ندوة مشتركة حول التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر ودول آسيان
يونيو 4, 2016مائدة مستديرة حول«انعكاسات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مصر»
يوليو 3, 2016
عقد بمقر المجلس بتاريخ 27 يونيو 2016 ، حوار مائدة مستديرة لمناقشة المبادرة الفرنسية بشان عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط والمواقف الإقليمية والدولية من نتائج الاجتماع الذي عقد بباريس في 3يونيو 2016في هذا الشأن .
وقد دارت أعمال الاجتماع كالتالي:
1-افتتح السفير د.منير زهران –رئيس المجلس – الاجتماع بكلمة افتتاحية رحب خلالها بالحضور، وأكد على أن اجتماع باريس سبقته عدة مؤتمرات بدءا من مؤتمر جنيف المنعقد في ديسمبر 1977 بعد حرب أكتوبر وصولا لمؤتمر كامب ديفيد، والذي انتهى بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وأعقب ذلك مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر عام 1991 بعد انتهاء حرب تحرير الكويت .
وحديثا كانت هناك مبادرة التسوية في الشرق الأوسط ، والتي أطلقها الرئيس السيسي الشهر الماضي وأيدها المجلس المصري للشؤون الخارجية ، وافترض أنه لنجاح تلك المبادرة لابد من توفر عنصرين رئيسيين :
وقف الاستيطان وإتمام المصالحة الفلسطينية.
وأوضح ان أي مؤتمر للسلام لابد ان تكون له مرجعيات ، مشددآ على انه يرى أن أولى تلك المرجعيات تعلق بالقرار 181 وبالتوازي مع هذا القرار المبادرة العربية وحل الدولتين والتي تزامنت مع الألفية الجديدة – فكلاهما يقسم فلسطين التاريخية تحت الانتداب لدولتين. وترجع اهمية القرار 181 بأن بن جوريون استند في تأسيسه وإعلانه لدولة إسرائيل عام 1948على هذا القرار . وأي حدود مختلفة عن حدود التقسيم الواردة في هذا القرار لابد أن يتفاهم حولها الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الحال كذلك مع القرار 194 . فكل تلك القرارات تنص على حق العودة والتعويض .
واختتم حديثه ، بضرورة ان تستند التسوية لتلك القرارات وأن تلتزم إسرائيل بخطوط 4يونيو1967 وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحق العودة وإنشاء دولة فلسطينية لتكون دولة ذات سيادة تتمتع بالسلامة الاقليمية.
وعقب كلمته بدأت اعمال الاجتماع بانعقاد الجلسات على الترتيب كما يلي:
الجلسة الأولى” تقييم عام للوضع السياسي الحالي لعملية السلام”
تحدث في هذه الجلسة السيد السفير سيد أبو زيد عمر عضو المجلس، حيث أشار الى مايلي:
-أوضح السفير أبو زيد في كلمته ، أن المبادرة الفرنسية تعتبر نقطة تطور في هذا الظلام المحيط بعملية السلام في ظل محددات محلية وإقليمية ودولية.
1-الوضع المحلي الحالي ، حيث يعبر الوضع الداخلي عن الرغبة في تكريس الحصار والانقسام الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية ، وتنامي حدة المصادمات بين المستوطنين والفلسطينيين وهو ماينذر بإمكانية تحوله لصراع ديني أو عرقي – أي صراع عربي/يهودي لايقتصر فقط على الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنما يمتد لداخل إسرائيل خاصة في ظل تصاعد التوتر مع عرب إسرائيل.
2-وعلى الساحة الإسرائيلية، فيلاحظ جنوح السياسة الإسرائيلية تجاه اليمين المتطرف خاصة بعد ضم ليبرمان للحكومة –كوزير للدفاع وتصاعد التحذيرات من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من تنامي نزعة التطرف والفاشية في المجتمع الإسرائيلي.
اضافة للرفض الإسرائيلي القاطع للمبادرة الفرنسية كونها تتم على أساس المبادرة العربية الصادرة في قمة بيروت 2002 ، وإصرارها على ان تتم المفاوضات بصورة ثنائية.
3-وعلى الساحة الفلسطينية، أكد على استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس وفشل جميع جلسات التفاوض –والتي آخرها اجتماع الدوحة الأخير ، الى جانب وجود بوادر للصراع على الرئاسة الفلسطينية في ظل ترقب حذر لفترة مابعد ابو مازن وتصاعد الضغوط المتراكمة مما يهدد بإنهيار السلطة الفلسطينية.
4-الوضع العربي، فقد شدد على وجود تراجع للإهتمام بالقضية خاصة في ظل تفاقم الصراعات والأزمات ، وإنكفاء الدول العربية على نفسها وإنشغالها بقضاياها الداخلية وتفاقم الخلل الاستراتيجي بين العرب وإسرائيل، في ظل مجمل مايشهده العالم العربي من تحولات وهو مايتوافق مع رغبة إسرائيل.
5-الوضع الإقليمي،احتمالات انعكاس الاتفاق النووي الايراني على الأوضاع خاصة مع ماقد يصاحبه من تنامي نفوذ طهران وتزايد دعمها للفصائل الرافضة لعملية اوسلو من فصائل الجهاد وهو مايؤدي إلى تعقد الأوضاع في المنطقة.
هذا فضلآ عن تزايد الدور التركي في قطاع غزة نتيجة لاتفاق التطبيع مع إسرائيل ، بما يزيد من حالة التمزق في الداخل الفلسطيني – ينص الاتفاق على نقل تركيا مواد وبضائع إلى قطاع غزة عبر ميناء أشدود ، وبناء محطة لتوليد الكهرباء في غزة ومستشفى ومنشأة لتحلية المياه.
