جامعة الدول العربية : بين التحدي والانجاز بقلم د. حسين عبدالخالق حسونة
فبراير 9, 2018مشاركة السفير د. عزت سعد في ندوة بمعهد التخطيط القومي
فبراير 11, 2018
في إطار الحرص على تسليط الضوء على الحضارة المصرية القديمة باعتبارها أحد عناصر القوة الناعمة المصرية التي يمكن من خلالها تعزيز الحضور المصري بين سائر الحضارات التي سبقتها في التقدم والتطور الحضارة المصرية، قام المجلس في 11 فبراير 2018، بتنظيم محاضرة بعنوان “مصر هبة النيل: نشأة وتطور الحضارة المصرية القديمة”، ألقاها الدكتور/ حازم عطية الله، عضو المجلس وأمين الصندوق، وأستاذ الاّثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان، وذلك بحضور كل من السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس، والسفير/ د. عزت سعد، مدير المجلس، والسفيرة/ منى عمر، والسفير/ محمد الشاذلي، والسفير/ عادل السالوسي، والسفيرة/ جيلان علام، إلى جانب مجموعة أخرى من الأعضاء، وعدد من الخبراء والمتخصصين والشخصيات العامة.
في البداية رحّب السفير/ د.منير زهران، بالدكتور حازم عطية الله، مستعرضًا بعض محطات مسيرته الوظيفية، من حيث عمله أستاذ بكلية الاّثار وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، ونائبًا لرئيس جامعة حلوان، ومستشار ثقافي وسياحي ومشرف على المكاتب الثقافية في كل من فيينا وزيوريخ وفرانكفورت، ثم محافظًا للفيوم، منوّهًا إلى إسهاماته المتعددة في مجال السياحة والثقافة والاّثار، وحصوله على وسام العلوم والفنون من رئيس النمسا السابق عام 1994، ناقلاً الكلمة بعد ذلك للدكتور/ حازم عطية، للحديث عن نشأة وتطور الحضارة المصرية القديمة، وفيما يلي نص كلمته:
لعب نهر النيل دورًا أساسيًا في نشأة وتطور الحضارة المصرية القديمة، وبالرغم من ذلك علينا ألا نغفل دور الشخصية المصرية الفريدة التي استطاعت أن تسخر وتستغل الإمكانيات الطبيعية التي منحها الله لها لترتقي أعلى مراتب الرفعة والازدهار لتأخذ مكانتها الريادية بين حضارات العالم القديم تنير لها طريقها نحو الرقي والتقدم لتنعم شعوبها حتى يومنا هذا بما حققته وأنجزته تلك الحضارة.
“مصر هبة النيل… ولكن الحضارة المصرية القديمة وهبت الحياة لنهر النيل”
كانت المياه الآتية من أعالي هضبة الحبشة والمتجهة شمالاً والتي يرجع تاريخها لأكثر من عشرين ألف سنة قبل الميلاد سريعة متدفقة يغلب عليها طابع الفيضان، فلم تكن تلك المياه قد حفرت حوضها الذي لم نكن نعرفه بعد. وعلى ذلك لم يكن بمقدور الإنسان العيش على مقربة منها، فقد كانت آنذاك عامل طاردًا وليس جاذبًا للإنسان، مما اضطره إلى اللجوء إلى الصحراء ليعيش فيها كبدو يعتمد على الترحال من مكان إلى آخر باحثًا عن المأكل والمشرب مما تقدمه له أرضها. فقد عاش جامعًا لقوته وليس منتجًا له، يشرب المياه الجوفية أو مياه الأمطار المتجمعة، ويأكل النباتات التي تنمو حولها. فإذا جفت أماكن تجمع المياه ونضبت تربتها جمع حاجياته البسيطة وانتقل إلى مكان آخر تتوفر فيه تلك المعطيات. وقد انعكست حياة البداوة هذه على العناصر الأساسية للحياة المجتمعية.
