حلقة نقاشية حول “خمسون عاماً على حرب 1967 … الدروس المستفادة”
يونيو 5, 2017محاضرة دكتور مروان كنفاني حول كتابه “عن الفلسطينيين فقط .. جدلية النجاح والفشل”
يونيو 19, 2017
بتاريخ 7 يونيو 2017، عقد المجلس حلقة نقاشية لتحليل نتائج زيارة ترامب للمنطقة، وذلك في إطار جولته الرئاسية الأولى لها، والتي شملت كل من السعودية وإسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن عقد لقاءات ثنائية مع عدد من القادة على هامش قمة الرياض، وما تلى ذلك من قمة إسلامية – أمريكية أعقبها إعلان تأسيس مركز مكافحة الفكر المتطرف بالرياض، إضافة لتوقيع عدد من الصفقات العسكرية والاستثمارية بما قيمته نحو 300 مليار دولار.
وقد حضر النقاش عدد من أعضاء المجلس من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في الشأن الأمريكي والعربي.
-
بدأت أعمال الندوة بترحيب السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس بالحضور، مؤكدًا أن الهدف من عقد هذه الندوات هو التأمل واستشراف المستقبل وعرض نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأثر ذلك على تحريك التسوية للعديد من قضايا المنطقة في ضوء موقفه المعلن من الإرهاب والدول الداعمة له، مستعرضًا الزيارة التي شملت لقاءات بعدد من القادة، فضلاً عن كلمة الرئيس السيسي التي أدان فيه الدول الداعمة للإرهاب والدول الممولة له، وتأسيس مركز دولي لمكافحة الفكر المتطرف، ثم زيارته لحائط المبكى في إسرائيل وعقده مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، والرئيس “أبو مازن” في بيت لحم، ومن ثم لقائه ببابا روما وحضوره قمة الأطلنطي ببروسكل ثم قمة G7.
-
عقب ذلك أعطى سيادته الكلمة للسفير/ رخا حسن، عضو المجلس، الذي أكد الحاجة لإلقاء نظرة موضوعية للزيارة، خاصة وأن لها عدة جوانب، فبالنسبة للولايات المتحدة أراد ترامب من الزيارة تحقيق عدة أهداف تمثلت أبرزها في:
-
تأكيد عودة الولايات المتحدة للشرق الأوسط، وعدم ترك الساحة أمام اللاعب الروسي بجانب توجهها للشرق الأقصى.
-
أهمية تحسين علاقات واشنطن بالدول الإسلامية، وتصحيح ماتكّون لدى تلك الدول من يقين بعنصريته تجاه الإسلام والمسلمين.
-
الحصول على ماوعد به ترامب خلال حملته الانتخابية من الحصول على تمويل من الدول الخليجية مقابل ماتوفره لها الولايات المتحدة من حماية، وبالفعل وقعت صفقات عسكرية ضخمة مع السعودية بقيمة 150 مليار دولار ستساهم في تنشيط صناعة السلاح الامريكية، إضافة لـ460 مليار دولار استثمارات في البنية التحتية، وللاقتصاد الأمريكي. في مقابل ذلك قدم ترامب لدول الخليج وعلى رأسها السعودية ترضية دبلوماسية بتأكيده على أن إيران هي الدولة الراعية والداعمة للجماعات الإرهابية في العالم، إضافة لاعتراف ورضا الولايات المتحدة عن ولي ولي العهد ملكًا في المستقبل واعتراف شكلي بثقل السعودية في المنطقة.
كما نوه الى أن قرار إلغاء ترامب زيارته لمصر جاء حتى لاتتم مقارنة نتائج الزيارتين، وتمخض عن الزيارة فرض حصار على قطر بهدف تحجيم دورها في دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية، وتقديمها ككبش فداء عن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، والمثبت دعمها للجماعات المتطرفة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد أن موقف ترامب اتسم بالغموض، خاصة وأنه لم يتحدث صراحة عن فكرة ومبدأ حل الدولتين، وتم الاكتفاء بالإعراب عن أمله فى حل للقضية، ولم يقم بزيارة حائط المبكى مع أي مسؤول إسرائيلي حتى لايُذكر بأنه داعم لجعل القدس عاصمة لإسرائيل، خاصة وأن زيارته تزامنت مع مرور 50 عامًا على ذلك، كما لم يُعرب عن رفضه لما ذكره نتنياهو من استمرار بناء المستوطنات وإقامة الدولة اليهودية.
مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن إدارج الإخوان والاعتراف بهم كجماعة إرهابية، أمر في غاية الصعوبة، خاصة وأن لهم ثقل في العديد من الدول العربية، ويشاركون في تشكيل بعض الحكومات والمؤسسات العربية، كما هو الحال في البرلمان الأردني.
-
أكدت د. نهى بكر، عضو المجلس، أن التنظيم الدولي هو الخاسر الأكبر في ظل التجاهل المتعمد لدورها في قضية تهدد الأمن والسلم الدوليين ألا وهي مكافحة الإرهاب، وحتى خلال قمة الرياض يتم الاشارة الى استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب سوى في كلمة الرئيس السيسي، وهو ذات الأمر الذي تكرر خلال اجتماع قمة الناتو في بروكسل، ومايتردد من إدارة ترامب برفضه ماتقوم به قطر من تمويل للجماعات الإرهابية ودعم الحرس الثوري الإيراني للنظام القطري . وعليه فزيارة ترامب كانت بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للسعودية لمهاجمة إيران والدول الداعمة لاستراتيجيتها في ظل تسرب مجموعة من الوثائق الجديدة، نشرتها ويكليكس، تشمل خرائط وضعتها قطر لتقسيم السعودية وضم فيه الجزء الجنوبي لليمن تحت سلطة الحوثيين.
مختتمة حديثها بالتأكيد على ضرورة وضع مصر رؤية خاصة لتوضيح كيفية التعامل مع الأوضاع الراهنة.
-
تناول السفير/ إيهاب وهبة، عضو المجلس، إيجابيات وسلبيات الزيارة، حيث أكد أنه من الإيجابيات ظهور السعودية كدولة ذات وزن استراتيجي وقيمة كبرى، تمكنت من أن تكون مصدر جذب للعديد من الدول العربية والإسلامية، وجمعتها في محفل مهم تم خلاله اتخاذ إجراءات مهمة لمكافحة الإرهاب، تتعلق بإنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب وصدور إعلان الرياض (والذي تضمنت ديباجته، ذكر أنه صدر وصيغ من السعودية ولم تستشر فيه أي دولة)، إضافة لما تردد عن إنشاء “ناتو عربي” يضم أكبر عدد من الدول الإسلامية السنية لمكافحة التطرف، فضلاً عن ظهور ترامب بمظهر المهتم بالشرق الأوسط بجانب اهتمامه بالتوجه شرقًا، مستفهمًا عن سبب إصرار ترامب على اتهام إيران بدعمها للإرهاب السني وهي دولة شيعية، وتم إعادة انتخاب روحاني وهو من التيار المعتدل، بدلاً من أن يتم تحفيز إيران لانتهاج سياسة أكثر اعتدالاً.
أما فيما يتعلق بالسلبيات، فقد كان أبرزها تجاهل الحديث عن السلام في المنطقة، وعدم طرح أي مبادرة لتسوية القضية الفسطينية، فضلاً عن تجاهل قرار الكونغرس سابقًا والذي تحفظ في عهد الإدارة السابقة على إعطاء أسلحة للسعودية نتيجة تورطها في قصف المدنيين في اليمن، ومانتج عن هذه الحرب من انتشار للمجاعات والأوبئة وتدهور الحالة الإنسانية.
ونوه بأن تصعيد الهجوم وحدة النبرة مع طهران ستؤدي لمزيد من التوتر والتصعيد في المنطقة، خاصة وأن العديد من الأزمات لن تُحل إلا بالتعاون مع طهران كونها لاعبًا رئيسيًا في تلك الأزمات، محذرًا في السياق ذاته من تصعيد حدة الهجوم على قطر، خاصة وأنه يوجد شعور بأن مايحدث حاليًا هو بإيعاز من الولايات المتحدة، خاصة وأنه جاءت أعقاب زيارة ترامب للمنطقة.