6-الوضع الدولي، أكد سيادته ان المبادرة الفرنسية بمثابة إعادة إحياء للجهود الدولية للتعامل مع القضية الفلسطينية لتتصدر الأجندة الدولية من جديد ،في الوقت الذي تتراجع فيه إدارة اوباما عن الانخراط في عملية السلام وهو ماظهر في فتور الموقف الأمريكي من المبادرة والتلويح المستمر باستخدام الفيتو في حالة طرح قرار دولي في مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية ، هذا فضلآ عن سيولة الوضع الدولي في ظل ضعف الاتحاد الأوروبي كلاعب مؤثر ، وتجدد الحرب الباردة في ظل تفاقم المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا واستمرار الصين في سياستها الداعمة للطرف الفلسطيني ولكن دون إحداث تأثير فعال على مجريات الأوضاع بالنسبة لمسار عملية السلام بوجه عام.
7- وعلى صعيد التحرك المصري ، فقد أكد أنه اتساقآ مع الموقف الواضح الذي اتخذه الرئيس السيسي مؤخرآ وأعاد القضية الفلسطينية الى صدارة الأجندة العربية والدولية ولاقى ترحيبآ واضحا في الداخل الإسرائيلي، وعليه فهناك مجال للتفكير في تحرك مصري يستند على المحاور التالية:
– استمرار الدور المصري باعتباره الراعي الرسمي للمصالحة الفلسطينية ولابد من وضع شروط للتعامل مع حركة حماس وتوقف الحركة ومؤيديها عن مجمل الأعمال العدائية ضد مصر ، وفك علاقتهم مع جماعة الإخوان ، وإتخاذ موقف أكثر إيجابية تجاه ملف المصالحة بما يضمن إعادة اللحمة للصف الفلسطيني .
– مواصلة مصر لدورها التاريخي في دعم عملية السلام العربي الإسرائيلي بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص استنادآ للمرجعيات العربية والدولية المتفق عليها (إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وإنسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا وكفر شربا في لبنان).
– تفعيل الدور المصري في اللجنة الخماسية للجامعة العربية المعنية بعملية السلام وهو مايتطلب تنسيقآ أوثق مع الجانب الفرنسي في إطار المبادرة المطرحة ووجود مصر كعضو غير دائم في مجلس الأمن مما سيساعد على تحريك هذا الاقتراح.
تعليقات ختامية للجلسة الأولى:
1- أكد السفير محمد أنيس سالم بأن المبادرة الفرنسية لاتمتلك أية مقومات للنجاح ، فلا يوجد مايدعمها عربيآ ولاإقليميآ وعليه فما هي فرص نجاحها .وأضاف:
– ان المبادرة التي اطلقها الرئيس السيسي لم تات في الوقت المناسب ولم تتابع من قبل الخارجية المصرية وحاليآ لم تعد تذكر تلك المبادرة.
– لابد من التفكير في السيناريوهات الأسوأ ، فالوضع الحالي قد يستمر طويلآ (استمرار إسرائيل في ضم الضفة وانسحاب أمريكا من المنطقة وعدم اهتمام العالم واستمرار الوضع الحالي العربي ، وعليه فإنه يوجد تفكير بأنه لايوجد سوى سيناريو وحيد وهو استمرار الوضع مما يستدعي الضرورة الملحة للتفكير في أساليب وأفكار جديدة للحوار.
2- أوضح السفير رخا حسن ، بان الهدف من إطلاق المبادرة الفرنسية ونداء الرئيس السيسي –الذي يستند الى المبادرتين الفرنسية والعربية – هو إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتنبيه لخطورة تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصراع ديني وهكذا سيكون كباقي صراعات المنطقة .
– على الدول العربية ممارسة الضغط على القوى الكبرى للضغط على إسرائيل للعودة لمفاوضات السلام وإنجاح تلك المبادرات.
3- أكدت السفيرة جيلان علام، بأن حماس معرقل أساسي لعملية المصالحة، والوضع الحالي لايشجع على قيام أي دولة فلسطينية، وعليه لابد من التفكير في حلول مختلفة أكثر واقعية.
الجلسة الثانية” المؤتمر الدولي وعملية السلام (المبادرة الفرنسية) ”
تحدث في هذه الجلسة السيد السفير ياسر عثمان مساعد وزير الخارجية لشؤون فلسطين ، حيث أشار الى مايلي:
– في كلمته ، أكد السفير ياسر بأن المبادرة الفرنسية تأتي في مرحلة تميزت بجمود سياسي في أعقاب فشل مبادرة كيري (في ابريل 2014) وتوقف جهود الرباعية الدولية ، والتعثرفي إصدار تقريرها الذي تأخر كثيرآ فضلآ عن الفشل الفرنسي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يحدد الأطر الأساسية للمفاوضات، فضلآ عن المخاطر التي تكتنف بقاء السلطة الفلسطينية ووجود إحجام دولي عن التدخل في المشكلة . لكن مؤخرآ حدثت عدة متغيرات تمثلت في :
* الأطراف الدولية توصلت لقناعة دولية بعدم قابلية استمرار الأوضاع على ماهي عليه، خاصة بعد تدهور الأوضاع في أعقاب انتفاضة السكاكين في أكتوبر 2015 والتحذير بتفاقم الأوضاع.
*التراجع الأمريكي عن الإهتمام بالقضية وإحالة القضية للإدارة القادمة ، بل إن إدارة أوباما أثبتت أن هذه الإدارة غير قادرة على وضع حلول .
*إصرار القيادة الفلسطينية على الخروج من عملية المفاوضات التقليدية والمطالبة بالخروج لمحاولات دولية شاملة كتلك التي تمت مع إيران.
وعليه خرجت المبادرة الفرنسية على مرحلتين عقد الاجتماع الوزاري (وهو مانجحت فيه) ثم عقد مؤتمر دولي نهاية العام الحالي.
وحول تقييمه للمبادرة ذكر السفير ياسر عثمان مايلي:
1- أن معظم التقديرات تشير الى أن مجرد عقد الإجتماع هو نجاح في حد ذاته ساهم في إعادة القضية للساحة الدولية، وساهم في كسر الإحتكار الأمريكي والنجاح في مواجهة المحاولات الإسرائيلية بتأجيل الإجتماع.