متمثلة في السكن الذي لم يتعدى العشش البسيطة غير المعقدة. ثم المقبرة – والتي سوف يكون لها شأن كبير منذ عصر ما قبل الآسرات وحتى نهاية العصر المتأخر – التي كان يوضع فيها المتوفي كما هو دون حفظه بصورة أو بأخرى حيث أنه لم تكن تلك العلاقة قد نشأت بين عالم الاحياء وعلم الأموات، والتي سوف يكون لها شأن كبير فيما بعد، بداية مع الاستقرار، ثم يأتي العنصر الثالث المهم، وهو بداية التفكير العقائدي حيث أثرّت حياة الصحراء الشاسعة وقدوم الليل وظهور الحيوانات المفترسة أو التي تمتلك صفات أخرى، ثم السماء بنجومها وكواكبها المتلألأة في تفكير الإنسان، وكلها قدرات وظواهر تفوق قدرة الإنسان مما جعله يبدأ في التفكير بوجود قوة خفية تفوق قدرة الإنسان، وتؤثر وتتحكم فيه.
ومع النحر الذي سببته المياه المتدفقة شمالاً تكون ذلك المجرى الذي نعرفه اليوم وانحصرت داخله المياه، فهيأ ذلك للإنسان الاستقرار على ضفتيه في شمال وجنوب البلاد، وكوّن أول جماعات بشرية مستقرة تحولت إلى جماعات منتجة لقوتها وليست جامعة له. ومنذ تلك اللحظة يمكننا التحدث عما نسميه بالحضارة، والتي انشقت منها هذه الكلمة المأخوذة من كلمة الحضر أي الأماكن الآهلة بالسكان المستقرين.
كل ما تركته هذه الجماعات في أماكن استقرارها سواء في الجنوب أو الشمال أسميناها بحضارات ما قبل التاريخ أو ما قبل الآسرات (خمسة آلاف عام قبل الميلاد).
ومن أهم نتائج دراسة هذه الحضارات اكتشاف سلالتين بشريتين إحداهما تنتمي لحضارات الجنوب حيث أثّر عليها الجنس الحامي الأفريقي، والتي كانت صفته المميزة الجمجمة بيضاوية الشكل، في حين اكتشفت السلالة الاخرى في دفنات الشمال حيث أثّر عليها الجنس السامي حين نزحت موجات بشرية من آسيا وآسيا الصغرى واستقرت في شرق الدلتا، ثم سادت شمال البلاد، والتي كانت صفتها المميزة من خلال الجمجمة المستديرة المميزة للجنس السامي.
فعند هذه الفترة بدأ المصري القديم يهتم بالمقبرة محاولاً الحفاظ على جثة المتوفى بالرغم من عدم معرفته بطرق التحنيط التي عرفها في وقت لاحق كما بدأ يضع مع المتوفي بعض الأدوات والأواني الفخارية التي كان يستخدمها أثناء حياته.
ولقد آثرّت فيه ظاهرة التكرار حيث لاحظ أن الظواهر الطبيعية من حوله يغلب عليها صفة التكرار مثل الليل والنهار وفيضان نهر النيل الذي يأتي في وقت ثابت من كل عام، كما أن موسم الحصاد ثابت يتكرر كل عام، ومن هنا بدأ في التفكير بأنه هو نفسه يكون جنينًا في بطن الام، ثم يولد طفلاً يكبر ثم يصل إلى مرحلة سنية معينة يموت بعدها حيث اقتنع بأنه هو نفسه، والذ يعد جزء من هذه المنظومة لابد له أن يبعث مرة أخرى لتكرر حياته تمامًا مثلما يحدث مع بقية الظواهر.
ومن هنا بدأت تترسخ له فكرة البحث والاهتمام فيما هو بعد الموت، فاتحاد شطري البلاد مع بداية عهد الآسرات، والتي كلل له النجاح على يد الملك نارمر، وتكوين أول دولة متحدة كان في الواقع توحيدًا لكل من الجنس السامي والحامي ليتمخض عنهما جنسًا جديدًا ألا وهو الجنس المصري الذي يعيش على هذه الأرضمنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا. ويبدأ عصر تاريخ المصري القديم مع تأريخنا لأول أسرة حكمت العصر الفرعوني وهي الأسرة الأولى، ولذا عرفت تلك الفترة أيضًا بعصر الآسرات.