-
أشار السفير د. محمد بدر الدين زايد، عضو المجلس،الى عدد من الملاحظات كالتالى:
مسؤولية السعودية وقطر في دعم الجماعات الإرهابية وتقوية شوكتها، وفقاً لمصادر عديدة أمريكية رسمية و إعلامية، خاصة وأنه لايخفى على أحد الدور السعودي في إنشاء “تنظيم القاعدة” بالتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة النفوذ الروسي في أفغانستان، وكذلك وجد دور سعودي – قطري في دعم الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها داعش في سوريا واليمن، بل إن المملكة العربية السعودية دعمت القاعدة لقتال الحوثيين في اليمن، وكذلك دعمتهم في ليبيا، إلا أن ماحدث من اتهام وتشديد للحصار على قطر يعود بسبب حالة سيولة الأدوار التي تعيشها المنطقة، وتفاقم الدعم القطري لجماعات الإسلام السياسي والتي تتصادم بعض أيديولوجياتها مع الأسرة الحاكمة في المملكة، ما أسفر عن تراجع الدعم السعودي وسط تنامي للدور القطري، وبخاصة دعم الجمعيات الخيرية لتلك الجماعات من أموال زكاة المواطنين في قطر، وكذلك الحال في الكويت.
فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية أكد عدم وجود رؤية واضحة لترامب ولاحتى استعداد لتسوية وحل القضية، وذلك مقارنة بباقي الإدارات الأمريكية السابقة، في ظل تدهور الأوضاع على الساحة الفلسطينية – الإسرائيلية منذ تولي اليمين الصهيوني الحكم، ويحظى بدعم من إدارة ترامب، وعليه فهذه القضية لاتشهد أي إنجاز يذكر منذ تولي ترامب للرئاسة.
مختتمًا حديثه بالتأكيد على أنه من ضمن المكاسب الاعتراف بدور وثقل السعودية في تسوية قضايا المنطقة وفي مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن مايحدث من تصعيد بين إيران والمملكة العربية السعودية لا يعني تطورها لمواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين، وإن كان يعني المزيد من التورط في قضايا المنطقة، وتخصيص المزيد من النفقات للجانب العسكري، والمزيد من الاستنزاف لمواردهما لصالح شركات التسليح الأمريكية، وسط استمرار لحالة الركود التي يشهدها سوق النفط نتيجة تخمة المعروض وتزايد عجز ميزانيات تلك الدول.
مشددًا على أهمية تجاوز الخلاف المصري – السعودي حيال العديد من الأزمات التي تشهدها المنطقة، خاصة وأن هذا الخلاف كان الأساس المعرقل لإنشاء قوة عربية مشتركة.
-
نوه السفير/ د. محمد أنيس سالم، عضو المجلس،الى أن حديثه سيكون من الزاوية التي تهم المصلحة المصرية معربًا عن قلقه من التغير العنيف الذي تشهده المنطقة وعدم ملاءمة أدوات التحليل المصرية للتغير الراهن، وعدم قراءة الموقف بشكل دقيق، مشيرًا إلى وجود حالة امتعاض وتخوف من عدم زيارة ترامب لمصر كمحطة أولى له في جولته، وأنه كانت هناك محاولات لترضية مصر في هذا الإطار، وهو مايلقي على عاتق القاهرة ضرورة تغيير التعامل بشكل عاطفي مع الأمور ووضعها موضعها الصحيح، والنظرة بشكل أكثر واقعية للأمور، فالسعودية حاليًا تتمتع بدور وثقل قوي في المنطقة، فمثلاً لايمكن تمرير أي قرار في الجامعة العربية طالما لم يحصل على الموافقة السعودية – إذا يوجد 12 صوت عربي مؤيد للسعودية بشكل مطلق داخل الجامعة – وعليه فمصر تحتاج لمزيد من التنسيق مع السعودية، فضلاً عن دراسة الأمور بشكل أكثر واقعية، فالواقع يؤكد أن السياسة الأمريكية تحكمها مصالحها التي تنطلق من وجود قواعد عسكرية في عدد من الدول، وحجم الإنفاق، والقدرة العسكرية للمنطقة، ونوعيات السلاح الجديد، والحاجة لإجراء تدريبات للقوات الأمريكية على تلك الأنواع، وهو ماتحصل عليه الولايات المتحدة من دول الخليج مقابل حمايتها لتلك الدول. مبرزًا في هذا السياق ماتم نشره من وثائق عن اجتماع أوباما مع قادة دول الخليج في “كامب دافيد” والتي تؤيد وجود نوع من التحديث العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ووجود تعاون كبير في هذا الإطار مع الرفض الأمريكي لإنشاء تحالف أمريكي – خليجي.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية – الإيرانية، أكد عدم وجود تصور مصري حول العلاقة مع طهران، داعيًا لأهمية وجود مخطط لكيفية التعامل مع الدولة الإيرانية وكيفية التعامل مع دولة تتمتع بتاريخ عريق كالدولة المصرية، وهل من الممكن التعامل معها لتسوية قضايا المنطقة، خاصة وأن هناك ميليشيات تابعة لها تلعب دورًا مؤثرًا في العديد من المناطق كما هو الحال في سيطرة “حزب الله” على الجنوب اللبناني، والإعلان صراحة عن خضوعه للجناح الإيراني، أم لايمكن التعامل معها كونها دولة مهددة لأمن الخليج.
