زيارة وفد سريلانكا للمجلس
ديسمبر 11, 2019ندوة دولية حول” الصين والعالم في عصر جديد”
ديسمبر 16, 2019
في إطار احتفالات الدبلوماسية الأذربيجانية بعيدها المئوي، استضاف المجلس، بمقره بتاريخ 14 ديسمبر 2019، ندوة مشتركة مع مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية حيث تم عرض كتاب الدكتور/ إميل رحيموف المستشار الثقافي لسفارة أذربيجان بالقاهرة.
وقد شارك في الندوة التي أدارها السفير/د. عزت سعد – مدير المجلس، كل من: السفير/ يوسف الشرقاوي – عضو المجلس، والدكتور/ عادل درويش – المدير السابق للمركز الثقافي المصري لدى جمهورية أذربيجان، والأستاذ/محمد سلامة الكاتب الصحفي ومدير تحرير جريدة الأخبار سابقاً، بحضور عدد من الخبراء والأكاديميين من أعضاء المجلس ومن غير الأعضاء.
بدأت أعمال الندوة بكلمة للسفير /د. عزت سعد تناول فيها الآتي:
1- أن الدبلوماسية الأذربيجانية لايزيد عمرها في الواقع عن 35 عاماً لأنه ووفقاً لأحكام القانون الدولي فالدبلوماسية هي المظهر الأساسي لسيادة واستقلال الدولة ولايمكن الحديث عن ممارسة الدولة للدبلوماسية إلا في حال استقلالها، وفي الحالة الأذرية فهذا لم يتحقق نتيجة للغزو السوفيتي والذي بوجوده زالت الشخصية الاعتبارية للدولة، ومع زوال الاتحاد السوفيتي ، بدأت أذربيجان في ممارسة الدبلوماسية متعددة الأطراف التي تحكمها اتفاقية عام 1975 وليست اتفاقية جنيف للعلاقات الدبلوماسية الثنائية عام 1961، وكان هذا بهدف وضعها في إطار عضوية مؤتمر فرساي بهدف الحصول على اعتراف دول المنظمة الأعضاء باستقلالها وتحوز على شخصيتها الاعتبارية والاعتراف بها، وهو مالم يحدث آنذاك.
2- إن الموقع الجيوسياسي فرض على الدولة الأذرية التعامل مع العديد من التحديات. فبجانب كونها نقطة التقاء مابين آسيا الوسطى وأوروبا فهي عضو في نحو 38 منظمة حكومية كلها منظمات إقليمية متباينة، فبجانب عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي، هي عضو في منظمات دولية كالأمم المتحدة ومجلس أوروبا، وعضويتها في الأخير لايعني أنها عضو في الاتحاد الأوروبي ولكن تربطها اتفاقيات شراكة مع دوله، وكذا مع الناتو بالإضافة لعضويتها في تجمع دول الكومنولث(CIS) الذي يضم دول الفضاء السوفيتي السابق.
3- أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها الدولة الأذرية تتمثل في وقوع 20% من أراضيها تحت الاحتلال الأرميني ، وهو الأمر الذي دفعها للعب دور نشط لاستصدار قرارت دولية تثبت أحقيتها وسيادتها على تلك الأراضي ولكن لم يتم وضعها موضع التنفيذ حتى اليوم، وهو الأمر الذي يسلط الضوء على أحد المشكلات الرئيسية في النظام الدولي المعاصر وهي أن القانون الدولي العام نفسه هو قانون إرادي بمعنى أن تنفيذه يرتبط بإرادة الدول وهو قانون يخضع لتوازن القوى، وهو مايمكن أن نلاحظه في القضية الفلسطينية والتي لم يتم حلها حتى اليوم رغم وجود العديد من القرارات الصادرة والمثبتة لأحقية الشعب الفلسطيني في أرضه.
4- تعليقاً على كتاب السيد/إميل رحيموف، نوًه السفير سعد، بأن الكتاب بوجه عام يعبر بقوة وبشكل واضح عن مراحل الدبلوماسية الأذرية، ولكنه في ذات الوقت ، يعطي إشارة لمن يقرأه بالمساواة بين مصطلح الدبلوماسية ومصطلح السياسة الخارجية للدول، وهو خلط غير صحيح. فالدبلوماسية هي أداة من أدوات السياسة الخارجية، ولكن لايجوز مساواتها بالسياسة الخارجية ، فالسياسة الخارجية مظلة تنطوي على العديد من الأدوات لتحقيق أهدافها فالحرب والعقوبات الاقتصادية والقوة كلها أدوات للسياسة الخارجية.