2- التأكيد على رفض الاستيطان وعلى أهمية المبادرة العربية . ورغم هذه المميزات فقد جاء الاجتماع مخيبآ للآمال . فقد كان البيان فضفاضا ولم يحدد سقف زمني أو مجموعات عمل ، كما تضمن عبارات غامضة متعلقة بالتعاون الإقليمي في مجال الإقتصاد والأمن، كما خلا البيان من أي عبارات تغضب إسرائيل ولم يدن سوى استمرار الإستيطان.
كما أن الموقف العربي يرفض تعديل بنود المبادرة حيث أن الجانب الأمريكي وبعض الدول الأوروبية كانت تنادي بتعديل بعض البنود وتقديم بند التطبيع.
وعليه فقد أكد البيان أن فرنسا تدرس خلق آليات للإعداد للمؤتمر والتوصل لحزمة من الحوافز للطرفين حتى يتم التغلب على نقاط الضعف ، ويأتي الموقف العربي والمصري المؤيد كونه يعيد القضية للساحة الدولية، في ظل محاولات لتغيير المبادرة الفرنسية لتكون قريبة من وجهة النظر الإسرائيلية وسط جمود أمريكي روسي .
تعليقات ختامية للجلسة الثانية:
1- أكدت د.أميرة الشنواني عضو المجلس، أن المؤتمر فشل قبل أن يبدأ وجميع الجولات كغيرها لم تتضمن آليات لحل الصراع فضلآ عن العرقلة الإسرائيلية ، كما أن المجتمع الدولي غير قادر على الضغط على إسرائيل بل كافأها بفوز إسرائيل برئاسة اللجنة السادسة المعنية بالمسائل القانونية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وبالتالي لم ستوافق إسرائيل على أي حل وهي حاليآ في عصرها الذهبي؟!.
2- وتساءل السفير سيد شلبي ، حول حقيقة الدور المصري في المبادرة الفرنسية وهل كان المؤتمر بمساعدة مصرية؟
3-وفي تعليق ختامي أكد السفير سيد أبو زيد ، بأن الموقف العربي والعالمي في تراجع نتيجة الانشغال بالمشاكل والأزمات التي تمر بها دول العالم ، إلا أن المبادرة الفرنسية تمثل بادرة أمل خصوصآ وانها قابلة للتطبيق وذلك في الوقت الذي لايوجد فيه بديل .فنحن بحاجة لاتباع سياسة النفس الطويل حتى نحقق حل الدولتين في ظل استحالة إقامة دولة ديمقراطية واحدة تضم فلسطين وإسرائيل.
الجلسة الثالثة “المواقف الإقليمية والدولية تجاه المؤتمر”
أولآ :الموقف العربي
وحول هذا الموقف تحدث كلا من :
–السفيرد.بركات الفرا-سفير فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية سابقآ
–السيدة جيلان جبر-كاتبة صحفية وعضو المجلس
1-أكد السفير بركات الفرا ،بأنه يتفق مع ما طرحه السفير سيد أبو زيد ، فالمؤتمرات لا جدوى لها،فمنذ مؤتمر مدريد وحتى الآن لم يتمخض عن تلك المؤتمرات أشياء ملموسة .وفيما يتعلق بالموقف العربي فهناك بعض الدلالات عن الحالة العربية:
* تراجع القضية الفلسطينية من على الأجندة العربية وذلك يعود لأسباب فلسطينية وأخرى عربية.
فبالنسبة لفلسطين، فإسرائيل لن تستجيب لأي مبادرة ولن تقدم أي تنازلات طالما لم تشعر بخطر حقيقي يهدد أمنها القومي، فمثلآ معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لم توافق عليها اسرائيل إلا بعد شعورها بوجود خطر حقيقي ، ولولا انتفاضة الحجارة 1987 لما عقد مؤتمر مدريد. وحاليآ تتبنى فلسطين عملية السلام والمقاومة السلمية –وحتى تلك المقاومة لاتزال محدودة – بل ان الانتفاضة المسماة بانتفاضة السكاكين لايمكن اعتبارها مهددة لأمن إسرائيل فضلآ عن مشاكل الإنقسام وعدم وجود مبادرة حقيقية للسلام .
وعلى الصعيد العربي، فتشهد الساحة العربية العديد من الأزمات والانقسامات تجعل من الصعب في الوقت الحالي تبني موقف عربي محدد وواضح وذلك سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاعلامي، فالموارد العربية لم تستغل لبناء اقتصاد عربي قوي ، هذا فضلآ عن الدور الذي تلعبه القوى الإقليمية الأخرى كإيران وتركيا.
وعليه ففي مثل هذه الأوضاع تكمن القوة العربية في تبني موقف عربي ايجابي من مؤتمر السلام من خلال دعم المبادرة الفرنسية ومواجهة الضغوط والتأييد الأمريكي والأوروبي لإسرائيل ، موضحآ ان المبادرة الفرنسية تحتاج لتحريك وتكاتف الجهود الدولية لإنجاحها فضلآ عن وجود مقاومة حقيقية تشكل تهديدآ للمستوطنين والعمل على إنهاء الانقسام بين الأطراف الفلسطينية .
وعلى الصعيد العربي فلابد من تبني الأمة العربية لموقف موحد قوي مختلف عن المواقف السابقة ووجود دعم حقيقي للقضية الفلسطينية بهدف إحداث ضغط حقيقي على كافة الأطراف الدولية الفاعلة والعمل على الحد من المشاكل الموجودة بين العرب وبين القوى الإقليمية كتركيا وإيران حتى نستفيد من موقفهم الداعم لفلسطين، وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية ودول عدم الانحياز لضمان التحرك معآ لدفع عملية السلام وإيجاد حل واضح للصراع العربي الإسرائيلي.
