فى مقابلة رئيس المجلس لسفير الهند الجديد : السفير: الصادرات المصرية إلى الهند زادت على نحوٍ كبير
نوفمبر 22, 2021فى مشاركته بقمة حول “مراكز الفكر فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”
نوفمبر 23, 2021
الخامس من يونيو يعكس استهدافاً دولياً لتدمير عبدالناصر بعد انتصاراته على الاستعمار
الارتباك السياسى لم يسمح لجيوش مصر وسوريا والأردن بالدخول فى مواجهة حقيقية مع إسرائيل
” الخامس من يونيو 1967 يعكس استهدافاً دولياً لتدمير جمال عبدالناصر بعد انتصاراته على الاستعمار، والارتباك السياسى لم يسمح لجيوش مصر وسوريا والأردن بالدخول فى مواجهة حقيقية مع إسرائيل حينذاك” هذا من أبرز ما جاء فى الندوة، التى استضاف فيها المجلس المصرى للشئون الخارجية، الكاتب الصحفى/ السيد هانى، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، لتقديم كتابه “عملية اصطياد الديك الرومى.. ليس فى التاريخ شىء اسمه حرب 67″، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق/ أحمد أبو الغيط. وافتتح الندوة السفير د./ منير زهران رئيس المجلس، وشارك فيها عددٌ من الأعضاء، من بينهم: السفراء/ محمد العرابى، أحمد حجاج، فاروق مبروك، جيلان علام، شريف شاهين، عبد الرحمن صلاح، د./ يسرى أبو شادى، الكاتب الصحفى/ نبيل نجم الدين، أ./ أسماء الحسينى، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، بتاريخ 22 نوفمبر 2021.
وشهد اللقاء أن أدلة المؤلف تشير إلى أن القوات المصرية لم تُتَح لها أبداً فرصة التصدى للقوات الإسرائيلية والاشتباك معها، عندما بدأت العدوان على مصر يوم 5 يونيو 1967؛فلقد تم تقييدها، وشل حركتها، ومنعها من التصدى للعدوان؛ مرة بقرار القيادة السياسية عدم البدء بالهجوم، وتلقى الضربة الأولى من إسرائيل لتحقيق هدف سياسى، ومرة بالأمر الصادر من قيادة الدفاع الجوى إلى وحدات الجيش المصرى فى سيناء، بعدم فتح النيران فى الفترة من الساعة 8 إلى الساعة 9 صباحا يوم 5 يونيو– وهى الفترة التى تمت فيها الضربة الإسرائيلية الأولى– بسبب وجود طائرة المشير عبدالحكيم عامر فى الجو، الذى ذهب لتفقد وحدات الجيش المصرى فى سيناء! كل ذلك بالتضافر مع “ارتباك” القيادة العسكرية المصرية، وصدور أوامر إلى وحدات الجيش المصرى بالانسحاب من سيناء، فأصبح الواقع الحاصل على الأرض، هو أن القوات المصرية تنسحب، والقوات الإسرائيلية تتقدم خلفها؛ ليتم بذلك احتلال سيناء. وبالتالى، لم يحدث أى اشتباك ميدانى مباشر بين المقاتل المصرى ونظيره الإسرائيلى فى يونيو 67.بذلك يمكن القول بأن الجندى المصرى تم إخراجه من المعركة قبل أن تبدأ، ومن ثمّ لا يصح أن نلصق بالجندى المصرى “عار هزيمة” فى حرب لم يخضها.