مستنكرًا الهجوم الإعلامي المصري على فكرة إنشاء تحالف في الشرق الأوسط على الرغم من أنها كانت قد طرحت من بعض معاوني ترامب منذ أواخر عام 2016، وأُعيد طرحها في إعلان الرياض، فلم يتم الاعتراض عليها مع أنه لم تتم دراستها ومعرفة تفاصيلها، خاصة وأن مايتردد عن كونه تحالف غربي لم يتم الحديث عنه، فلم لايتم الخروج من حالة الجمود التي أصابت الفكر المصري والتشاور مع كافة الأطراف، والوصول لأرضية مشتركة وصياغتها حتى لاتجد مصر نفسها في حالة من العزلة مابين الدول الخليجية من ناحية، ودول المغرب العربي من ناحية أخرى، وعليه فمن الأفضل أن تضع مصر رؤية تقوم على كيفية التعامل مع التحالفات المرنة، وعدم العمل بانفراد ووضع رؤية لكيفية التعامل مع الأوضاع في المنطقة ككل.
-
أكد السفير/ نبيل العرابي، عضو المجلس، عدد من الملاحظات والنقاط التالية:
* وجود تناقض واضح في السياسة القطرية فمن ناحية تجمعها علاقات بطهران التي أرسلت لها قوات لحماية القصر الأميري، وعلاقات بالولايات المتحدة عدو إيران الأول.
* لم يتم الاعتراف بالإخوان كجماعة إرهابية، وذلك لأنهم متغلغلين في كافة المؤسسات الغربية ولم تعد تلك المؤسسات تستطيع مواجهتهم .
* زيارة ترامب للمنطقة تأتي في إطار التصور الشرق أوسطي لمواجهة إيران المعلن من قبل الإدارة الأمريكية، والذي وضعه مايكل فلين، مشددًا على ضرورة العمل على وضع سياسة مصرية أكثر وضوحًا للتعامل مع المتغيرات الراهنة والانتهاء من السياسات القديمة، والعمل على انتهاج سياسة أكثر توازنًا بما يضمن تحقيق المصالح المصرية مع كافة الأقطاب السياسية، ومن ذلك أهمية العمل على استثمار الزيارة الروسية الأخيرة، والاجتماع الذي عُقد بصيغة (2+2) بهدف تحريك المياه الراكدة وكسر السكون الحادث بين الجانبين في أعقاب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وأهمية الرد بزيارة مماثلة للتأكيد على نهج مصر الجديد في اتباع سياسة أكثر توازنًا.
-
أكد السفير/ د. عزت سعد،مدير المجلس، أن زيارة ترامب لم تغير كثيرًا من الحقائق الجيوسياسية على الأرض، مؤكدًا أنه بخلاف الصفقات المعلنة لن يكون هناك مردود قريب على قضايا المنطقة وعلى مستقبلها، موضحًا أن جزء من الخلاف والتصعيد في المنطقة، بما في ذلك الحصار الحالي على قطر، يعود بالأساس لما تواجهه الملكية السعودية من مشاكل تتعلق بالشأن الداخلي، معربًا عن قلقه في ظل عدم وضوح السياسات الخليجية، وإمكانية الالتفاف على الوضع الحالي، وأن تكون هناك مصالحة سياسية خليجية/ قطرية، يتم تجاهل مصر فيها، وهو مايلقي على عاتق القاهرة ضرورة تبنى رؤية أكثر واقعية، ومصارحة النفس بأن مصر لم تعد مركز العالم العربى وسط تغير النظامين الاقليمى و الدولي.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد أن القضية غائبة تمامًا عن أي تحرك جدي أمريكي، وهو مايلقي على مصر مسئولية التحرك وهو ماسيعطيها ثقل استراتيجي.