2- وفي كلمتها ،أكدت الدكتورة جيلان جبر أن دعوة الرئيس السيسي لتحقيق السلام أتت في إطار العمل على عودة السياسة الخارجية المصرية لتلعب دورآ فاعلآ وهو ماتضح خلال الردود العربية والإسرائيلية على الدعوة ،ويلاحظ ان تلك الدعوة تزامنت مع بعض المحاولات الاقليمية لتهميش الدور المصري والعربي خاصة في إطار صعود المثلث التركي الإيراني الإسرائيلي ، فكانت الدعوة بهدف تفكيك هذا التحالف ليكون مصريآ سعوديآ إسرائيليآ ، ومن الجدير الإشارة أن التنسيق المصري الفرنسي لم يكن بديلآ للدور الأمريكي الروسي فضلآ عن كونه يأتي في ظل الانتخابات الفرنسية وتنافس عدد من المرشحين المسلمين فيها.
وأوضحت انه على الرغم من الخبرة المصرية في هذا الملف الا أنه يحتاج لدعم أمريكي وأوروبي ودعم مالي خليجي لإنجاح الدعوة المصرية وذلك في إطار المبادرة العربية ، كما يلاحظ ان دعوة الرئيس السيسي قد لاقت ترحيبآ واسعآ من دول الخليج – عدا قطر فهي تحاول سحب الملف من مصر والبحث عن دور إقليمي مستغلة ماتتمتع به من زخم مادي فضلا عن علاقاتها القوية التي تربطها بكل من حركة حماس والجانب الإسرائيلي ، الا أنها لن تنجح في ذلك .
وفيما يتعلق بالموقف الأردني ، فقد اكدت ان الأردن تلعب دورآ في ظل علاقتها مع إسرائيل والفلسطينيين الموجودين على الأرض من خلال الضغط على بعض الجماعات الإسلامية داخل الأردن التي ترتبط بعلاقة مع حماس ، أما سلطنة عمان فتحاول ضمان كل الأطراف وان تحتفظ بموقف محايد وهو نفس السيناريو الحادث في الاتفاق النووي الإيراني .
وأخيرآ فقد شددت على أن توقيت عودة العلاقات التركية الإسرائيلية تؤكد بأن تركيا تحاول الخروج من عزلتها عن طريق علاقتها القوية مع إسرائيل ،خاصة في ظل وجود رغبة إيرانية أيضآ للمشاركة في المفاوضات وأن تلعب دورآ رئيسيآ في ذلك.
ثانيآ:الموقف الإسرائيلي
وحول هذا الموقف تحدث كلا من :
– اللواء محمد إبراهيم-عضو المجلس.
– السفير طارق القوني- نائب مساعد وزير الخارجية ، والمندوب الدائم لمصر لدى الجامعة العربية.
1- وخلال حديثه عن الموقف الإسرائيلي ، أكد اللواء محمد إبراهيم أن الموقف الإسرائيلي من عملية السلام موقف شديد الوضوح لالبس فيه ، فهو موقف متشدد ومتطرف يرفض كافة الحلول السياسية السلمية إلا انه ملائم لما وضعته إسرائيل لنفسها ، خصوصآ مع إيمانها بأنها لن توجد دولة فلسطينية موحدة.
وأكد أن القضايا الخلافية الأساسية والمتمثلة في ( المستوطنات واللاجئين والحدود والمياه والأرض ) تحتاج لأسلوب حل يكمن في شقين:
– شكل التفاوض ( فمن وجهة نظر إسرائيل ترى أن الحل الأمثل هو المفاوضات الثنائية المباشرة )
– طبيعة الوساطة ( فالولايات المتحدة هي الطرف الوحيد المقبول لدى إسرائيل للقيام بعملية الوساطة).
مشددآ على نجاح كلا الأسلوبين وهو ما يتضح فيما يلي:
1-فمعاهدة السلام 1979 هي معاهدة مصرية إسرائيلية تمت بوساطة أمريكية.
2- إتفاق اوسلو 1993 ،فالاتفاق نتج عن مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو الأمر المتبع في التوصل للاتفاقيات الأخرى حتى عام 1995 ، ففي 1994 كانت مفاوضات ثنائية بين إسرائيل والأردن أسفرت عن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية (وادي عربة) وفي 1995 مفاوضات ثنائية بين سوريا وإسرائيل تم فيها التوصل لشبه اتفاق ولكن ظلت نقاط الخلاف الأساسية معلقة حتى توقفت المفاوضات عقب اغتيال إسحاق رابين.
3-2000 مفاوضات ثنائية فلسطينية إسرائيلية بوساطة أمريكية ، وكان سيتم فيها التوصل لاتفاق ثنائي لولا وجود بعض الخلافات وهو نفس السيناريو الحادث خلال مفاوضات طابا 2001وكذلك في مفاوضات 2008.
وعليه فالمفاوضات الثنائية هي ما تسفر عن نتائج فعلية خاصة في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض للمؤتمرات الدولية .
وهنا طرح سيادته سؤالا حول شكل التحرك القادم قي ظل حكومة إسرائيلية شديدة التطرف أسقطت فكرة حل الدولتين في ظل غياب الطرف الفلسطيني وجمود عملية السلام فضلا عن حالة الضعف العربي وإعادة رسم خريطة المنطقة.
وعليه لابد من وضع مجموعة من البدائل واستخدامها طبقآ لطبيعة الوضع الراهن:
1- استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أساس الوضع الذي يمكن فيه بلورة المرجعيات لبدء المفاوضات.
2-المقاومة الفلسطينية السلمية لابد أن تسبب لإسرائيل قلق دائم.
3- التوجه لمجلس الأمن رغم قناعتنا بأنه أمر شكلي ، لاستخرج قرار دولي حتى لو أجهض.
4-لجوء الرئيس أبو مازن للمحكمة الجنائية الدولية.
5- المبادرة العربية للسلام هي فكر استراتيجي متقدم – تطبيع كامل مقابل سلام كامل- وبالتالي فلابد من إعادة تنشيطها ووضع آليات لتنفيذها.
