بيان المجلس بمناسبة اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية
مايو 23, 2024بيان المجلس المصري للشئون الخارجية بشأن قرار الكنيست الإسرائيلي بمعارضة إقامة دولة فلسطين
يونيو 22, 2024بتاريخ 31 مايو 2024، عُقدت الدورة ال16 لمؤتمر إسطنبول للأمن، وذلك بالتنسيق بين منظمة كونراد أديناور، و جامعة باشكنت التركية BAȘKENT University. وكان العنوان الرئيسي للمؤتمر “إعادة ترتيبات الأمن العالمي”.
شارك في المؤتمر السفير/ مروان بدر، ممثلاً عن المجلس المصري للشئون الخارجية.
وفيما يلي التفاصيل بشأن المؤتمر:
1- انقسم المتحدثون في المؤتمر إلى 3 مجموعات:
- المجموعة الأولى: ألمانية، ومثلها عدد من أعضاء البرلمان، ووزارة الخارجية، والجامعات والمراكز البحثية، ومنظمة كونراد أديناور.
- المجموعة الثانية: تركيا، وكان على رأسها مستشار الأمن القومي للرئيس رجب طيب أردوغان، وأساتذة جامعيين، وسفراء سابقين.
- المجموعة الثالثة: ممثلين عن عدد من دول البحر الأسود والقوقاز (أذربيجان – أرمينيا – ورومانيا – وجورجيا)، والمجلس الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي.
2- أما المشاركون فكانوا عدة دول من ضمنها مصر وليبيا والجزائر.
3- كانت أهم الموضوعات التي ركز عليها المؤتمر:
أ- الأمن في القارة الأوروبية في ضوء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
ب- الأمن في البحر الأسود وضمان عدم عسكرته، وتأمين المضايق في ضوء تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.
ج- الوضع في القوقاز وعلاقات دوله بروسيا الإتحادية.
د- التنافس الصيني الأمريكي، وانعكاساته على الأوضاع الأمنية في أوروبا، ولاسيما في ضوء الدور المتنامي للصين عالمياً وسياسياً واقتصادياً وتجارياً.
ه- تطورات الوضع في القارة الإفريقية بصفة عامة، ومنطقة القرن الإفريقي والبحيرات بصفة خاصة.
و- الوضع في غزة.
وفيما يلي الموضوعات السابق ذكرها بشكل أكثر تفصيلاً:
4- الأمن في القارة الأوروبية:
- كان هناك إجماع حول انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الأوروبي، وضرورة عدم السماح لروسيا بتحقيق أهدافها الجيوسياسية من خلال عدوانها على أوكرانيا، وضرورة التصدي لها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وأوضح أكثر من متحدث أن الأزمة التي تواجهها أوروبا حالياً لم تبدأ بالعدوان الروسي على أوكرانيا، ولكن ترجع بداياتها إلى العدوان الروسي على جورجيا، ومن بعدها القرم، دون التصدي لذلك العدوان، وهو ما شجع روسيا على الاستمرار في سياساتها العدوانية والتوسعية.
وانتقد بعض نواب البرلمان الألماني موقف مستشار ألمانيا المتردد في التصدي للعدوان الروسي على أوكرانيا. كما انتقد البعض مطالبة دول مثل ألمانيا وإيطاليا الدول الأوروبية الأخرى في فرض عقوبات على روسيا، في الوقت الذي يستمر فيه التبادل التجاري بين الدولتين وروسيا والذي يتجاوز بلايين الدولارات سنوياً.
- أكد عدد من المتحدثين، ولاسيما تركيا والمجر ضرورة السعي لحل سلمي للنزاع، وأخذ مشاغل روسيا في الاعتبار، وأن تكون جزءاً من أي ترتيبات أمنية مستقبلية للأمن في القارة الأوروبية. وأكدت تركيا على إدانتها للعدوان الروسي على أوكرانيا، ولكنها أكدت في نفس الوقت عدم تطبيقها للعقوبات على روسيا لعدم جدواها.
- أعرب عدد من المتحدثين عن أهمية أن تعتمد أوروبا على نفسها في تحقيق الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية، دون إغفال أهمية الدور الأمريكي المساند في هذا الصدد، والذي لايمكن الاستغناء عنه كلياً.
5- الأمن في البحر الأسود:
- أكد أكثر من متحدث على أهمية الحفاظ على الأمن في البحر الأسود وعدم عسكرته، والدور التركي في هذا الصدد، ومخاطر تهديد خطوط النفط والغاز، والكابلات البحرية، والمسيرات، وصولاً للتهديد النووي، وإعادة رسم الحدود. وقد أشار عدد من المتحدثين الأتراك إلى ما سعت إليه تركيا لضم روسيا لأطر التعاون الأوروبي، والذي أصبح الآن من الصعب تحقيقه بعد عدوانها على أوكرانيا، والإشادة بحرص تركيا على تنفيذ التزاماتها بأمن المضايق في إطار اتفاقية مونترو.
6- أعرب المتحدثون من دول القوقاز على قلق بلادهم من السياسات الروسية تجاه دولهم، وضرورة التوصل لصيغة للتوافق مع روسيا، باعتبارها حقيقة جغرافية في المنطقة لا يمكن إغفالها، ولكن في نفس الوقت أهمية التصدي لسياساتها من الهيمنة والتدخل في شئون الدول المنطقة.