إن تطور المقبرة الملكية منذ عصر الأسرة الأولى يعد بمثابة تطور للحضارة المصرية القديمة، وتتميز فترة الأسرة الأولى والثانية، والتي عرفت بالعصر العتيق (3000 – 2780 ق.م)، بأن مقابر ملوكها أخذت شكل الدرجة المبنية من الطوب اللبن والتي عرفت بالمسطبة.
ومع نهاية الأسرة الثانية بدأ المصري القديم يستخدم الحجر الجيري في بناء بعض أجزاء المسطبة والتي تمثلت في غرفة الدفن، حيث أنها أهم الأجزاء التي تساعد على الحفاظ على جثة المتوفي.
وقد شاء التاريخ أن يهب مصر في هذه الفترة ملك له أفكار فلسفية دينية متطورة سوف تكون لها مدلولاً عظيمًا فيما بع، وهو الملك زوسر بجانب مهندسًا معماريًا عظيمًا كان أول من شيّد بناءً كاملاً من الحجارة ألا وهو المهندس والطبيب والفليسوف إيمحتب، والذي ذاع صيته فيما بعد حتى أنه عبد كإله بعد سبعمائة عام من هذه الفترة، أسس زوسر الأسرة الثالثة لتبدأ فترة انطلاقة جديدة عرفت بعصر الدولة القديمة (2780 – 2270 ق.م).
بدأ زوسر في بناء مقبرته على هيئة مسطبة وصل ارتفاعها 8 م على غرار مقابر الملوك السابقين، ولكنها بنيت من الحجر الجيري على النحو المبين سلفًا، كما أحاط إيمحتب المقبرة وملحقاتها بسور وصل ارتفاعه لأكثر من 20 مترًا، ولهذا السبب كان لزامًا عليه التفكير في الارتقاء بهذه المسطبة إلى أعلى كي يتسنى رؤيتها من خارج السور، وهو ما أدى إلى التفكير في بناء ثلاثة مساطب أخرى فوقها، وهو ما حدث بالفعل، وهنا نتعرض للأسباب التي أدت إلى تطور المقبرة الملكية من كونها مسطبة فوق سطح الأرض إلى هرم مدرج، وبالتالي كان السبب الأول والمنطقي وهو ما يسمى بالسبب الفعلي، هو الارتفاع بها كي يمكن رؤيتها من خارج السور، ولكن هنا تدخلت العقيدة والديانة في فكر الملك ومهندسه إيمحتب، فالملك الحاكم الذي هو في نفس الوقت بمثابة الإله، عندما يموت ويدفن تحت هذا الشكل المعماري، والذي لم يتحول إلى هرم كامل بعد، تصعد روحه إلى أعلى لتتحد مع رب الآلهة “الإله رع” ويذوب فيه ليتحولا لوحدة واحدة، وقد بدى جليًا أن هذا الشكل الهندسي الشبه هرمي سوف يساعد ويسهّل صعود الروح إلى أعلى!! ومن هنا بدأ التفكير في بناء مسطبة خامسة وأخرى سادسة بهدف الاقتراب أكثر وأكثر بقدر المستطاع من السماء.
وقد حققت فكرة الشكل الهندسي هذا للمقبرة الملكية نظرية كان يؤمن بها المصري القديم تمام الإيمان خلال هذه الفترة، وهي التي تتلخص في أن الشكل الهندسي الهرمي المكون من أربعة مثلثات ينتهي به الأمر عندما تلتقي رؤوسها في نقطة واحدة، وهي قمة هذا البناء، والتي تشير كسبابة إلى أعلى، وهو أبلغ تعبيرًا وتجسيدًا منطقيًا لفكرة عبادة الإله الأوحد، والتي آمن بها المصري القديم في واقع الأمر منذ فجر التاريخ، وليس كما يعتقد البعض قد أتى بها اخناتون خلال النصف الثاني من الأسرة الثامنة عشر.
إن الجديد الذي أتى به اخناتون هو أنه أعلنها صراحة بأنه لا يوجد غير إله واحد وهو الإله “أتون” الذي هو في نفس الوقت صورة من صور الإله “رع”، والذ عرف بأتون منذ عصر الأسرة الخامسة، حيث ذكر في سياق نصوص الأهرامات بهذا الأسم.