براءة القوات المسلحة المصرية من نكسة67
فالكتاب يهدف إلى تأكيد براءة القوات المسلحة المصرية من نكسة ٦٧؛ بدعوى أنه لم تكن هناك حرب حتى تثمر نصرًا مزعومًا أو هزيمة منكرة؛ فالأمر على حد وصف المشير محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات فى حرب أكتوبر ووزير الدفاع بعد ذلك، هو اعتداء من إسرائيل على ثلاث دول عربية (مصر وسوريا والأردن)، واحتلال مساحات أراضى واسعة لم تسمح للجيوش الثلاثة بالدخول فى مواجهة حقيقية نتيجة حالة الارتباك على الصعيد السياسى. والأمر فى مجمله عبارة عن صراع سياسى اتخذ طابعا دوليا لتدمير جمال عبدالناصر والتخلص منه، بعد الانتصارات السياسية الكبيرة التى حققها على الساحة الدولية ضد قوى الاستعمار والإمبريالية. فلقد أشار وزير الدولة الأسبق للشئون الخارجية فى الحكومة البريطانية أنتونى ناتنج فى كتابه “ناصر”، الذى صدر عام 1972، إلى أنه: “طوال السنوات العشر من 1957 إلى 1967، كانت الفكرة الثابتة لدى إسرائيل أنه يجب تدمير عبد الناصر، أو على الأقل تدمير سمعته لدرجة لا يمكنه معها استرداد مكانته فى العالم العربى”.
مؤامرة لإسقاط الرئيس عبدالناصر
ويؤكد الكاتب بالأدلة على أن ما حدث كان مؤامرة لإسقاط الرئيس عبدالناصر، اشتركت فى تنفيذها أطراف دولية عديدة، سواء عن قصد أو غير قصد، من بينها الاتحاد السوفييتى وبعض الدول العربية، بل ومنظمة الأمم المتحدة نفسها. وقد تم توزيع الأدوار بين هذه الأطراف على نحو يضمن نجاح العملية بشكل كامل، بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب لبدء تنفيذها؛ أى بعد استنزاف قدرات الجيش المصرى فى حرب اليمن، وتصاعد حالة الانقسام فى قمة هرم السلطة بمصر، بين الرئيس والمشير، حتى بلغت أشدها، ووصلت إلى درجة الصراع بين الرجلين على بسط النفوذ فى الدولة. هذا فضلاً عن تولى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون السلطة بالولايات المتحدة، فى أعقاب اغتيال الرئيس جون كيندى يوم 22 نوفمبر 1963، وهو رئيس قد وافقت رغبته رغبة إسرائيل فى التخلص من عبدالناصر، كما اشتهر بتأييده لاستمرار الاحتلال الإسرائيلى لسيناء عام 1957، ومعارضته لضغوط أيزنهاور على إسرائيل لحملها على الانسحاب، كما عُرِف عنه خطاباته إلى عبد الناصر التى خلت من الكياسة فى التخاطب. ومن ثمَّ، جرى تنفيذ هذه المؤامرة بنجاح، عن طريق تنفيذ العدوان الإسرائيلى صباح الخامس من يونيو عام 1967، بعد خداع عبدالناصر لكى لا يبدأ بالضربة الأولى ضد إسرائيل، وذلك بمشاركة الأسطول السادس الأمريكى، وفقاً لشهادات موثوقة.
غموض حول دور موسكو
وفى بحثه عن الدور الذى قام به الاتحاد السوفييتى فى ذلك الحدث، يعرض المؤلف تفاصيل المقابلة التى تمَّت بين عبدالناصر والسفير السوفييتى بالقاهرة فى الساعة الثالثة فجراً لنقل رسالة عاجلة من رئيس الحكومة السوفييتية أليكسى كوسيجن، يطلب فيها من عبدالناصر عدم البدء بالضربة العسكرية الأولى فى المواجهة مع إسرائيل، وأنه بإمكان مصر حينها استغلال العدوان سياسياً فى الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل؛ الأمر الذى أتاح لإسرائيل الفرصة لتحديد الوقت الذى تبدأ فيه العدوان، والتخطيط لكى تكون ضربتها الأولى، هى الضربة الفاصلة فى المواجهة مع مصر، بحيث تُشل بها قدرات الجيش المصرى تماماً، ولا يكون بمقدور عبد الناصر- بعدها- شن حرب دفاعية ضد إسرائيل. وحرىٌ بالذكر أن الدور السوفييتى مازال يكتنفه الغموض؛ فبحسب شهادة السفير عبد الرؤوف الريدى، فى مذكراته، فإن “هناك من يعتقد أن الاتحاد السوفييتى خطط للإيقاع بمصر؛ حتى تقع فى مصيدة 67، وتصبح معتمدة عليه بالكامل، وهناك مَن يرفض هذه النظرية”.