2-وفيما يتعلق بالبعد الداخلي الإسرائيلي ، أوضح السفير طارق القوني أن الوضع الداخلي الإسرائيلي هو المحدد الأساسي للمواقف الإسرائيلية تجاه مايتعلق بالسياسة الخارجية الإسرائيلية وخصوصآ فيما يتعلق بعملية السلام ، موضحآ أن الائتلاف الحالي المكون للحكومة هو الأسوأ في تاريخ الحكومات الاسرائيلية وأكثرها تشددآ وأن أي تحرك مرتبط بعملية الاستيطان أو وقف التمدد الاستيطاني سيهدد حكومة نتنياهو- وهو مادفع رئيس الوزراء الإسرائيلي لضم ليبرمان لحكومته لتحقيق مكاسب أكبر بدلآ من توسيع الائتلاف الصهيوني بضم حزب العمل الذي يواجه ضمه معارضة واضحة داخل حزب الليكود – وبالتالي فليس لديه مصلحة للدخول في المفاوضات، خاصة في ظل الفراغ الدولي وعدم وجود دعم اوروبي كافي للمبادرة الفرنسية – لم تنجح فرنسا في استصدار قرار أوروبي يتبنى المبادرة- كما أن الموقف الروسي متحفظ ويعطي الأولوية للرباعية الدولية لمعالجة القضية الفلسطينية وهو مايتفق مع الموقف الأمريكي.
وأكد بأنه توجد جهود شعبية لدفع نتنياهو لعملية السلام ، خاصة وأن الناخب الاسرائيلي يريد الأمان والتغلب على التهديدات القادمة من الضفة ، إلا أنهم ورغم اعتراضهم على المبادرة حاولوا إيصال وجهة نظرهم وابتزاز الفرنسيين والتعرف على النتائج بدون الدخول في أي مفاوضات والدفع بعملية تعديل المبادرة العربية وخلق إطار للتسوية يتضمن خلق مثلث سني إسرائيلي لمواجهة إيران مستغلة الفراغ الأوروبي وعدم التدخل الأمريكي الروسي .
وعلى أي حال فإسرائيل لن تقبل أي حل يفرض عليها التزامات، خاصة في ظل الانقسام الفلسطيني وضعف السلطة الفلسطينية ، وعليه فلابد من العمل خلال الفترة القادمة على تهيئة الأرض والمناخ للدخول في مفاوضات جادة مع استمرار الجهود الاقليمية والدولية وجهود السلطة الفلسطينية على الساحة الدولية ، وتفعيل الدور المصري في تنسيق الجهود الدولية ودعم التحرك الفلسطيني في المحافل الدولية المختلفة حتى يتم العمل على تحسين الظروف في كل من قطاع غزة والضضفةالغربية بصفة خاصة والأراضي الفلسطينية بصفة عامة، واستغلال حالة التهديدات القادمة من الضفة لإجبار اسرائيل على الدخول في المفاوضات.
ثالثآ :الموقف الفلسطيني
وحول هذا الموقف تحدث السفير حازم أبو شنب – سفير فلسطين السابق لدى باكستان،وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، حيث أشار الى مايلي:
بجانب السيناريوهات المطروحة مسبقا من قبل اللواء محمد إبراهيم أضاف سيادته السيناريو التالي حيث أكد على :
*إمكانية حدوث أمر ما لتسلم راديكاليين من اليمين الديني في الضفة وليس فقط في غزة وهذا سيساعد كثيرآ في إجبار إسرائيل على الدخول في مفاوضات مع التيار المعتدل والمتمثل في حركة فتح.
مؤكدآ انه لا يوجد ما يمنع من التطبيق سوى البطء والكهولة الذي تعاني منه الإدارة الفلسطينية .
وأشار الى ضرورة البحث عن سيناريو آخر لدعم الموقف الفلسطيني عن طريق الدفع للموقف الروسي والكتلة الشرق آسيوية وعلى رأسها الصين حتى تكون اكثر تغلغلآ خاصة في ظل الانسحاب الأمريكي من المنطقة نحو شرق آسيا لمواجهة التنين الصيني ، وعدم ترك القوة محتكرة لأمريكا.
مشيرآ لأن المنطقة مقبلة على سايكس بيكو 2 وهناك مخطط لتقسيم المنطقة على عدة اسس جغرافية ودينية وغيرها، وهناك الحديث عن دور مصري سعودي تركي إيراني وسعي إسرائيلي للدخول في أي تحالف.
إن الموقف اللفلسطيني الحالي واستيلاء حركة حماس على قطاع غزة تجعل الغرب داعمآ قويآ لإسرائيل لمواجهة الحركات الدينية وعليه فلابد من بناء كتلة وطنية قوية يلتف حولها ويدعمها العرب والقوى الإقليمية والدولية بهدف تنويع الحلفاء، مع العمل على التفعيل الأكبر لدور المقاومة لأن تكون سلمية وإن وجدت بعض العمليات المنتظمة والمسيطر عليها .
رابعآ:الموقف الأمريكي
وحول هذا الموقف تحدث الدكتور .جمال يوسف ،عضو المجلس، حيث أشار الى مايلي:
أن أمريكا هي اللاعب الرئيسي في الشرق الأوسط وأنها حليف استراتيجي دائم لإسرائيل، وعليه فالمبادرة الفرنسية تحتاج للواء الأمريكي لدعمها وهو الأمر الذي لن يتحقق الا بموافقة اسرائيل – حيث أن الهدف الأساسي للأمن القومي الأمريكي هو حماية إسرائيل، واستثمار العلاقات الأمريكية بدول المنطقة لصالح اسرائيل .
وفيما يتعلق بالمبادرة الفرنسية ، فقد أكد أن تلك المبادرة أتت بعد قرار البرلمان الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين ودعوة الحكومة الفرنسية للإعتراف بها وبناء على ذلك حدث التوجه الفرنسي لمجلس الأمن لاستصدارقرار يؤيد ويتبنى المبادرة، إلا أن الولايات المتحدة طالبت تأجيل ذلك نتيجة انشغال الولايات المتحدة بالملف الايراني حينها، لتتجدد تلك المبادرة – خاصة بعد فشل مبادرة وزير الخرجية الأمريكي جون كيري في 2014.