فالمصري القديم، قد أمن بوجود إله واحد منذ الدولة القديمة، وكل تلك الآلهة والمجموعات الإلهية التي نعرفها ما هي الإ الصفات العديدة والمتعددة للإله الأوحد الذي أسماه المصري في كل العصور “نترعا” أي الإله الكبير أو العظيم.
وصلت فكرة علاقة المقبرة في شكلها الهرمي إلى أعلى مراحل التعبير عن الفكرة خلال الأسرة الرابعة مع تحول الهرم المدرج إلى هرم كامل حيث كسيت أسطحه الخارجية بكساء سميك من الحجر الجيري ليسهل سقوط الضوء من أعلى إلى أسفل من ناحية، ومن ناحية أخرى ليسهل ذلك على انعكاس الضوء على الأرض في الاتجاهات السموية الأربعة.
كما أن هذه الفترة ومنذ بداية عصر الآسرات ترسخت فيها فكرة الملك الإله، وليس كما يذكر البعض الملك المؤله، فالملك الإله أصله إلهي، أما الملك المؤله فهو إنسان اكتسب الصفة الإلهية، وبمعنى أخر يمكن القول بأن المصري القديم قد اقتنع بأن الإله قد نزل الأرض وتقمص الشكل الإنساني في صورة الملك الحاكم.
وقد كان لرسوخ هذه الفكرة واقتناع الشعب بها أن وهب حياته وكرسها إذا تطلب ذلك، من أجل هذا الحكم والكيان الذي نفضل تسميته بالحكم الملكي الإلهي المركزي، والذي كان سببًا جوهريًا في تطور وازدهار الحضارة المصرية القديمة خلال هذه الفترة لتصل بنا إلى أولى أعلى مراحل التقدم والازدهار خلال هذه الفترة وحتى الأسرة الخامسة.
ولكن مع زيادة بزوغ فكرة عبادة الإله رع منفصلاً عن الملك الحاكم وبتشجيع من كهنته، بدأ الاهتمام أكثر وأكثر بعبادة رع، مما اضطر الملوك إلى مسايرة الأحداث وتحولهم إلى ملوك بشر يعبدون الإله رع حتى أن بعضهم وتقربًا منهم للإله رع قد اعتبروا أنفسهم كبار كهنة الإله رع.
وقد استمر ملوك هذه الفترة في بناء المجموعات الهرمية مثل سابقة، والتي تتكون من معبد وادي وطريق صاعد ومعبد جنائزي لتنتهي بالهرم، ولكن تحول الاهتمام في هذه المجموعات بالفناء المفتوح الذي يتوسطه عمود حجري قمته في صورة هُريم عرفت بالمسلة، والتي ترمز لعبادة الإله رع، والتي كانت بمثابة عرض الإله الذي يستقر على قمته (قمة المسلة). لقد استمر الملوك خلال هذه الفترة في بناء مقابرهم ضمن هذه المجموعات في شكل الهرم، ولكن قل اهتمامهم بها، وأصبح أهم جزء في هذه المجموعات الفناء المفتوح بهدف تيسير دخول ضوء الشمس إليه، والذي تتوسطه المسلة.
ولكن … وفي نفس الوقت كان انهيار فكرة الحكم الإلهي المركزي هو السبب الرئيسي في انهيار الدولة القديمة لتدخل البلاد عصرًا من الفوضى والتفكك عُرف بعصر الاضمحلال الأول، والذي انقسمت فيه البلاد إلى دولتين، ولأول مرة منذ أن وحدها مينا مع بداية الأسرة الأولى.
ولقد كان إعادة توحيد البلاد مرة أخرى في الأسرة الحادية عشر، وهي الفترة التي عرفت بعصر الدولة الوسطى يرجع في الأصل لفكرة جديدة تعيد إلى الذاكرة علاقة الملك الحاكم بالإله، ولكن هذه المرة ليست في صورتها القديمة، والتي عرفت بفكرة الملك الإله، والحكم الملكي الإلهي المركزي، ولكن اعتبر ملوك الدولة الوسطى وعلى رأسهم مؤسسها منتوحتب بأن الملك الإنسان عندما يموت يتحول في العالم الآخر إلى الإله أوزوريس حاكم هذا العالم.