-عقب ذلك أعطى السفير سعد الكلمة للدكتور إميل رحيموف لاستعراض كتابه حيث ألقى الضوء على أبرز المحطات التاريخية للدبلوماسية الأذربيجانية، وجاءت كلمته على النحو التالي:
من المعلوم أنّ الدبلوماسية هي الأداة التنفيذية للسياسة الخارجية لأي دولة، حيث ترتكز هذه الأداة على أربعة أبعاد:سياسية، اقتصادية، ثقافية وأمنية.فالدبلوماسية الأذربيجانية بتطوراتها عبرت عن هذه الأبعاد الأربعة:
أولاً: – على المستوى السياسي:
ارتكزت الدبلوماسية الأذربيجانية على مجموعة من القيم والمبادئ الإيجابية كالتعاون المشترك، واحترام سيادة الدول واستقلاليتها، وعدم التدخل في شئونها الداخلية منذ تأسيسها في عام 1918، لتكون أول نظام الجمهورية الديمقراطية في الشرق الإسلامي. حيث تم الاعتراف الفعلي والجماعي لجمهورية أذربيجان بهذا الاستقلال في مؤتمر السلام “فرساي” بفرنسا من قبل الحلفاء المنتصرين بتاريخ11 يناير لعام 1920.
وسبقت جمهورية أذربيجان الديمقراطية معظم الدول بإنجازات بارزة ولاسيما في هذه الفترة الصعبة يمكن تلخيصها فيما يلي:
-
تم تأسيس نظام الجمهورية البرلمانية الديمقراطية في 28 مايو 1918؛
-
تم تأسيس البرلمان في ديسمبر 1918؛ وأعطى البرلمان حق التصويت والاقتراع للمرأة وسبق بها الدول المتقدمة في ذلك الوقت.
-
تم تأسيس الجيش الوطني من 40 ألف جندي. وبفضل هؤلاء تم تحرير العاصمة باكو من احتلال البلشفية والعصابات المسلحة للطاشناك الأرمن.
وإذا كان صحيحًا أن الدبلوماسية الأذربيجانية واجهت تحديًا كبيرًا خلال فترة العشرينيات وحتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي مع وقوع البلاد تحت نيران الاحتلال السوفيتي، إلا أنها سرعان ما استعادت دورها والدفاع عن استقلالها في عام 1991.ولكن الشعب الأذربيجاني ناضل طوال هذه الفترة- وهي فترة استعمار الاتحاد السوفيتي- بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على خصوصيته الثقافية وهويته الدينية ومرجعيته التاريخية.
واليوم اكتسبت جمهورية أذربيجان سمعة كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي، حيث أقامت علاقات دبلوماسية مع أكثر من 170 دولة، وأصبحت عضواً في منظمات إقليمية ودولية، أبرزها: منظمة الأمم المتحدة (عام 1992)، منظمة التعاون الإسلامي (1991)، منظمة الأمن والتعاون الأوروبي (1992)، وعضوية الناتو لبرنامج السلام (1994)، وعضويتها في مجلس أوروبا عام 2001. وانتخاب أذربيجان عضواً غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة عام 2012-2013. وعضويتها في منظمة حركة عدم الانحياز عام 2011، ورئاستها لهذه الحركة من عام 2019 إلى 2022.
كل هذا يدل على أن الدبلوماسية الأذربيجانية قد تمكنت بفضل رؤية القيادة السياسية من تجاوز الكثير من التحديات، وتحقيق نجاحات وإنجازات على مختلف الأصعدة.
ثانيًا: على المستوى الاقتصادي، سعت الدبلوماسية الأذربيجانية إلى تعزيز كافة أشكال التعاون الدولية والإقليمية والثنائية، إدراكًا بأن من أبرز المهام الدبلوماسية هو النهوض بالاقتصاد الوطني فى بُعده الخارجي، وهو ما كان موضع تقدير من قبل المؤسسات الاقتصادية الدولية، فعلى سبيل المثال: وفقًا لمنتدى دافوس الاقتصادي الذي يعتبر المنتدى الاقتصادي الأكثر موثوقية في العالم، شغلت أذربيجان المرتبة 25 في العالم من حيث قدرتها التنافسية. كما ارتفع احتياطي النقد الأجنبي في البلاد إلى 50 مليار دولار أمريكي، والدين الخارجي للبلاد يشكل 17% من الناتج المحلي الإجمالي. وحجم الاستثمارات في البلد وصل إلى 270 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الماضية. ويمثل النفط والغاز 70% من صادرات أذربيجان و50% من ميزانية الدولة. وخلال السنوات الأخيرة تحولت أذربيجان من دولة مقترضة إلى دولة مانحة. واليوم يشكل إقتصاد أذربيجان 70% من إقتصاد جنوب القوقاز في المنطقة.