وخلال عرضه للموقف الدولي الحالي من المبادرة أكد أن الولايات المتحدة لا تدعم المبادرة الفرنسية بشكل واضح وتحاول المناورة لكسب الوقت لصالح إسرائيل ،فضلا عن الرغبة الامريكية للإحتفاظ بوضعية اللاعب الرئيسي الأقوى وتحجيم الدور الروسي حتى لاتلعب روسيا دورا مؤثرايشبه الدور الذي لعبته في المفاوضات مع إيران، مؤكدآ أن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيؤثر على زخم المبادرة نتيجة لانشغال الاتحاد الأوروبي بالوضعية الجديدة للاتحاد عقب هذا الخروج .
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة تغيير المعادلة التي يكون فيها الموقف العربي هو الأضعف، وعليه فلابد من إعادة ترتيب الأوراق العربية التي يتم استخدامها في ظل استنزاف الموارد العربية ، والاستفادة من عضوية مصر في مجلس الأمن لدعم التحرك الفلسطيني داخل مجلس الأمن- على الرغم أن هذا التوجه بعد المبادرة الفرنسية قد يعطي شعورآ بعدم وجود رغبة في الحل.
خامسآ:الموقف الروسي
وحول هذا الموقف تحدث السفيرد.عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس حيث أشار الى مايلي:
أوضح سيادته ان الدولة التي كنا نعول عليها كثيرآ في حل المشكلة الفلسطينية هي المسؤولة عن الوضع السياسي الموجود حاليآ ، ففي عام 1989 – أي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي- هاجر من الاتحاد السوفيتي وجمهورياته نحو مليون يهودي ومسيحي عبر جسرين جويين عن طريق بولندا وفنلندا ، ومنذ قدوم بوتين للحكم في 2000 كان حريصآ على توثيق الترابط مع اليهود من أصل روسي المتواجدين في اسرائيل فضلآ عن التعاون السياحي والتكنولوجي والاقتصادي المتنامي بين البلدين .
وأكد ان روسيا تدرك جيدآ أن دورها محدود فيما يخص عملية السلام وعليه فهي تحتفظ بمجموعة من الأوراق تحفظ عليها دورها وذلك بما يتضمن أيضآ الإبقاء على اتصالات منتظمة مع حركة حماس ومشاركة إيران في ذلك ،كما تحث روسيا دول كمصر والأردن على الانخراط ولعب دور فاعل في عملية السلام ، فضلآ عن الدور الذي تمارسه من خلال عضويتها في اللجنة الرباعية الدولية وهو ما يضمن لها الوجود ضمن آليات الحل .
كما سعت روسيا للعب دور الوسيط بين فلسطين وإسرائيل – حتى وان فشلت – ويوجد تنسيق واضح بين روسيا وإسرائيل وضمنيا بين ايران وحزب الله وإسرائيل ، وهذا التنسيق يحفظ على كل طرف مصالحه ويمنع التصادم.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ماسبق لايعني تجاهل دور روسيا أو إسقاطها من اعتبارنا فيما يخص الوضع الفلسطيني – خاصة في ظل التراجع الأمريكي في المنطقة ، فروسيا لديها موقف متقدم فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين –وهو موقف مشابه للموقف الصيني – فضلا عن حرصها المستمرعلى أهمية حلحلة هذا الوضع والإسراع في عملية السلام خاصة وأن هذا سيساهم في تخفيض حدة الصراعات المندلعة في المنطقة وسيساهم في إضعاف الفكر المتطرف وسيعمل على بناء شرق أوسط ديمقراطي ومزدهر، وهو الأمر الذي أكد عليه مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف –خلال مشاركته في مؤتمر باريس للسلام- حيث حذرمن صعود الرايكاليين خاصة وأنهم لايسعون الا لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الخاصة وليس إلى إحلال السلام ، وشدد على عدم ادخار موسكو لأي مجهود لاستئناف المفاوضات بين الطرفين في القريب العاجل وذلك بدون أي تحيز لأي طرف مع عدم استثناء أي من الملفات الشائكة بما فيها الملف العسكري خلال المفاوضات ، والعمل على التغلب على النقاط السلبية المتمثلة في الإنقسام الفلسطيني وعدم تقبل إسرائيل لفكرة المؤتمرات الدولية وإصرارها على المفاوضات الثنائية ، مؤكدآ على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي خلال الفترة القادمة من خلال وضع نموذج للحوار متضمنا آليات وتوقيتات التنفيذ .
تعليقات ختامية للجلسة الثالثة
1-أكد السفير رخا حسن بأن على الرغم من أهمية المؤتمرات لكن لاطائل منها طالما لم تقترن بحل حقيقي لنقاط الخلاف الرئيسية من خلال وضع آليلات محددة للتنفيذ.
-لابد من الحذر من التصرفات الاسرائيلية فعلى الرغم من ترحيبها بدعوة الرئيس السيسي فقد أتى رئيس الحكومة بأولمرت كوزيرآ للدفاع ليتم الدفع نحو المزيد من المواقف المتطرفة، فضلا عن إصرارها على المفاوضات الثنائية .
2-تساءلت د.أميرة الشنواني عن أهمية المفاوضات في ظل افتقارها لسقف زمني محدد وممارسة الولايات المتحدة ضغوطآ دولية ، وفي ظل الاصرار الاسرائيلي على ادخال تعديلات على المبادرة العربية في ظل وجود رفض عربي .
وعليه فهناك خياران لحل القضية إما بانتظار نظام دولي جديد يسمح بدخول قوى أخرى ، أو إعادة العرب لتاريخ النضال المسلح للتغلب على المماطلة الاسرائيلية.
