مصر وسودان جديد السفير عبد الرؤوف الريدي
أغسطس 20, 2019التوتر الامريكى الايرانى
أغسطس 24, 2019
بتاريخ 22 أغسطس 2019، عقد المجلس المصري للشئون الخارجية حوار مائدة مستديرة بشأن “مستقبل السودان الجديد وعلاقاته بمصر” في ضوء التطورات الجارية في الساحة السياسية السودانية. وقد شارك فيها عددٌ من أعضاء المجلس من ذوي الاهتمام بالشأن السوداني، وكذلك خبراء ضيوف من غير أعضاء المجلس.
وفى افتتاحيته للندوة، أشار السفير رئيس المجلس إلى أن نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير أضرَّ بشدة بالعلاقات بين الخرطوم والقاهرة خلال الثلاثين عاماً التي حكم فيها السودان، وقام بتنشئة أجيال على كراهية الدولة المصرية، وصوَّرها كمحتل لمثلث حلايب وشلاتين التي تدَعى السودان سيادتها عليه. كما أشار، في المقابل، إلى الإعلان الدستوري الذي تم توقيعه في 17 أغسطس في العاصمة السودانية الخرطوم، بحضور عددٍ من ممثلي بعض الدول الإفريقية والعربية، ومثَّل مصر في مراسم التوقيع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، كذلك أشار إلى ما قام به أعضاء المجلس الانتقالي السيادي من حلف لليمين الدستورية في 21 أغسطس، بما عُدَّ خطوة هامة وحاسمة في الحياة السياسية في السودان ليبدأ صفحة جديدة يطوي بها أخرى سوداء امتدت لنحو 30 عاماً.
وقد بدأ النقاش بمداخلة من السيد السفير/ أسامة شلتوت- مساعد وزير الخارجية لشئون السودان، حيث عرض الأسباب وراء المظاهرات والاحتجاجات التي قادت إلى إسقاط نظام البشير، والإعلانين الأول والثاني الصادرين عن المجلس العسكري الانتقالي، والقوى والتيارات الجديدة في السودان وتلك المنخرطة داخل تيار الحرية والتغيير وتجمُع المهنيين…إلخ.
وقد تناول السفير شلتوت موقف مصر من التطورات الجديدة في السودان، مؤكداً حرص القاهرة على استقرار وأمن السودان. وفي هذا السياق، تناول دعوة مصر، بوصفها رئيس الاتحاد الإفريقي، إلى عقد إجتماع تشاوري حول الوضع في السودان بمشاركة الترويكا الإفريقية ودول الجوار ودول الإيجاد، واقتراح مصر مد مهلة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف السودانية من 15 يوماً إلى ثلاثة أشهر قلًصها مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى شهرين فقط، وذلك قبل أن يؤدي فض المجلس العسكري الاعتصام بالقوة في 3 يونيو 2019 إلى تزايد الضغوط الغربية التي قادت إلى إعلان مجلس السلم والأمن إلى تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.
وقد تطرًق السفير مساعد وزير الخارجية لشئون السودان إلى مواقف الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة من الأوضاع الجديدة في السودان والتحديات التي يواجهها في هذه المرحلة وفي المستقبل المنظور، لاسيما الأزمة الإقتصادية الطاحنة والمشكلة بين المركز والأطراف والتحدي بين المؤسسة العسكرية وميليشيات الظل بجانب تحدي الدولة العميقة وكيفية تفكيكها ونمط التعامل بين القوى داخل السودان، وغيرها الكثير من التحديات.
وقد جرى نقاش بين المشاركين وهم السفراء: د. منير زهران، وعبد الرؤوف الريدي ود.عزت سعد، ود. صلاح حليمة، والأستاذ/د. سيد فليفل – عضو مجلس النواب، والأستاذ/ هاني رسلان – مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، و أ. محمود مراد- الكاتب الصحفي وعضو المجلس. وقد توافق المشاركون حول الأهمية القصوى لاستقرار السودان في هذه المرحلة وأنه يتعين على مصر تبني رؤية مختلفة تجاه السودان غير تلك التي كانت إبان سنوات حكم البشير الثلاثين.
ومن جانبه اقترح السفير/عبد الرؤوف الريدي دعوة المجتمع المصري بكل فئاته، والمجلس المصري للشئون الخارجية تحديداً لتشكيل مجموعة عمل خاصة بالسودان، تضع تصوُراً لآفاق التعاون في الحقبة المقبلة. وأضاف أنه من المهم تبني المجلس مبادرة لتشكيل وفد من ممثلي المجتمع المدني للذهاب للسودان والتواصل مع الفعاليات هناك في هذه المرحلة المصيرية، وتأكيد اهتمام مصر بالتطورات الجارية والتي تنبئ ببدء مرحلة مفصلية في تاريخ السودان، يمكن أن تكون أيضاً مرحلة جديدة وإيجابية في العلاقات المصرية/السودانية التي عانت كثيراً طوال العقود الثلاثة الماضية.
وقد خلُص الحوار إلى مجموعة من التوصيات حول سبل دعم السودان الجديد والتفاعل معه ودعمه في هذه المرحلة الدقيقة.