وبذلك اكتسبت صفة إلهية جديدة، ولكن في ثوب جديد، والتي لها مكانة خاصة عند المصري القديم، لأن هذا الإله “الإله أوزوريس” سوف يحكم الحياة الأبدية التي كرس الإنسان حياته على الأرض من أجلها.
وهكذا، اجتمعت عدة أسباب منذ فجر التاريخ مرتبطة بالإنسان والأرض في هذه البقعة من المعمورة خاصة لتولد من خلالها أقدم وأعظم حضارة عرفتها البشرية، وبالرغم من انهيار الدولة المصرية القديمة مع نهاية أول مرحلة ازدهار لها مع نهاية الأسرة السادسة إلا إنها سرعان ما أفاقت من كبوتها لتكمل المسيرة وتتطور لتصبح أكبر وأهم إمبراطورية في العصر القديم خلال الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر. وخير دليل على ذلك الآثار العظيمة التي خلفتها لنا تلك الفترة من معابد ومقابر وكنوز نفيسة أبقى عليها الزمان خير دليل على أعظم حضارة عرفتها البشرية.
-
مداخلات الحضور
-
أوضح السفير/ منير زهران، رئيس المجلس، أنه في أعقاب زيارة الرئيس السادات إلى القدس في نوفمبر 1977 عُقد في فندق مينا هاوس المؤتمر الشهير الذي رأسه الدكتور عصمت عبد المجيد بحضور وفدًا إسرائيليًا وكان من بين أعضائه مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذًا، والذي بعث برسالة إلى الوفد الإسرائيلي معبر لهم فيها عن سعادته بجلوسهم على صفح الهرم، وأن هذا الأمر يذكرهم بما قام به اسلافهم في بناء الأهرامات، موجه سيادته التساؤل إلى دكتور حازم حول حقيقة هذا الادعاء.
-
أوضح السفير/ عادل السالوسي، عضو المجلس، أن التاريخ يعد أحد العناصر الحاسمة في الفصل في هذه الادعاءات، مشيرًا إلى أن عصر بناة الأهرامات في الأسرة الرابعة كان في عام2670 ق.م، بينما قدم اليهود إلى مصر في القرن السابع عشر قبل الميلاد، أي أن هناك فرق 980 سنة بين العصرين، أي أنهم قدموا في نهاية الدولة الوسطى، مضيفًا بأن المحاضرة كانت في حاجة إلى الحديث عن تواريخ الأسر القديمة، ومنها الأسرة الأولى التي كانت في عصر مينا ونعرعر 3200 ق.م.
-
أشارت الدكتورة/ عزيزة اليسرجي، عضو المجلس، إلى أنها قرأت في العصر القديم فيما قبل الأسرات أن الأشخاص الذين كانوا يسكنوا الصحراء أنهم حينما اقتربوا من النهر وجدوا المستنقعات وأنهم بذلوا مجهود كبير في تجفيفها، لافتة إنها بناءًا على ذلك فإنه يمكن الرد على مقولة المؤرخ هيرودوت أن مصر هبة النيل، بأن الحضارة المصرية هي هبة المصري مع وجود النيل نظرًا لأهمية المياه في التنمية والتطوير.
-
أوضح الدكتور/ عدلي أنيس، أستاذ الجغرافيا البشرية بكلية الأداب – جامعة القاهرة، أنه كان يدير مجموعة بحثية في عام 2010 عن السياحة الأوروبية في مصر، مشيرًا إلى أنه كان هناك استبيان لعدد ضخم من السياح، وكان من بين الأسئلة التي وجهت إلى أحد السياح ما هي الدوافع التي دفعتك لزيارة مصر، منوّهًا إلى أن الإجابة جاءت نصًا “لأحقق حلم حياتي وأزور الأهرامات”، لافتًا إلى أنه يريد أن يبعث برسالة من خلال المحاضرة إلى ضرورة أن تقوم الطلبة بمختلف المراحل التعليمية بزيارة الأماكن الآثرية والتعرف على حضارتهم.