3- وفي تعليق للسفير منير زهران حول فكرة النضال المسلح، أكد سيادته بأن هذا المنهج لم تتبعه كل الدول خلال مقاومتها للاحتلال ،بل كانت هناك حركات للمقاومة السلمية والتي على رأسها المقاطعة الاقتصادية .
وأوضحأن العرب لاينبغي أن يتأملوا كثيرآ من الإدارة المريكية القادمة فسواء أكان الفائز بالرئاسة من الحزب الديمقراطي(هيلاري كلينتون)أو من الحزب الجمهوري(دونالد ترامب) فلن تفوت إسرائيل أي فرصة تحقق لها مرادها .
4-أكد السفير محمد حجازي بأن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات أجندة القمة العربية القادمة والتي سعقد في نواكشوط في 17 يوليو، معربآ عن أمله في صدور قرار يدعم المبادرة العربية ويحترم كل بنودها .
– زيارة أبو مازن لفرنسا كانت خطوة هامة حتى يتم ادراج البنود الفلسطينية في البيان الصادر- على الرغم من أن البيان لم يحدد سقف زمني للمفاوضات ولا مجموعات عمل للقيام بعملية التفاوض.
– الوضع الداخلي الإسرائيلي يلعب دورآ مهمآ في الدفع بالمفاوضات أو تأخيرها ، ولو تم توسيع المعسكر الصهيوني ومثل حزب العمل في الحكومة الصهيونية فقد تحدث انفراجة في الموقف الاسرائيلي الحالي .
5-أكد السفير حازم أبو شنب على التمسك الفلسطيني بمبدأ المقاومة السلمية وان وجدت بعض المقاومة المسلحة الا ان ذلك لايعني التخلي عن مبدأ السلمية.
وخلال مداخلته وجه سيادته عدد من الأسئلة؛
– حول الموقف الإسرائيلي، عن الثمن الذي يحتاجه أبو مازن للدخول في مفاوضات ثنائية وعن ضرورة وضع جدول زمني لذلك.
– وحول الموقف الأمريكي ،عن حقيقة الدور الأمريكي الذي يعول عليه الفلسطينيين والعرب في المستقبل.
– وحول الموقف الروسي ،عن حقيقة الدور الروسي الذي يعول عليه الفلسطينيين والعرب في المستقبل.
6-شدد السفير محمد أنيس سالم على أن تغير الاستراتيجية الأمريكية السابقة و الانسحاب من المنطقة فضلا عن خروج بريطانيا يؤكد على حدوث تغير جوهري في الموقف الدولي وينبئ بتغير معادلة القوى وتزايد الاقتراب البريطاني الأمريكي والتنسيق في جميع المواقف وبخاصة داخل مجلس الأمن.
– وتساءل حول سبب تأخير تقريرالرباعية الدولية ، وتغيب وزير خارجية بريطانيا عن مؤتمر باريس، وعن حقيقة الموقف الروسي تجاه إسرائيل.
7-أكدت السفيرة جيلان علام أن الساحة الآن تشهد عملية إعادة التوازن والتوجه للقوى الموجودة على الساحة وأوضحت أن الدول العربية تعاني من الضعف ونقص الامكانيات وفي ظل هذا الضعف فلابد من بلورة موقف عربي موحد تتبناه الدول الرائدة لإحياء عملية المفاوضات وبخاصة مصر ، نظرآ لتوافر عناصر تساعد على ذلك فضلا عن عضويتها في مجلس الأمن ،والعمل على بناء تحالف عربي مع كل من روسيا والصين ، واستثمار كافة سيناريوهات الحل .
8-وخلال رد السفيرعزت سعد حول التساؤلات السابقة، أكد أن وزراء خارجية كل من بريطانيا وألمانيا وروسيا لم يحضروا اجتماع باريس وعليه فلم يكن تغيب وزير خارجية بريطانيا هو التغيب الوحيد، مؤكدآ أن فرنسا فشلت في اقناع الاتحاد الأوروبي في تبني هذه المبادرة لتكون مبادرة أوروبية وليست فقط فرنسية .
وفيما يخص العلاقات الروسية الإسرائيلية ، شدد سيادته على أنها علاقة استراتيجية على كافة الأصعدة وبخاصة العسكرية –فروسيا خلال حربها في جورجيا تأكدت من مدى تخلفها في التكنولوجيا العسكرية وعقب انتهاء الحرب رصد بوتين ميزانية عسكرية لتحديث الأسطول الروسي بمساعدة شركائها وعلى رأسهم إسرائيل ، كما ان العديد من الدول العربية تتمتع بعلاقة جيدة مع إسرئيل وبالتالي فالعلاقة الاستراتيجية بين روسيا وإسرائيل لاتهدد مصالح روسيا الإستراتيجية في المنطقة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن علاقة روسيا مع الغرب تعلو على ما عداها من أي علاقات مع دول العالم وهو ما تضح خلال المفاوضات مع ايران فالموقف الروسي كان موقف غربي أكثر من الغرب وحرصت روسيا على الالتزام الكامل بكافة قرارات مجلس الأمن –بل قامت بإيقاف تزويد ايران ببعض الأسلحة على الرغم من عدم ذكرها كصواريخ s-300، وماحدث من اتفاق مع ايران هو نتيجة لتلاقي المصالح الروسية مع ايران ، وعليه فالإستراتيجية الروسية تعطي الاولوية للغرب خصوصأ مع حاجة روسيا للتكنولوجية الغربية لتحقيق النهضة الاقتصادية وبخاصة في مجال استخراج الطاقة والذي يمثل 60%من ميزانية روسيا.
9-فيما أكد السفير طارق القوني بأنه لابد من إعطاء أبو مازن بعض المكتسبات خلال عملية التفاوض تتمثل في التمسك بالشروط الفلسطينية المطروحة والمتعلقة بوقف الاستيطان والإفراج عن الأسر وتحسين الوضع الاقتصادي وحركة الأفراد في الضفة وغزة.
