سفير الفلبين بالقاهرة: أصولي المصرية تدفعني لبذل أقصى جهد لتعميق علاقات البلدين على الأصعدة المختلفة
November 11, 2021توقيع المجلس مذكرة تفاهم مع مركز الدراسات الصيني العربي
November 15, 2021
تباين بشأن فاعلية الحركة ومستقبلها
المشاركون: يجب البناء على الرصيد الكبير لمصر بالحركة
فى ندوة بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، حول المشاركة المصرية فى الاحتفال، الذى استضافته صربيا في أكتوبر الماضى، بالذكرى الستين لعقد أول قمة لحركة عدم الانحياز فى بلجراد 1961، ظهر تباين، بين ما صدر خلال احتفال صربيا وبين تقييم ذلك بعيداً عن الجانب المراسمى، بشأن مدى فاعلية الحركة ومصيرها
فقد استضاف المجلس السفير/ إيهاب بدوى، مساعد وزير الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف والأمن الدولى؛ للحديث حول المشاركة المصرية . وافتتح اللقاء السفير د./ منير زهران رئيس المجلس، وشارك فيه السفراء/ عزت سعد مدير المجلس، يوسف الشرقاوى، محمد عبد المنعم الشاذلى، عادل السالوسى، وعلى الحفنى، بتاريخ 14 نوفمبر 2021.
وعالجت الندوة الجانب المراسمى الخاص بالاحتفالية، التى استضافتها جمهورية صربيا فى 11 و12 أكتوبر الماضى، و كذلك التقييم بعيداً عن الجانب المراسمى.
فبعيداً عن الجانب المراسمى، وتحليلاً لمسار الحركة، أشار السفير/ بدوى إلى أنه على الرغم من وجود 120 دولة أعضاء بالحركة، ما يجعلها بداهة ذات ثقل دولى، إلا أنه يُلاحَظ أن وتيرة النشاط الفعلى للحركة قد وهنت إلى حدٍ كبير، بل تكاد تكون منعدمة، ما يعنى أنه لم تعُد لها نفس الأولوية لدى الدول الأعضاء. ففى مقابل النجاح فى تحقيق الأهداف الجماعية الأساسية، التى نشأت من أجلها الحركة، من قبيل: مكافحة الاستعمار ودعم الاستقلال والحريات، أصبحت الأجندات الأحادية والمصالح الخاصة هى الظاهرة والمسيطرة الآن على الحركة. كما خفتت، بشكلٍ جلى، سِيَّر آباء الحركة المؤسسين؛ الذين استطاعوا توحيد الأمم والشعوب إبَّان نشأة الحركة. وقد تجلَّى ذلك بوضوح فى كلمات المشاركين فى الاحتفالية؛ من حيث تركيز كل بلد على ما يخصه من أزمات أو مشاكل أو أهداف يطمح إلى تحقيقها.
فى السياق عاليه، تمَّ التأكيد على أن حركة عدم الانحياز لا مستقبل لها بالمعطيات الحالية؛ إذ إن غياب العمل على تحقيق أهداف محددة يلتف حولها كافة الأعضاء، يجعل الحركة فى جوهرها عُرضةً للاستغلال من قِبَل قوى دولية مختلفة، وفق ما يتيسَّر لتلك القوى من إمكانيات وموارد؛ وهو ما يُفقِد الحركة هويتها، بل ويفرض مزيداً من القيود على أعضائها.
وأعاد المشاركون، فى الندوة، التأكيد على أهمية الحركة بالنسبة للدول الأعضاء، لاسيَّما فى ظل التطورات العالمية المضطربة والمتسارعة؛ مشددين على أن لمصر رصيداً كبيراً داخل الحركة، يجب البناء عليه وتعزيزه.
وعن الجانب المراسمى الخاص بالاحتفالية فى صربيا، نوهت الندوة إلى أن الاحتفالية شارك فيها 550 شخصاً مثلوا 105 دول و11 منظمة، وكانت مراسمية بالأساس. وقد افتتحها الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف (الرئيس الحالى للحركة)، الذى أشاد فى كلمته بالحركة، مؤكداً أنها تعد أكبر تجمع دولى بعد منظمة الأمم المتحدة، بعضوية بلغت 120 دولة ذات تنوعات سياسية وتاريخية وثقافية، فيما شدَّد على أهمية المبادىء التى نشأت على أساسها الحركة، والتى لا يزال بالإمكان تطبيقها اليوم. كما ألقى الرئيس الصربى “ألكسندر فوتشيتش” كلمة أكَّد فيها على أن التعاون وتنحية الخلافات جانباً هما السبيل الوحيد لتحقيق ما تنشده الدول من تنمية وازدهار، وأنّ على أعضاء الحركة العمل- أكثر من أى وقتٍ مضى- على تعزيز مفهوم التعددية. كما شهدت الفعالية كلماتٍ للرئيس الغانى “نانا أكوفو”، ولرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “عبد الله شاهد”، ولوزير خارجية روسيا “سيرجى لافروف”، ونظيره التركى “جاويش أوغلو”، فضلاً عن كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، إلى جانب كلمات الوفود المشاركة، ومن بينهم الوفد المصرى؛ تلك الكلمات التى أكَّدت فى مجملها على أهمية الحركة وضرورة العمل على تعزيز وجودها وأهدافها فى ظل السياق العالمى الراهن الملىء بالتحديات.
وصدر عن الفعالية بيان ختامى “غير رسمى”، من واقع بيانات المشاركين، تمَّ التأكيد فيه على: إجماع الدول الأعضاء على احترام الأسس والمبادىء، التى قامت عليها الحركة؛ التأكيد على عدم تضارب الأدوار بين الحركة والأمم المتحدة، والالتزام باحترام القانون الدولى الإنسانى؛ أهمية حل القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تكوين دولته المستقلة وعاصمتها القدس؛ الدعوة إلى توزيع اللقاحات بشكل عادل ومنصف بين كافة الدول؛ التكاتف لمواجه المخاطر المتعلقة بتغير المناخ وحقوق المناخ والتحديات الاقتصادية والتنموية؛ أهمية الإطار متعدد الأطراف لحل المشكلات بين الدول؛ التأكيد على ضرورة تطوير الحركة وتعزيزها على الساحة الدولية.
وقد توافق المشاركون، فى الندوة، على انتقاد البيان الختامى؛ لكونه لم يأتِ على ذكر قضايا فى غاية الأهمية، مثل: الإرهاب، ونزع السلاح النووى، والهيمنة الغربية الاقتصادية والفكرية؛ التى لا تزال تعانى منها بلدان الحركة.