ونقول بكل تأكيد، إنه لا يوجد مشروع إقليمي أو دولي في هذه المنطقة إلا وتلعب أذربيجان دوراً رئيسيًا في تحقيقه وإنجازه. مثال ذلك، مشروعاتTAPو TANAP.
ثالثًاً: على المستوى الثقافي، تمكنت أذربيجان من تحقيق نجاحات ملموسة عالميًا في المجال الثقافي، وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها أذربيجان في هذا الخصوص، إعلان الرئيس إلهام علييف عام 2016 عامًا للتعددية الثقافية.
وقد أخذت أذربيجان على عاتقها تنفيذ مشروعات كبيرة ومتنوعة لنشر التعددية الثقافية في العالم، ومن هذه المشروعات تدريس مادة “التعددية الثقافية”، فقد نجحت في تدريس هذه المادة في خمس عشرة جامعة خارج البلاد (مثل إيطاليا، بولندا، روسيا، تركيا، البرتغال وغيرها من الدول).
على الجانب الآخر اتخذت أذربيجان قرارًا ملفتًا للنظر فى تخصيص عامٍ للتضامن الإسلامي، بإعلان الرئيس إلهام علييف عام 2017 عامًا للتضامن الإسلامي، وهو ما نعتبره مساهمة قيٍمة، عززه افتتاح قسم الثقافة الإسلامية في متحف لوفر في باريس بدعم دولة أذربيجان، وتنظيم معرض أذربيجان كدولة مسلمة في الفاتيكان لأول مرة في التاريخ، واختيار أذربيجان لانعقاد ألعاب التضامن الإسلامي على أراضيها خير مثال على هذا، وتم اختيار مدينة باكو عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009. كما تم اختيار مدينة ناختشوان عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2018.
وغني عن البيان أن أذربيجان تتميز بنموذج فريد بين العالم الإسلامي- بالمقارنة بما يحدث في دول عديدة- إذ نرى فيها أمنًا واستقرارًا وجوًا مليئًا بالتسامح والتعايش السلمي بين أتباع الديانات السماوية والمذاهب الإسلامية.
وخلال السنوات القليلة الماضية استضافت أذربيجان المنتديات الإنسانية الدولية العديدة، والمنتديات العالمية للحوار بين الثقافات، والمؤتمر الدولي حول دعم فلسطين في منظمة التعاون الإسلامي، وقمة باكو للزعماء الدينيين من مختلف الأديان.
رابعاً:وأخيرًا،على المستوى الأمني، يعد استمرار الاحتلال الأرميني للأراضى الاذربيجانية التحدي الأكبر للدبلوماسية الأذربيجانية في كيفية لعبها دورًا مهمًا في حماية الأمن القومي، كما أشار الرئيس إلهام علييف بأنه: “اليوم، يمكننا حل قضيتنا الرئيسية (النزاع بين أرمينيا وأذربيجان) بالوسائل العسكرية. ولكننا نعتقد أن إمكانات المفاوضات ليست مستنفدة… أذربيجان قادرة على حسم النزاع لصالحها عسكريًا، إلا أن إيمان أذربيجان في أن الحلول العسكرية ليست هى الآلية الأنسب لحسم الصراع خاصة في ظل إمكانية اللجوء إلى الأدوات والآليات غير العسكرية وفى مقدمتها الأداة الدبلوماسية والتي استطاعت أن تحقق نجاحات عديدة في كشف زيف الإدعاءات الأرمينية في احتلالها للأراضى الأذربيجانية، ولا ننسى أن إصدار 4 قرارات عن مجلس الأمن للأمم المتحدة والتي تطالب جمهورية أرمينيا بسحب جيشها من أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة خير دليل على أحقية الدعوى الأذربيجانية وسيادة ووحدة أراضيها. ولكن أود أن أختصر هنا أبرز ما حققتها الدبلوماسية الأذربيجانية في هذا الشأن خلال عام واحد فقط، حيث نجحت هذه الدبلوماسية في جعل عدد من المنظمات الدولية تتبني الوثائق التي تؤكد على الحق الأذربيجاني في الأراضى المحتلة في قاراباغ والأقاليم المجاورة، منها:
-
الوثيقة الختامية للقمة 18 لمنظمة حركة عدم الانحياز المنعقدة في باكو خلال يومي 25-26 من شهر أكتوبر لعام 2019، حيث أكد البيان الصادر في ختام القمة على اتفاق الأعضاء على التمسك بمبادئ باندونج لحركة عدم الانحياز، كما أكدوا كذلك على دعمهم الثابت لسيادة جمهورية أذربيجان على كامل أراضيها، وتضامنهم معها في استعادة أراضيها المحتلة وسلامتها الإقليمية.