وأشار للدور المصري المؤثر بقوة في القضية الفلسطينية خروج البيان الصادر عن مؤتمر باريس في صورته الحالية مؤكدآ على ان البيان كان به قصور شديد تم تلافيه نتيجة الدور المصري المبذول في هذا الشأن.
10- وأوضح الدكتور محسن توفيق أن منظومة المفاوضات الحالية تحتاج لضغط دولي وحدوث تغير جوهري يؤثر على الأوضاع الحالية وتؤدي لبدء المفاوضات ويتوافق مع ذلك تحرك مصري وعربي.
11-وأكدت الدكتورة جيلان جبر بأن التقسيم الحالي للمنطقة لم يعد فقط تقسيم للحدود بل هو تقسيم للنفوذ على المنطقة وعليه لابد من التوصل إطار محدد لبدء عملية السلام حقيقة ومن سيقود المنطقة .
أن إسرائيل لديها حلفائها في المنطقة وعلاقات استراتيجية مع تركيا وإيران ولكن على الرغم من ذلك فإسرائيل لاتطمئن لأي حليف سوى مصر وترغب دومآ في ان تكون مصر موجودة في أي تحالف قائم .
12- وأكد د.بركات الفرا أن اسرائيل لن تتحرك أي خطوة تجاه عملية السلام إلا إذا شعرت بالخطر وبوجود ما يهددها فعليا –وهو ما تضح في التعامل الدولي مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش فلم تتم مواجهة التنظيم بقوة إلا بعدما اتضح مدى خطورته على الأمن العالمي.
وتعليقآ على الدعوة للتطبيع مع اسرائيل وتشكيل مثلث مصري سعودي إسرائيلي ، فقد أكد على أهمية أن تعي المنطقة بالتقسيم المخطط لها على أساس عرقي وديني والذي يتم تنفيذه حاليا وأن تتحد معا بدلا من التطبيع مع اسرائيل .
وفي ختام كلمته وجه السيد السفير الدعوة للمجلس بدراسة عقد مؤتمر مصغر عربي-عربي لرسم توجه واضح حول ما يحدث في المنطقة.
13- أوضح السفير علاء السنوسي بأن الولايات المتحدة وفي اطار مواجهتها للتمدد الصيني في المنطقة الآسيوية ، ستترك الشرق الأوسط للقوى الصاعدة (تركيا وإسرائيل وإيران) خاصة في ظل حالة الضعف الذي تعاني منه المنطقة، موضحآ ان روسيا لن تترك الشرق الوسط وسيستمر نفوذها في المياه الدافئة في بحر إيجه والمتوسط وميناء طرطوس.
14- وشدد د.جمال يوسف على أهمية اتمام المصالحة الفلسطينية قبل البدء في المفاوضات ، ووجود حشد ودعم عربي قوي قبل التوجه للأمم المتحدة عن طريق البدء في حوار استراتيجي عربي –عربي لوضع خارطة طريق لمواجهة الأزمات الحالية.
الخلاصة والتوصيات
– وفي الختام أشار اللواء.محمد إبراهيم الى عدد من النتائج والتوصيات المستخلصة كما يلي:
*النتائج
– طرحت المبادرة الفرنسية في ظل وضع اقليمي صعب ولكنها تمثل بارقة أمل يجب استثمارها.
– تكمن أهمية المبادرة في إعادة الزخم للقضية الفلسطينية وهو ما طرحته مصر في تصريحات الرئيس السيسي عندما دعا الأطراف الى العمل من أجل إحياء عملية السلام.
-أن الدول العربية تتعامل مع حكومة إسرائيلية شديدة التطرف وبالتالي لن تتحرك إسرائيل إلا في حالة وجود تهديد لها.
– الوضع الحالي للمنطقة يؤثر على الوضع الحالي لعملية السلام.
-إسرائيل تتحرك في شكل ثنائي وليس جماعي في عملية السلام والدور الأمريكي هام لعملية السلام ولابد من تنسيق موقفنا مع حلفائنا وبالأخص روسيا والصين.
*التوصيات
– يجب أن يظل الدور المصري دورآ فاعلآ في القضية الفلسطينية فلابد من التحرك في القضية الفلسطينية والتحرك بشكل موازي في عملية المصالحة أيضآ، ولكننا نجحنا في التواصل لمراحل متقدمة في المصالحة وهذا دور مصري لايمكن لأي دولة في العالم أن تقوم بهذا الدور. – استثمار عضوية مصر في مجلس الأمن للعامين 2016/2017 لتحريك العملية.
– عند طرح مصر رؤية للقضية الفلسطينية لابد ان تكون رؤية شاملة ومتكاملة متضمنة لآليات ومبادئ التنفيذ وبلورة ما دعا اليه الرئيس السيسي في مبادرته.
-لا يجب في الفترة الحالية أن نتحدث في عن أي تغير في المبادرة العربية ، فلابد من تنشيطها أولآ ووضع آليات لتسويقها وتنفيذها كما هي .
– لابد من تنشيط وحشد الرأي العام الاسرائيلي وعدم تركه لليمين المتطرف.
– الاستمرار في دعم المبادرة الفرنسية حتى تستكمل كافة مراحلها حتى لو وجد رفض إسرائيلي ودعم أي مسارات أخرى مع هذه المبادرة.
– لابد من السير نحو المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام في أسرع وقت.
– بلورة كافة البدائل بشكل عملي ومختصر ووضع آليات لتنفيذها والاستناد الى المرجعيات في استئناف المفاوضات واستمرار المقاومة السلمية والمظاهرات حتى يتم الضغط على اسرائيل .
– أهمية الدعم العربي الفلسطيني وبخاصة الدعم المصري.
– لابد وأن تكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة العربية القادمة في موريتانيا وأن تخرج القمة بآليات لتفعيل الموقف العربي في القضية الفلسطينية.
– اهمية توحيد الموقف العربي تجاه إسرائيل وتفعيل الدور المصري في مواجهة بعض القوى الاقليمية.
– تعيين مبعوث خاص للرئيس للترويج لمبادرة الرئيس السيسي عقب اكتمال عناصرها.