمن سيتولى القيادة، وتعليقاُعلى التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل فإن ذلك جزء من الخداع ولن يتم التطبيع بين الدولتين.
-
وفي تعقيب على قمة القاهرة للسلام، أوضح أنه كان الهدف منها تحريك موقف، وترسيخ فكرة معالجة الجذور لا القشور.