-
الوثيقة الختامية لاجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي المنعقد في (دوشنبه) في 16-17 إبريل 2018، تضمنت فقرة حول خطورة أثر النزاع الأرمني الأذربيجاني على مجال التعاون الاقتصادي الإقليمي وتسوية النزاع في وقت قريب على مبادئ احترام السيادة والسلامة الإقليمية لجمهورية أذربيجان.
-
في الدورة 45 لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مدينة دكا – بنغلاديش خلال يومى 5- 6 مايو 2018، تم تبني القرارات الخاصة بالعدوان الأرميني على أذربيجان ومحو التراث الديني والثقافي في الأراضي المحتلة.
-
في الإعلان الختامي لقمة الناتو التي عقدت في بروكسل في الفترة 11-12 يوليو 2018، واصل أعضاء التحالف دعم وحدة أراضي وسيادة أذربيجان وتناولوا تسوية الصراعات القائمة في المنطقة على أساس هذه المبادئ.
-
اتخذت منظمة اليونسكو موقفًا رافضًا للسياسة الأرمينية في التعامل مع التراث الثقافى الأذربيجاني في الأراضى المحتلة، وأشارت إلى خطورة ما تقوم به أرمينيا من تدمير وتخريب للآثار والمقدسات الإسلامية التاريخية والحضارية في أراضي أذربيجان المحتلة نتيجة عدوانها، معتبرة أن الدمار الشامل والهمجي الذي لحق بالمساجد وغيرها من الأماكن الإسلامية المقدسة في أذربيجان بغية التطهير العرقي من قبل أرمينيا يعتبر جريمة ضد الإنسانية.
وبالتالي وبدون التطرق إلى القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات الدولية خلال السنوات الماضية لعدم الإطالة، ولكن أود التأكيد بأنه لا يوجد هناك قرار واحد لصالح جمهورية أرمينيا في النزاع المذكور.
نهاية القول إن الدبلوماسية الأذربيجانية في عيدها المئوي واجهت تحديات، وحققت نجاحات، وأحرزت إنجازات يشهد بها الجميع. ومما لا شك فيه، أن جمهورية أذربيجان استطاعت بفضل حكمة زعيمها ورؤية قائدها حيدر علييف، أن تثبت للعالم قدرتها منذ استقلالها على الصمود وتجاوز المخاطر ومواجهة كافة التحديات، حتى نجحت في تحقيق الاستقرار السياسي والتطور الديمقراطي والنهضة الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، كما أصبحت أذربيجان اليوم تحت قيادة الرئيس إلهام علييف دولة ذات مكانة مرموقة في عالم اليوم، حيث نجحت في مد جسور التعاون مع مختلف الفواعل الدولية والإقليمية.
– عقب ذلك تحدث السفير يوسف الشرقاوي – عضو المجلس، وسفير مصر الأسبق لدى جمهورية أذربيجان، عن العلاقات الثنائية المصرية/الأذرية حيث أكد أن تلك العلاقات ممتدة منذ قرون عديدة وتشهد على ذلك الكثير من الكتب التاريخية حول العلاقات بين البلدين وبصفة خاصة العلاقات الثقافية ومن أهم المؤسسات التي لعبت دوراً في تطوير العلاقات بين البلدين هي جامعة الأزهر، والعلاقات القوية التي تجمع بين الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس المجلس الأعلى لجنوب القوقاز بل إن الكثير من النخب الأفغانية هم من خريجي جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات المصرية.
وبالإضافة لتلك الجهود فقد لعبت وزارة الخارجية المصرية دوراً في دعم العلاقات المصرية/الأذرية من خلال صندوق التعاون الفني مع دول الكومنولث خاصة وأن هذا الصندوق كان يقدم دورات تدريبية متنوعة. وكانت أذربيجان من ضمن أوائل الدول المستفيدة من هذه الدورات. وهناك العديد من الطلبة المصريين الذين تلقوا تعليمهم بأكاديمية البترول في أذربيجان، حيث أصبحت تقوم بدور هام لم يقتصر على الدور التعليمي وإنما شمل كذلك مجالات الفن والثقافة والسينما.