-
أضاف السفير/ محمد العشماوي، عضو المجلس، بأنه إضافة لما ذكره دكتور حازم حول مقولة هيردوت بأن مصر هبة النيل، فهناك مقولة أخرى له مهمة شملت الجانب الديني والاقتصادي في الحضارة المصرية القديمة، كما أنها تُكمل هذه المقولة السابقة، وهي أن “مصر هبة النيل ومعبد الرب وصومعة العالم”، مشيرًا إلى أنه من المعلوم أن مصر في العصر المطير كانت بالفعل صومعة العالم، متوجهًا بالتساؤل إلى دكتور حازم مفاده هل يمكن الفهم من خلال المحاضرة أن مصر تعرضت بعد أن كانت دولة واحدة للانقسام ثم توحدت مرة أخرى؟.
-
نوّهت الدكتورة/ عايدة ناصيف، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة القاهرة، إلى أهمية الخروج من خلال هذه المحاضرة بتوصية وهي أن الحضارة القديمة هي جزء أصيل من الهوية المصرية.
-
أشار دكتور/ محسن توفيق، عضو المجلس، إلى أن الهرم الأكبر رغم أنه كان في الدولة القديمة كان يمثل أكثر فترة ازدهار مرت بها هذه المرحلة، مضيفًا بأن التقدم الذي يشهده الهرم في علوم الفلك والبناء والكيمياء والفيزياء هي مجرد أسرار وكثير منها لا يعلمه أحد، لافتًا إلى أهمية أن يتم تنظيم محاضرة أخرى يشرح من خلالها دكتور حازم كيف توصلوا إلى هذه المستويات من التقدم.
-
تساءلت السفيرة/ جيلان علام، عضو المجلس،عن كيفية تحديد الأسر، وما هي المحددات التي يتم بموجبها تعديد الأسر وتتابعها؟.
-
اقترح دكتور/ كمال عقيل، أن يتم تنظيم سلسلة من المحاضرات يمكن من خلالها استعراض الحضارة المصرية القديمة بشكل كافي، على أن يتم توثيق هذه المحاضرات في صورة كتاب، نظرًا لأهمية هذا الموضوع باعتباره أحد عناصر قوة مصر الناعمة.
-
أشار دكتور/ حسن الحيوان،عضو المجلس، إلى أن يكون موضوع المحاضرة القادمة يربط بين الحضارة المصرية وفكرة الأديان بشكل عام.
-
أبدى السفير/ محمد منير، عضو المجلس،وجود ملاحظة وهي هل الحضارة المصرية يتم اختصارها بأنها جنائزية فقط أم أن هناك علوم كثيرة مكتوبة على الجدران والمعابد في الفلك والرياضيات والهندسة، متسائلاً عن موقع هذه العلوم من الطرح والتناول، مقترحًا أن يأخذ دكتور حازم بمبادرة لجمع كل ما هو مكتوب على الجدران من علوم ويتم وضعه في كتب.
-
تساءلت السفيرة/ منى عمر، عضو المجلس، عن العلاقة بين الحضارة المصرية وما تم العثور عليه من آثار ومواقع آثرية في السودان؟.
-
أشار السفير/ محمد الشاذلي، عضو المجلس، إلى أن الحضارة المصرية تعد مثال على أن الملك المنتصر لم يسع إلى طمس هوية من قبله ولكنه استعار رموزه، وكل رموز الشمال كانت من ضمن الرموز الملكية لفرعون، وظلت عقدة السيمتاوي مثال للرابطة التي تربط إقليمي مصر دون أي استعلاء أو قمع للشخصية الأخرى، مشيرًا إلى أن ذلك كان سببًا مهمًا في الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة.
-
تساءلت الدكتورة/ فائقة الرفاعي، عضو المجلس،حول ما إذا كانت الحضارة المصرية القديمة كانت متحيزة ضد المرأة وما هو الدور الذي لعبته؟، كما تساءلت أيضًا عن أوجه الاستفادة من الحضارة القديمة في العصر الحالي؟.
-
تساءلت الدكتورة/ إقبال جبر، عن الهجرات العربية منذ العصور القديمة؟، وما حقيقة ما يُقال بأن الهجرات العربية لم تحدث إلا بعد الفتوحات الإسلامية؟.
