النيل هبة الحضارة المصرية القديمة
يوليو 21, 2021لقاء د. / محمود ضاهر عويس رئيس حزب التشاور الوطنى الصومالى
أغسطس 1, 2021
شهدت ندوة، نظمها المجلس المصري للشئون الخارجية، طرح شكوك حول الأهداف الحقيقية لما بات يُعرف بـ” الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمى”.
فقد عرضت د./ هبة جمال الدين، مدرس العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومى وعضو المجلس، كتابها المُسمَّى بـ”الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمى: المخطط الاستعمارى الجديد”.
وأشارت إلى أن “الديانات الإبراهيمية” مصطلح تم إطلاقه مع مطلع الألفية الثالثة؛ ليشير إلى الأديان السماوية الثلاثة. وجاء طرحه ضمن مفهوم جديد؛ لحل النزاعات والصراعات الممتدة والقائمة على أبعاد دينية متشابكة، وهو مفهوم “الدبلوماسية الروحية”؛ لتمثل خلاله الأديان الإبراهيمية أحد أبرز أركان هذا المفهوم الجديد؛ حتى أن البعض يراه كطرح بديل لنظرية “هنتنجتون” حول “صدام الحضارات”، ونظرية “فوكوياما” حول “نهاية التاريخ”؛ بل إنه يعكس نهجًا جديدًا داخل علم العلاقات الدولية عبر توطيد مفاهيم جديدة: كالتسامح العالمى، والأخوة الإنسانية، والحب، والوئام، بدلاً من الصراع والنزاع. ومع ذلك، لا يزال هناك نوع من التشكيك حول مغزى هذه الدبلوماسية الروحية، وهل هى حقًّا تنشد الوصول للسلام العالمى؟ أم هى مجرد طرح بديل لفوكوياما وهنتنجتون يحمل الغاية الصدامية نفسها، التي تُعلى من هيمنة الغرب وتحقيق مصالحه بالأساس؟
وفى هذا السياق، أكَّدت د./ جمال الدين على أهمية استكمال تناول أركان “الدبلوماسية الروحية”، وإعادة قراءة النص الدينى، وترجمته عبر ما يُعرف بدبلوماسية “المسار الثانى” أو المفاوضات غير الرسمية، التى تجمع رجال الأديان الثلاثة معاً بجانب الساسة والدبلوماسيين. بيد أنها قد تساءلت حول إمكانية الربط بين هذا الطرح وبين الجهود المبذولة من جانب إسرائيل للمطالبة بتعويضات من الدول العربية، التى عاش داخلها اليهود قبل هجرتهم منها؟ وهل الهدف هو تأصيل الإدعاء بوجود حقوق تاريخية أصيلة في هذه الدول؟! وفى هذا الصدد، عرضت المؤلفة تفصيلاً للأركان الأساسية للمفهوم، وأنصار هذه الفكرة، وأدواتهم لتنفيذها، وتداعيات ومخاطر ذلك، خاصةً على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.
ومن جانبه، نوه السفير د./عزت سعد مدير المجلس، في افتتاحه الندوة يوم 28 يوليو 2021،إلى أن مسألة المشترك الإبراهيمى قد كثُر الحديث عنها؛ باعتبار أن الأديان السماوية الثلاثة يجمعها مشترك روحى واحد، يسمى المشترك الإبراهيمى، كمدخل يتم تسويقه بأنه يحمل معانى الخير والأخوة الإنسانية والتسامح، ولكنه يظهر الآن على خلاف جوهره؛ نظراً لتسييسه من قِبَل القوى الدولية والعالمية والإقليمية ذات المصالح الخاصة؛ الأمر الذي يحمل في طياته العديد من التداعيات على الأمن القومى المصرى والعربى.