ندوة السيد المهندس/ سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق حول “قطاع النفط والغاز وتداعيات الجائحة والحرب فى أوكرانيا عليه”
مايو 17, 2022التجربة الروسية للحفاظ على التنوع الإثني والثقافي والوئام القومي والديني هي ضمانة لتعزيز الهوية الوطنية المشتركة
مايو 20, 2022
في الفترة من 19 إلى 22 مايو 2022، وبدعوة من السيد/ رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية، شارك السفير د./ عزت سعد في قمة كازان الثالثة عشرة للتعاون الاقتصادي فيما بين الدول الإسلامية وروسيا الاتحادية. وقد شاركت في أعمال القمة وفود تجارية من الدول المعنية، بجانب ممثلين من العواصم وسفراء هذه الدول المعتمدين لدى موسكو، بما فيهم السفير نزيه النجاري سفير مصر لدى روسيا الاتحادية، وكذا عدد من الوزراء الحاليين والسابقين من بعض الدول الإسلامية، بما فيها دول الخليج العربية وإيران وتركيا.
وقد شارك د./ سعد في ندوتين أُقيمتا على هامش القمة أحدهما تعلقت بالاقتصاد الرقمي، والأخرى حول سبل تطوير وتعزيز المبادلات التجارية والتعاون السياحي بين الدول الإسلامية وروسيا الاتحادية. كما شارك في الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي، والذي عقد يوم 20 مايو 2022، بمشاركة خبراء من 42 دولة إسلامية، بجانب ممثلين عن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا والوزرات المعنية.
وقد ألقى د./ سعد كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي للمجموعة، التي ترأسها رئيس جمهورية تتارستان، والتي تناولت موضوع “التنوع الاثني والثقافي والوئام القومي والديني ضمانه لتعزيز الهوية الوطنية المشتركة: التجربة الروسية”، وهو الموضوع المحدد سلفاً من قِبَل اللجنة المنظِّمة. وفى هذا الصدد، أشار مدير المجلس إلى النقاط التالية بصفة خاصة:
-
أن لدى روسيا تقاليد “حضارية فريدة” في الحفاظ على التنوع والانسجام العرقي والثقافي. ويلعب “الروس” بوصفهم “الشعب الذي يشكل الدولة” دوراً محورياً في “وجود روسيا ذاته”، الذي تتمثل “مهمته العظيمة” في “توحيد الحضارة وتماسكها” في الفضاء الأوراسي.
-
تم تشجيع نوع مميز من الوطنية المدنية والوحدة civic patriotism and unity، والتي تعتمد على سرديات ما قبل عام 2012 حول “وطنية الدولة” state patriotism. وهذه الوطنية المدنية، في جوهرها، هي غير سياسية، وتركز على الحاجة إلى تجنب التغييرات الجذرية في السياسة والإبقاء على وحدة وتماسك الاتحاد الروسي، رغم ضغوط الخارج وكذلك القوى الداخلية الطاردة للمركزية. وفي مؤتمر “فالداي” عام 2013، جادل الرئيس بوتين بأنه يجب تطوير “الهوية المدنية” على أساس “القيم المشتركة، والوعي الوطني، والمسئولية المدنية والتضامن، واحترام القانون، والشعور بالمسئولية عن مصير وطنهم، دون أن يفقدوا الاتصال بجذورهم العرقية أو الدينية”.
-
بينما تفخر روسيا الاتحادية بأن “الأوطان التقليدية” traditional homelands تضم عدد كبير من المجموعات العرقية، وتسعي أيضاً في كثير من الحالات إلي التمسك بها في شكل استقلال ذاتي، فإن معظم مجموعات الأقليات العرقية صغيرة جداً من الناحية العددية. وفي حين أن استراتيجية الدولة الجديدة بشأن سياسة القوميات تنص على أن روسيا هي موطن لــ 193 مجموعة عرقية مختلفة، فإنه حتى اليوم لا تشكل سوي خمس مجموعات من الأقليات أكثر من 1% من مجموع السكان (التتار بنسبة 3.9%، الأوكرانيون 1.4%، البشكير 1.1%، التشوفاش 1.1% والشيشان 1.0%). ومن حيث الأرقام المطلقة، لا يوجد سوي سبع عشرة مجموعة تضم أكثر من نصف مليون عضو.
-
كما هو معلوم تمثل الأرثوذكسية ديانة أغلبية سكان البلاد. إلا أنه الهوية الوطنية المتعددة الثقافات كانت قادرة على استيعاب الإسلام إلي جانب المسيحية الأرثوذكسية الروسية باعتبارها واحدة من الديانتين المركزيتين في البلاد. وفي هذا السياق يعيش في روسيا ما يقرب من 20 مليون مسلم يشكلون 14% من السكان مما يجعل روسيا موطناً لأكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا. والحقيقة أن الرئيس بوتين دافع دائماً عن الإسلام باعتباره عنصراً تاريخيا للثقافة الروسية، ليس هذا فحسب بل انحاز أيضاً إلي الافتراض القائل بأن المسيحية الأرثوذكسية أقرب للإسلام منها للكاثوليكية، وفي حين أن البروتستانت يظهرون قيمهم الليبرالية من خلال دعم الإجهاض والمثلية الجنسية، قال بوتين أن الإسلام والأرثوذكسية ملتزمان في احترامهما لنظام القيم التقليدي. وكان الرئيس بوتين الزعيم الأوروبي الوحيد الذي أدان الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، التي نشرتها صحيفة “يولاندز – بوستن” الدانماركية في 30 سبتمبر 2005 بدعوى حرية التعبير.
-
لا يمكن تجاهل واقع أن دفاع روسيا عن التنوع العرقي والديني في الداخل، هو جزء من أجندة سياستها الخارجية. وفي هذا السياق، كانت موسكو حريصة على اكتساب وضعية المراقب لدي منظمة التعاون الإسلامي، وتبنيها مبادرات دولية تستهدف تعزيز حوار الحضارات والثقافات. وقد نددت روسيا بالتدخلات الأمريكية في العراق وليبيا، وبدت حريصة على الاحتفاظ بعلاقات متطورة مع الدول العربية والإسلامية والسعي إلى التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف الديني، كواحد من محددات سياسة روسيا الخارجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
-
وفي تقدير البعض، فإن الجغرافيا السياسية للرئيس بوتين تضع روسيا كأمة بين الشرق والغرب، غير عندما أنه يتعلق الأمر بالقيم والأخلاق فإن روسيا تتمسك بطابعها المحافظ. وكما يقول الرئيس بوتين، فإن العلمانية الأوروبية تخنق التعددية الثقافية، أو على الأقل تؤسس لتعددية ثقافية مصطنعة”، أما روسيا فهي تحافظ على تركيز غني من الأعراق واللغات لا مثيل له حتى من قبل أرض المهاجرين نفسها، الولايات المتحدة.
هذا، ويمكن الاطلاع على النص الكامل للكلمة فى البند الخاص بمشاركات الأعضاء على موقع المجلس.