ندوة حول تطورات الازمة الليبية ( الجزء الثانى)
يونيو 21, 2017مشاركة السفير عزت سعد في أعمال المنتدى الثالث لطريق الحرير حول طريق الحرير “الحزام الاقتصادي والتعاون العملي”
يوليو 12, 2017
في الفترة (4 – 5) يوليو 2017، شارك السفير/ عزت سعد، مدير المجلس، في أعمال المؤتمر الثالث لمجموعة الصين والعالم الإسلامي: التعلم المتبادل للحضارة، حيث جاءت مداخلته في الجلسة الرابعة بعنوان “التنمية المشتركة في إطار مبادرة الحزام والطريق: الصين والعالم الإسلامي”، وذلك على النحو التالي:
لقد أصبحت الصين قوة اقتصادية رئيسية في العالم تتمتع بعلاقات قوية وتاريخية مع العالم الإسلامي، وهذه الروابط ليست حديثة، فقد أنشئت مع قيام طريق الحرير القديم منذ قرون عديدة، وكما قال الرئيس “شي” في كلمته في افتتاح منتدى الحزام والطريق في بكين بتاريخ 14 مايو 2017، إن طرق الحرير القديم تجسد روح السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة. لقد أصبحت روح طريق الحرير تراث عظيم للحضارة الإنسانية، فالآن مع المبادرة الصينية الجديدة لبناء طريق الحرير الجديد تحت مسمى “مبادرة الحزام والطريق”، ستكون هناك فرصة عظيمة للعالم الإسلامي كله، لأن غالبية دوله ستقع ضمن إطار المبادرة والمسارات الاقتصادية والتجارية له.
إن الصداقة التقليدية بين الصين والعالم الإسلامي تمتد إلى أكثر من 2000 سنة، حيث أدى العديد من التبادلات التجارية إلى التبادل الروحي الثقافى من خلال طريق الحرير القديم، من حيث دمج الإسلام مع الخصائص الصينية الفريدة، وبالتالي خلق ذلك فرصة فريدة من نوعها للاقتصاديين مما أدى إلى نجاحات ومزايا مشتركة لكلا الجانبين ، من الدول الإسلامية في آسيا الوسطى إلى الشرق الأوسط.
وبالتالي يمكن للبلدان من العالم الإسلامي أن تلعب دورًا حاسمًا ومتكاملًا في طريق الحرير الجديد في ضوء التجارة الإجمالية الضخمة بين الشرق الأوسط والصين التي بلغت 230 مليار دولار في عام 2014، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن العديد من البلدان الإسلامية لا تزال المصدر الرئيسي لتلبية احتياجات الصين من الطاقة؛ إلا أنه من الأهمية بمكان تعزيز الشراكة بين المنطقتين وتطويرها في إطار العمل الجديد، وتجاوز مجال الطاقة لأبعاد أكثر بما في ذلك التجارة، والبنية التحتية، والتصنيع، ومجالات الاتصالات والتكنولوجيا والعلوم وما إلى ذلك. وتذهب المبادرة الجديدة إلى نطاق أوسع بكثير فيما يتعلق أيضًا بالتواصل بين الناس، والتبادل الثقافي والتعلم من تجربة التنمية لبعضهم البعض.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول الإسلامية والصين تشترك في كل الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسية كما يتجلى في نتائج الاتصالات المنتظمة بين الصين والدول الإسلامية على أساس ثنائي، وكذلك مع منظمة التعاون الإسلامي مثل الحاجة إلى نظام دولي أكثر عدلا وديمقراطية ومتعدد الأقطاب يستند إلى الدور المركزي للأمم المتحدة، المنظمة العالمية الوحيدة المسؤولة عن صون السلم والأمن، فضلا عن احترام القانون الدولي والجهود الجماعية في حل المسائل والنزاعات الدولية بالوسائل السلمية.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس “شي” في كلمته لمنتدى الحزام والطريق إلى خمسة مبادئ توجيهية لنجاح مبادرة الحزام والطريق، منها، التأكيد على ضرورة أن يكون بناء الحزام والطريق بمثابة بناء طريق للسلام. ويتطلب تنفيذ المبادرة بيئة سلمية ومستقرة، وينبغي أن نشجع على إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية يتجلى فيه التعاون المربح للجانبين، وينبغي لنا إقامة شراكات من الحوار دون مواجهة أو صداقة بدلا من تحالف. وينبغي أيضًا لجميع البلدان أن تحترم سيادة كل منها وكرامتها وسلامتها الإقليمية، ومساراتها التنموية وأنظمتها الاجتماعية، والمصالح الأساسية لكل منها واهتماماتها الرئيسية.
كما كانت الدول الإسلامية من بين المؤيدين الرئيسيين للمبادرات الصينية مثل بنك التنمية متعدد الأطراف، والبنك الآسيوى للاستثمار في البنية الأساسية، وصندوق الحرير، والمؤسسات المالية الصينية الأخرى التي ستساعد في تمويل وتنفيذ المشروعات على طول هذا الطريق، كأداة لتعزيز الربط عبر الحدود، وأيضًا كوسيلة لزيادة تشجيع الاندماج.
إن الدعم القوي من خلال العديد من المؤسسات سيساعد في تنفيذ هذه الخطة والرؤية الاستراتيجية، وخلافًا للمبادرات الأخرى التي كانت تم إنشاؤها وبقيت كأفكار، مبادرة الحزام والطريق لديها خارطة طريق واضحة، والمؤسسات اللازمة لدعمه وتحويله إلى واقع جديد. ويمكننا أيضًا أن نرى المبادرة شاملة لأنها تنجح في تضمين مبادرات إقليمية فرعية أخرى مثل الممر الاقتصادي الصيني في باكستان، أو مبادرة الطريق المشرق في كازاخستان، والروابط مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لذلك نرى كيف تشجع المبادرة العولمة والتبادلات الثقافية بين الصين والعالم الإسلامي.
إن وجود منتدى التعاون بين الصين والدول العربية ومنظمة شنغهاي للتعاون ومفاوضات اتفاق التجارة الحرة الأخيرة بين الصين والعالم العربي دليل إضافي على أن كلا الطرفين يمكن أن يعمل بطريقة ودية وبناءّة للغاية.
إن تحديات الإرهاب وانعدام الثقة أمر لا يمكن إنكاره، ولكن بالتعاون المتبادل يُمكن التغلب على التهديد. وستكون مبادرة الحزام والطريق هذه معلمًا رئيسيًا لتحقيق تقدم اقتصادي متبادل في العالم الإسلامي والصين.