وحول إعلان الرياض، أكد أنه إعلان لايستحق التحليل فهو مجرد إعلان صادر بتنسيق مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة، وإن لم يذكر ذلك ولم يعرض على أي دولة من الـ55 دولة المشاركة، وحتى مانص عليه من إنشاء قوة تضم 34 ألف مقاتل ليس له أهمية، وبالفعل وفي عام 2005 كانت قد عُقدت قمة إسلامية أُنشئ على أساسها مركز لمكافحة الإرهاب وتم دعوة إيران للقمة وحضرتها.
مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن القمة وماتمخض عنها لم تغير كثيرًا من الأوضاع بالمنطقة، ولا في السياسة الأمريكية غير الراغبة في العودة إلى المنطقة، وتحمل أعبائها، مؤكدًا أن الأولى لمصر أن تعمل على تنشيط العلاقات مع الصين في ظل الاهتمام بالتعافي الاقتصادي كأولوية واضحة للحكومة المصرية، و هو ما قد يوفر لمصر قاعدة جيدة للتعافى السياسى.
-
نوّه السفير/ صلاح حليمة، عضو المجلس، إلى أن الحرب موجودة بشكل فعلي بين السعودية وإيران وذلك فيما تشهده المنطقة من حروب بالوكالة تبرز في اليمن، مشيرًا إلى أن زيارة ترامب الأخيرة تسببت في زيادة حدة الصراع و ليس في احتواء الموقف، بل في تغذية الصراع السني – الشيعي، وخلق كيانات غير عربية في المنطقة، تكون إسرائيل أحدها، وخلق بديل للجامعة العربية يتمثل في نظام شرق أوسطي جديد.
وحول القضية الفلسطينية أكد أنه تم طرحها بشكل سلبي، وهو اتجاه مؤيد لإسرائيل يُبقي القضية في مرحلة إدارة الصراع وليس تسوية الصراع، وهو ماسيؤدي لطول مدة عدم الحل، بل والدفع لتعزيز العلاقات مع إسرائيل وهو مابرز في تصريحات نتنياهو بأن زيارة ترامب ستؤدي لتعزيز العلاقات مع الدول السنية، في ظل وجود تهديد مشترك هو إيران ودعمها للإرهاب ليتم ترسيخ الانطباع بأن إسرائيل والدول العربية في كفة واحدة.
كما نوه لضرورة أن تأخذ مصر في اعتبارها الموضوع المُثار لإنشاء قوة عسكرية إسلامية من 34 ألف جندي في ظل الفشل العربي لإنشاء قوة عربية مشتركة، مع أهمية ان تعمل مصر على تشكيل تجمع داخل الجامعة العربية يعبر عن المشرق العربي، كما هو الحال مع دول الخليج العربي والمغرب العربي، بهدف كسر حالة العزلة ولتعزيز التعاون والتنسيق بين تلك التجمعات وبعضها. مختتمًا حديثه بأهمية العمل على إعادة إحياء الحوار السني – الشيعي، وإعادة إحياء لجنة حوار المذاهب التي وجدت في الثمانينيات بهدف إحداث تقارب شيعي – سني لاحتواء الصراع الحالي.
-
أكد السفير/ د. محمد شاكر، عضو المجلس، ضرورة أن تلعب مصر دورًا أكثر فاعلية في المنطقة، والعمل على تهدئة الأوضاع مع إطلاق مبادرات من شأنها أن تعيد الوحدة للصف العربي، على أن تضع في اعتبارها الحاجة إلى إعادة التفكير في بناء علاقات مع إيران في الوقت المناسب.
-
في تعليق ختامي أشار السفير/ د.منير زهران،الى أنه على الدول العربية أن تدرك أن تزايد حدة الصراع سيظل في صالح الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهمية أن تأخذ مصر في اعتبارها أنه ليس من المصلحة تعميق الخلاف مع إيران، خاصة وأن البلدين تتمتعان بتاريخ وثقافة وحضارة عريقة، وضرورة العمل على إعادة الحوار السني – الشيعي ومواجهة الضغط الخليجي لعدم إقامة علاقات مع إيران، مع أهمية العمل على انتهاج سياسة متوازنة تتضمن التقارب مع كافة القوى وعلى رأسها الصين، وهو ما سيدعم دور مصر وثقلها في المنطقة ويُمكّنها من لعب دور أكثر فاعلية في تسوية العديد من القضايا الحالية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.