7- دار نقاشاً مطولاً حول التنافس الصيني الأمريكي، وانعكاساته على الأوضاع الأمنية في أوروبا، وكان واضحاً القلق المتزايد من الدور الصيني المتنامي على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري، وضرورة العمل على تحجيمه من خلال تقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد من الصين، والإهتمام بدول مما يمكن تسميتها بدول الممر مثل دول القوقاز في الربط بين غرب آسيا وشرق أوروبا ومن ورائها غرب أوروبا.
8- شغلت التطورات في غزة حيزاً محدوداً من المناقشات في المؤتمر، قد أكد المشاركون الأتراك أهمية عدم إزدواجية المعايير في معرض المقارنة بين الأوضاع في غزة والأوضاع في أوكرانيا، والموقف الأوروبي من كل منها، وقد تناول أكثر من متحدث ألماني العلاقات التاريخية بين ألمانيا واليهود ومن ثم التزاماتها بأمن إسرائيل وضمان عدم تعرضها للعدوان، ولكن في نفس الوقت، ضرورة التزامها بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
9- تناول المؤتمر الأوضاع في القارة الإفريقية بصفة عامة، والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات بصفة خاصة، وفي هذا الصدد، تم الإشارة إلى الزيادة السكانية المتنامية في عدد من الدول الإفريقية، وعلى رأسها مصر وإثيوبيا ونيجيريا والكونغو، حيث من المنتظر أن يصل عدد سكان هذه الدول خلال السنوات القليلة القادمة إلى مئات الملايين، مما يمثل عبئاً على مواردها الطبيعية، ويُزيد من فرص الاضطرابات، وعدم الاستقرار، والنزاعات المسلحة، والهجرة.
10- وفي هذا الصدد، تم التأكيد على أهمية إعادة النظر في أسلوب التعامل مع الدول الإفريقية، بما يُمكنها من الاستفادة من مواردها الطبيعية، والتصدي لما قد تواجهه من مشاكل تغير المناخ والبيئة، وهو ما يجب أن تقوم به الدول المتنافسة في إفريقيا ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية.
11- استعرض مدير مكتب كونراد أديناور بكمبالا – والذي يُغطي نشاطه دول الشرق الإفريقي ومنطقة البحيرات – الأوضاع المتردية في هذه المنطقة، ولاسيما في السودان والصومال، والاحتمالات المتزايدة لتفاقم الأوضاع في البلدين، وإنعكاساتها السلبية على دول الجوار، وألقى باللوم على إثيوبيا وسياساتها في المنطقة، ولاسيما سعيها للحصول على منفذ بحري سيادي، واتفاقها مع جمهورية أرض الصومال على ذلك، والذي كان من بين تداعياته المباشرة استقطاب حركة الشباب الصومالية لأعداد متزايدة من المتطوعين للتصدي لسياسات إثيوبيا العدوانية.
12- استعرضت مديرة شمال وشرق إفريقيا بالخارجية التركية، السياسة التركية تجاه القارة، وما شهدته من تطورات إيجابية وإنجازات في ضوء الاستراتيجية التي تبنتها عام 1998، وحظيت باهتمام الرئيس أردوغان شخصياً اعتبارا من 2002، ومن مظاهر ذلك:
- أنه أصبح لتركيا تمثيل دبلوماسي في 44 دولة إفريقية، وتم ربط 42 دولة إفريقية بتركيا من خلال مد خطوط الطيران التركي إليها، واستقبال 60 ألف طالب إفريقي للدراسة بتركيا، منهم 15 ألف على منح دراسية، فضلاً عن نشاط هيئة المعونة التركية TIKA ، وشركات المقاولات التركية، وزيارات الرئيس أردوغان المتكررة لدول القارة والتي بلغت 52 زيارة لـ32 دولة، حيث أصبحت إفريقيا تحظى بأكثر الزيارات الرئاسية للخارج.
- مما ساعد على التقارب بين الجانبين ، عدم وجود إرث استعماري لتركيا في إفريقيا، والنظرة الإيجابية للدول الإفريقية لتركيا باعتبارها دولة من دول الجنوب، بالرغم من انتمائها للدول الأوروبية وعضويتها في حلف شمال الأطلسي. هذا فضلاً عن حسن استخدام تركيا لمواردها رغم محدوديتها بالمقارنة بدول أخرى أكثر ثراءً.
تعقيب:
– يوضح عقد مؤتمر إسطنبول للأمن لدورته ال16، وبصفة منتظمة، ومستوى المشاركين، إلى أهمية هذا المحفل من ناحية، وعمق العلاقات التركية الألمانية من ناحية ثانية، ونجاح تركيا في القيام بدور إقليمي متعاظم، يحظى بقبول ودعم من دول المنطقة والدول الأوروبية بصفة عامة، وألمانيا بصفة خاصة.
وفي ضوء ذلك، يُعد توجيه دعوة للمجلس المصري للشئون الخارجية للمشاركة في المؤتمر خطوة إيجابية يجب البناء عليها، بالحرص على المشاركة في الدورات القادمة للمؤتمر من ناحية، وإحاطة المعنيين بالشئون الخارجية من أجهزة الدولة بأهمية هذا المحفل ومتابعة فعالياته.