وقد تحدث د. عادل درويش – المدير السابق للمركز الثقافي المصري لدى جمهورية أذربيجان، عن العلاقات الثقافية المصرية/الأذرية، حيث أكد دور تلك المراكز الثقافية في تقديم أنشطة ثقافية وتعليمية تنفيذاً للمهام والمسئوليات المحددة لها بأن يكون لها دوراً هاماً في الترويج والدعاية للسياحة إلى مصر من خلال أنشطتها المختلفة. وقد حرصت مصر على نشر ثقافتها في دولة أذربيجان وإيماناً منها بأهمية هذا البلد فقد افتتحت مصر المكتب الثقافي المصري في باكو عام 1998 كأول مركز ثقافي أجنبي في أذربيجان كما أنه المكتب الثقافي الوحيد الذي افتتحته دولة عربية في دولة أذربيجان حيث يعد جسراً للتواصل الثقافي والتعليمي بين مصر وأذربيجان وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي يقوم بها المكتب لشرح دور مصر الحضاري والثقافي والتعليمي على المستوى العالمي.
وقد اهتم للمكتب الثقافي والتعليمي المصري بدولة أذربيجان بإقامة دورات للغة العربية، وإقامة الليالي الثقافية التي تضم عروض للفرق المصرية ومعارض للفنون التشكيلية والفنون الشعبية، وإصدار النشرات الثقافية حول الحضارة المصرية قديماً وحديثاً والعمل على تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب، وإقامة أسبوع للفيلم المصري في باكو من خلال عرض الأفلام الحاصلة على جوائز عالمية، وإقامة عروض سينمائية يومية بالمركز حيث يتم تنفيذ نشاط يومي للمناسبات القومية المختلفة لدى الجانبان، من إقامة معارض وفنون تشكيلية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية وعن التراث الحضاري المصري، بالإضافة لذلك توجد اتفاقيات ومذكرات تفاهم علمية موقعة بين الجانبين بما إجماليه 25 مذكرة تفاهم موقعة بين الجامعات المصرية والأذرية، وأخرى للتعاون في مجال نقل التكنولوجيا في التخصصات العلمية المختلفة. كما تشارك تلك المراكز في المناسبات التي تقيمها وزارة الثقافة والسياحة الأذرية وبالفعل تمت ترجمة مسرحيات للغة الأذرية ووجدت مكتبة تضم 1500 مطبوع وكتاب مترجمة للغة الأذرية، بل لأول مرة في العالم تم إدخال اللغة الأذرية لتكون من ضمن اللغات التي يتم تدريسها بكلية الآداب وبالإضافة لذلك فهناك العديد من الأنشطة المثيلة التي تتم بالتعاون مع السفارة المصرية في باكو.
– وحول مايجمع البلدان من علاقات تاريخية بين الدولتين المصرية والأذرية كانت مداخلة أ. محمد سلامة الكاتب الصحفي ومدير تحرير جريدة الأخبار سابقاً، حيث أكد أن علاقات مصر بأذربيجان هي علاقات تاريخية تمتد لما قبل العصر الحديث حيث شهدت تطوراً ملحوظاً في العصور التالية وكان هناك العديد من القضاة والعلماء الذين نهلوا من علوم الأزهر. وفي العام 2012-2013 وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين لأكثر من 3 مليارات دولار نتيجة للتعاون في مجال النفط والغاز وذلك لتلبية الطلب والاستهلاك الداخلي المصري ومؤخراً تم سداد نحو 700 مليون دولار لأذربيجان وهناك حاجة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين والبناء على العلاقات التاريخية الوثيقة والتي بدأت مع زيارة الرئيس جمال عبد الناصر لها، بصفة خاصة خلال زيارته لروسيا القيصرية، وذلك رغم أن الدولة الأذرية كانت جزءاً من الفضاء السوفيتي في ذلك الوقت. مختتماً حديثه في هذا السياق بالدعوة لتخصيص خط طيران مباشر بين الجانبين وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وفيما يتعلق بتحديات السياسة الخارجية الأذرية أكد أن أولى وأخطر تلك التحديات تتعلق بالاحتلال الأرميني لـ20% من أراضيها ورغم وجود محاولات لحل الأزمة على مدار 20 عاماً من المفاوضات ولكن الأزمة لم تراوح مكانها حتى اليوم ومن هنا كان حرص أذربيجان على الترويج عن قضيتها العادلة في المحافل الدولية كمنظمة التعاون الاسلامي ، فضلاً عن محاولة كسب القوى المحيطة بها كتركيا وروسيا وايران من خلال اتباع نهج وسطي ومتعدد الأطراف واتخاذ من القواعد الدولية، كاحترام السيادة والمساواة والندية في التعامل، أساساً لبناء علاقتها مع تلك الدول.