الرد على الإعلام الإسرائيلى المضلِّل
وحرَص الكاتب على أن يقوم بالرد على الإعلام الإسرائيلى المضلِّل بنفس اللغة التى يستخدمها للتهويل من الأمور، بما يحقق أغراضه ومصالحه. ومن ثمَّ حمَلَ الكتاب العنوان المذكور أعلاه. ويتكون الكتاب، الذى يضم 33 فصلاً، من ستة أجزاء. ويتناول الجزء الأول منها “فترة ما قبل يونيو 67″، حيث تبدأ فصوله باستعراض بعض الأكاذيب التى تقوم عليها السياسة الإسرائيلية؛ تمهيداً لدحض الدعاية الإعلامية التى أخذت إسرائيل تروجها بعد الخامس من يونيو 67، بهدف تقويض ثقة الشعب المصرى فى قواته المسلحة، بل وتقويض ثقة الشعب فى نفسه، وجعله يشعر بأن هزيمة 67 أبدية وأزلية، وأنها خط النهاية فى الصراع العربى الإسرائيلى.
جونسون و”اصطياد الديك الرومى”
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب “الحالة المصرية” التى أدت إلى حدوث ما جرى فى يونيو 67، والتى تميزت بالصراع فى قمة هرم السلطة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر حول بسط النفوذ فى الدولة، وكيف أنه قد تم إقصاء جمال عبدالناصر تماماً عن كل ما يجرى داخل القوات المسلحة؛ حتى أنه ظل على مدى يومى 5 و6 يونيو 1967 لا يدرى شيئاً عمَّا جرى للجيش المصرى فى سيناء! ثم يتناول الجزء الثالث من الكتاب كيف تمت عملية “خلق الأزمة” التى أدت إلى استدراج مصر للسقوط فى “الفخ”، الذى نُصِب لها سنة 1967؛ طبقاً للسيناريو المعتمد فى عملية “اصطياد الديك الرومى”، وهو المصطلح الذى أطلقه الرئيس الأمريكى الأسبق ليندون جونسون على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
هذا فيما يتناول الجزء الرابع “العدوان” وتفاصيل الخطة التى وضعتها إسرائيل للضربة الجوية الأولى، فيما يتناول الجزء الخامس بالبحث والتحليل وشهادات القادة العسكريين والسياسيين أحداث يوم 5 يونيو 1967؛ على الجبهة، وفى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وفى وزارة الخارجية. ثم يتناول الجزء السادس من الكتاب “المواجهة”، التى بدأت تجرى لأول مرة فى التاريخ بين المقاتل المصرى ونظيره الإسرائيلى وجهاً لوجه، بعد أسابيع قليلة فقط من الخامس من يونيو 67.
فأولى المواجهات العسكرية المباشرة، التى خاضتها القوات المسلحة المصرية ضد القوات الإسرائيلية بعد العدوان، كانت معركة رأس العش التى جرت فى 1 يوليو 1967، لتبدأ بذلك حرب الاستنزاف، إلى أن حقق المقاتل المصرى انتصاره الساحق فى حرب 6 أكتوبر 1973.
تقدير لجهد المؤلف
من جانبه، ثمَّن معالى الأمين العام / أحمد أبو الغيط، والمشاركون، الجهد الكبير الذى بذله المؤلف فى صياغة كتابه، خاصة وأنه يتطرَّق لكشف الحقيقة عن حدث جذرى عاشته الدولة المصرية فى تاريخها الحديث، ولا زالت آثاره ممتدة إلى الآن، وذلك عبر اقتباس واستقراء أمين لشهادات العديد من المسئولين المصريين والأجانب عن ذلك الحدث المهم. مشيراً إلى أن الحاجة لا زالت قائمة إلى صياغة بحوث مستفيضة حول وقائع التاريخ المصرى الحديث، بكافة جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بكل حيادية وموضوعية، للاستفادة منها، وعدم الوقوع فى مآخذها مرة أخرى.