-
تعقيبات
في معرض إجابته على ما أثير من تساؤلات في مداخلات الحضور، أوضح الدكتور/ حازم عطية، ما يلي:
-
فيما يتعلق بالادعاءات حول مساهمة اليهود في بناء الأهرامات، أشار إلى أنها مجرد أكاذيب تم الاعتياد على سماعها من الجانب الإسرائيلي، موضحًا أنه بالنظر إلى فكر المصري القديم وقت بناء الأهرامات، والذي عبرت عنه إحدى النصوص المكتوبة في مصاطب “منف” والتي تتحدث عن تنظيم العمل في بناء الأهرامات وتقسيم مجموعات العمل المعنية بالبناء، بداية ممن يقوموا بنحت الحجارة في محاجر طرة أو المقطم، وكذلك المجموعة التي تقوم بعملية النقل، وكذلك المجموعة المعنية بوضع الحجارة والبناء من المصريين، حيث يوضح النص الذي ينظّم عملية البناء أنه ليس من المقبول أن الشخص الذي يساهم في عملية البناء أن يأتي عليه الدور أكثر من مرة، وهو ما يشير إلى تهافت المصريين القدماء على البناء، وسعيهم للتضحية بحياتهم من أجل إنجاز هذا البناء، مشيرًا إلى أن هذه الحالة الشعورية لدى المصري القديم كانت أقرب لما يتم تدواله الآن بشأن من يتوفى عند بناء كنيسة أو مسجد حيث يعتبر أنه استشهد في سبيل الله، مؤكدًا أن كل هذه الادعاءات هي مجرد افتراءات وليس لها أساس من الصحة.
-
وفيما يتعلق بالتساؤل حول تاريخ الأسرات، أشار إلى أن الأسرة الأولى تبدأ من عام 2900 ق.م في العصر العتيق حيث أخذت حوالي 250 سنة، بينما الأسرة الثانية أخذت حوالي 300 سنة، ومن ثم فإن إجمالي العصر العتيق 450 إلى 500 سنة، وفيما بعد ذلك كانت بداية الأسرة الثالثة مع بداية عصر الدولة القديمة عام 2654 ق.م، مشيرًا إلى أن التاريخ ما بين الأسرة الأولى والعصر الحالي 5000 سنة على بداية الحضارة المصرية القديمة، منوّها أن بمرور القرن الحالي يكتمل 5000 سنة على قيام الحضارة المصرية القديمة بمفهومها الحضاري.
-
حول ما أثير بأن الحضارة المصرية هي جزء أصيل من الهوية المصرية، أشار إلى أنه بالفعل يبحث عن ذلك، والبحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها توظيف واستخدام الآثار والحضارة المصرية القديمة لإعادة بث الانتماء لدى جيل المستقبل إلى الهوية المصرية المتميزة التي تتميز بصفات تخصها عن باقي الحضارات الأخرى.
-
حول بناء الأهرامات وما تحويه من معلومات عن حالة الازدهار في العلوم المختلفة التي توصل إليها المصريون القدماء، أوضح أنه سيتم تخصيص محاضرة خاصة بها يتم من خلالها استعراض بعض هذه المعلومات.
-
فيما يتعلق بتعريف الأسرة، أوضح أنها مجموعة من الملوك تولوا الحكم ويرتبطوا فيما بينهم بصلة نسب لفترة معينة في مكان محدد.
-
وحول ما ذكره السفير الشاذلي بشأن الرموز التي تم استخدامها قديمًا، أوضح أن المصري القديم اعتز بأن يظهر هذه الرموز، ومنها افتخاره بأنه يربط القطرين بعضهما ببعض ويوحدهم، مشيرًا أنه نتيجة عدم معرفته بالكتابة لجأ إلى الرموز.
-
وبالنسبة للهجرات العربية، نوّه إلى أن الهجرات في عصر ما قبل التاريخ يمكن تلخصيها في الهجرات السامية التي أتت من آسيا وآسيا الصغرى، مشيرًا إلى أن الجنس السامي هم الذين استقروا في شرق الدلتا ثم في الدلتا بأكملها، وحول العلاقة فيما بين الجنس السامي والجنس العربي الذي كان متواجد في آسيا وآسيا الصغرى، أشار إلى أنه موضوع مستقل.